الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذوو الإعاقة».. أدوار لدواع ليست إنسانية

«ذوو الإعاقة».. أدوار لدواع ليست إنسانية
16 فبراير 2017 19:18
سعيد ياسين (القاهرة) اعتبر الدكتور صلاح عبدالله، وهو كفيف وحاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان، بعض الأفلام التى تناولت شخصية الكفيف «فاشلة»، لأنها لم تستطع أن تنفذ إلى نفسية الرجل الكفيف أو الجوانب الإنسانية، وقال: العديد من المظاهر التي يتصف بها الرجل الكفيف لم تظهر في السينما، وانتقد بعض الأفلام القديمة والحديثة التي تناولت شخصية الأعمى. «ليلى في الظلام» قال الناقد روبير الفارس إن ذوي الإعاقة من فاقدي البصر أكثر الأنواع وجوداً في السينما المصرية منذ بدايتها حتى الآن، حيث كان أول فيلم في السينما المصرية «ليلى في الظلام» لليلى مراد عام 1944، ثم «اليتيمتان» الذي جسدت فيه فاتن حمامة دور الكفيفة، وكان والدها فاخر فاخر في الفيلم أيضاً من ذوي الإعاقة، نتيجة إصابة في قدمه، و«العمياء» لسميرة أحمد، و«جسر الخالدين» لشكري سرحان الذي أصيب بالعمى وفيه أيضا أصيبت سميرة أحمد بالعمى. وأشار إلى أن الصم والبكم أيضاً كان لهم نصيب في السينما، كما حدث في فيلم «رصيف نمرة 5» لفريد شوقي وهدى سلطان وزكي رستم، حيث كانت المرأة «البكماء» مفتاح حل اللغز والكشف عن زعيم العصابة لكن كانت هناك جوانب إنسانية في حياتها تتطلب التركيز عليها، وفيلم «الخرساء» لسميرة أحمد التي تعد من أكثر الفنانات تجسيدا لأدوار ذوي الإعاقة. ومن الأفلام التي تناولت هذا النوع «الصرخة» لنور الشريف ومعالي زايد، وتم الاستعانة فيه بمجموعة من الصم والبكم، كما تناولت بعض الأفلام مبكراً «الإعاقة الذهنية»، ومنها دور محمد توفيق في «حسن ونعيمة» لمحرم فؤاد وسعاد حسني، أما «الإعاقة الحركية» فحضرت كثيراً في أدوار هامشية، وجسدها حسين رياض في أكثر من فيلم، منها «لحن حبي» مع فريد الأطرش وصباح، أما الأفلام التي كان البطل فيها قعيداً عن الحركة فغير مميزة، ولكن قام ببطولة مصاب في إحدى قدميه، ومنها دور يوسف شاهين في «باب الحديد»، وأحمد زكي في «مستر كاراتيه» وهي أيضا غفلت الكثير من النواحي النفسية والإنسانية. جيل الأساتذة تميز العديد من الممثلين في تجسيد شخصيات ذوي الإعاقة، ومنهم أحمد زكي في دور عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين «الكفيف» بمسلسل «الأيام»، وقدم محمود ياسين الشخصية ذاتها في «قاهر الظلام»، ومحمد صبحي من خلال شخصية «سطوحي» المصاب في عقله بمسرحية «انتهى الدرس يا غبي»، وبرع يحيى الفخراني في شخصية شاب معاق ذهنياً بفيلم «مبروك وبلبل» الذي أخرجته إخراج ساندرا نشأت. وجسد خالد صالح في فيلم «الحرامي والعبيط» مع خالد الصاوي، شخصية الشاب «فتحي» المعاق ذهنياً، والذي يفقد عقله بسبب ظروف الحياة القاسية، وهو ما تكرر مع نبيلة عبيد في «توت توت»، حيث أجادت تجسيد شخصية الفتاة المعاقة ذهنياً «كريمة» التي يستغلها الناس ويعهدون إليها بالأعمال الشاقة. «عوض» وأجاد يونس شلبي تقديم شخصية «عوض» الذي يعاني إعاقة ذهنية في فيلم «الفرن»، وتقمص حسين رياض في «الأسطى حسن» أمام فريد شوقي وإخراج صلاح أبوسيف شخصية المصاب بالشلل الذي يتعاطف معه المشاهد لأنه تعرض لخيانة زوجته، كما لعب رياض شخصية «الأخرس» الذي تعرض لصدمه أثناء ذهابه لخطبة ابنة البرنس لابنه في «رد قلبي»، وجسد محمود ياسين شخصية المهندس الذي فقد حاسة النطق بعد تعرض صديقه لحادث أليم في فيلم «الأخرس». وفي المقابل استغل بعض المنتجين الطفل المعاق، حيث كانت شهرة الفنان أحمد فرحات نابعة من إعاقته وهي صغر حجم جسمه وضآلته، وبسبب هذه الإعاقة استمر الإقبال عليه حتى قدم أكثر من 30 فيلماً، لكنه عندما كبر وأصبح رجلاً وبنفس ملمحه رفض المنتجون الاستعانة به بعدما فقد بريقه ونسيه الجمهور. وقدمت السينما الأقزام في أعمال كثيرة مستغلة إعاقتهم إما لتعاطف الجمهور معهم، أو للسخرية منهم وهو ما حدث في أكثر من فيلم، وكان القزم مجرد طفل يتم الاستعانة به ليضحك الجمهور حتى في المسرح، ومن الأعمال التي قدمت عن المعاقين ولم تحقق نجاحاً يذكر فيلم «الأقزام قادمون» ليحيى الفخراني وليلى علوي، حيث لم يتعاطف الجمهور مع الحالات التي قدمها أو الفكرة، بل اعتبر كثيرون الفيلم نوعاً من السخرية أو المتاجرة بهم. اعتراض حقوق الطفل على «الساحر» اهتم الفنان الراحل محمود عبد العزيز بإلقاء الضوء على المعاقين في فيلم «الساحر»، حيث تعد تجربة الطفل المعاق الذي شارك معه.. من أشهر الأطفال الذين ظهروا في أفلام وحدثت بسببه أزمة، إذ اعترضت جمعية حقوق الطفل على تقديمه بشكل يثير السخرية منه. ورغم ذلك يرى بعض النقاد أن شخصية الكفيف المحب للحياة بكل صعوباتها «الشيخ حسني» التي لعبها في «الكيت كات» كانت ترسيخاً حقيقياً لحياة العديد من المكفوفين، ولم يكن هذا الفيلم الوحيد الذي تعرض فيه إلى المعاقين ذهنياً، حيث جسد في فيلم «وكالة البلح» مع نادية الجندي شخصية «عبدون» الذي يخلص في حب «نعمات» ويبعد عنها أي خطر تتعرض له. كما أدى محمود عبد العزيز شخصية الدكتور عادل الذي أصابه الجنون في «العار»، وهو ما تكرر في «جري الوحوش» مع نور الشريف، حيث ظهر في مشهده الأخير مجنوناً بسبب استئصال جزء من عقله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©