الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاب «الرمسة».. سفراء الخير والتسامح للعالم

طلاب «الرمسة».. سفراء الخير والتسامح للعالم
20 فبراير 2017 12:39
لكبيرة التونسي (أبوظبي) بدأ اليوم بوجبة إفطار تقليدية وسط طيف من الأحاديث العذبة عن المعالم السياحية في مدينة العين وتقاليد الأسرة الإماراتية، قامت بعدها العائلات المستضيفة لطلاب جامعة نيويورك أبوظبي المنخرطين في دورة دراسية لتعلم اللهجة والثقافة الإماراتية، بتخطيط تفاصيل هذا اليوم بعناية للقاء أعضاء مجتمع العين. وأمضت عائلة اليحر اليوم في مساعدة الفتيات على الواجبات المدرسية التي تتعلق بـ «الرمسة» المحلية، والتحضير لحفل زفاف إماراتي، هذا ما صرحت به إحدى الطالبات من جامعة نيويورك أبوظبي، التي قضت ثلاثة أسابيع في مدينة العين بمنطقة اليحر في استضافة إحدى الأسر الإماراتية، في إطار «برنامج يناير المكثف» لإتقان «الرمسة» المحلية، التي مكنت 8 طلاب من مختلف الجنسيات من اللهجة والثقافة. من يصادف هؤلاء الطلبة المنحدرين من نيوزيلندا، ملدوفا، تايوان، أفغانستان، بريطانيا، كازاخستان، باكستان بولندا والسويد في بداية قدومهم للدراسة في الإمارات، لا يصدق أنهم سيتحدثون باللهجة المحلية أو ينطقون بحروف اللغة العربية، لكن انخراطهم في هذا البرنامج جعلهم يتخطون صعوبة اللهجة المحلية، ويكسرون حواجز الاختلاط مع أناس من عادات وتقاليد أخرى والانصهار في مجموعة واحدة سيحملون رسالة المحبة والسلام من هذا البلد المضياف للعالم. وقال ناصر محمد اسليم أستاذ اللغة العربية بجامعة نيويورك أبوظبي للناطقين بغير اللغة العربية المؤسس لبرنامج «رمسة» لتعليم اللهجة والثقافة الإماراتية، إن اللغة العربية تحتل المرتبة السادسة ضمن اللغات الأكثر استخداماً في العالم، ويعتبر إتقان اللغة المكتوبة والمحكية مسألة مطلوبة جداً، لذا صممت كتاب «رمسة» لتزويد المتعلمين بالأدوات التي يحتاجون إليها لتعلم لهجة الإمارات والمنطقة المحيطة بها. جسور التواصل ويرى مؤسس برنامج «رمسة لتعليم اللهجة والثقافة الإماراتية» أن الهدف الأساسي من هذا البرنامج يتمثل في مد جسور التعاون والتعارف بين مختلف الشعوب بثقافاتهم المتعددة عن طريق تعليمهم اللغة العربية واللهجة المحلية، مما يسهم بشكل كبير في فتح أبواب تقارب الجنسيات والمجتمع المحلي وتسهيل طرق التواصل، حين تتوافر لهم أرضية خصبة للاندماج مع المجتمع المحلي، من خلال هذا النشاط الخارجي، الذي تنظمه جامعة نيويورك أبوظبي من باب حرصها على تعلم الطلبة الأجانب الفصحى واللهجة المحلية ودعم انفتاحهم على العادات والتقاليد الإماراتية وإعدادهم ليكونوا سفراء للإمارات بعد عودتهم إلى بلدانهم حاملين معهم حصيلة مهمة من الثقافة الإماراتية. وأشار اسليم إلى أنه من ضمن متطلبات البرنامج هذه السنة مشاهدة أفلام إماراتية ومناقشتها وتحليلها والتعليق عليها، ويشترط البرنامج أيضاً التحدث باللغة العربية أو «الرمسة» الإماراتية، موضحاً أن الطلبة جميعهم أطلقوا على أنفسهم أسماء عربية، وبالإضافة لأنشطتهم لدى العوائل المستضيفة، زاروا مجموعة من المعالم السياحية والمؤسسات في العين، إلى جانب معايشة حياة الصحراء من خلال الرحلة الترفيهية بسويحان، وحضور محاضرات عن مكارم الدين الإسلامي. وأضاف أن الطلبة، إلى جانب المساعدين كان عليهم اجتياز ثلاثة فصول من دراسة الفصحى، ليتمكن الطالب من استيعاب اللهجة المحلية، خاصة أن أغلب مفرداتها تنطلق من اللغة العربية الأم، مما سيساعده على أن تتوافر لديه قاعدة أساسية لتعلم «الرمسة»، كما أن الطالب مطالب بكتابة تعهد بعدم الحديث بغير اللغة العربية طوال فترة البرنامج، حيث يعلق شريطاً في رقبته يكتب فيه: تحدث معي باللغة العربية، ويحمله معه أينما حل سواء في السوق في البيت في الأماكن العامة. استكشاف ثقافة الإمارات الطلبة، منهم من سبق واختبر البرنامج ومنهم من ينخرط فيه للمرة الأولى، أبدوا رغبة في الاندماج في برنامج «يناير المكثف» الذي تنظم جامعة نيويورك نسخته الثالثة لتعلم اللهجة المحلية والثقافة الإماراتية، إلى جانب العادات والتقاليد، من خلال معايشة أسر إماراتية، وإلى جانب زيارة العديد من المعالم السياحية والمؤسسات، حضروا الأعراس ، واختبروا حياة الصحراء، واطلعوا على ثقافة الشعب الإماراتي. وتعليقاً على مشاركته في هذا البرنامج، أوضح جوزيف سشيو من الصين مساعد الأستاذ في البرنامج والذي فضل مناداته باسم يوسف أنه جاء ليدرس في الإمارات، والآن يشعر بأنها بيته وجزء منه، موضحاً أن الطلبة في البرنامج أصبحوا متمكنين من اللهجة المحلية ويتحدثونها بشكل جيد، لافتاً إلى أنهم انبهروا بالدفء العائلي والترابط والتراحم الذي تعيشه الأسرة الواحدة والمجتمع ككل.وبالنسبة لتجربته الشخصية، قال يوسف الذي سبق واستفاد من البرنامج في دورته السابقة: كنت أرغب في معرفة الكثير من الأشياء عن الإمارات التي أتيت للدراسة فيها وسأقضي بها 4 سنوات، إلى جانب ربط جسور التواصل مع أبناء هذا الشعب والاندماج في ثقافته.. فانخرطت في البرنامج وحققت استفادة كبيرة. ويشير إلى أنه أتى للإمارات ليتعلم ويغادرها، لكن اليوم يفضل البقاء والبحث عن عمل بعد التخرج، موضحاً أنه أحب العيش في أحضانها وبين أبناء في الإمارات الذين يعاملونه أفضل معاملة، كما تعلمت بعض الأمور عن الدين الإسلامي وأدرك أنه دين تسامح ومحبة وأخلاق وتراحم. سفراء الإمارات ويرى علي المدحاني أستاذ مساعد خريج كلية الآداب تخصص لغة عربية، أنه استفاد من هذه التجربة التي جمعت جنسيات مختلفة، موضحاً أن هؤلاء الطلبة سيمثلون الإمارات لدى بلدانهم، بحيث سيحملون ثقافتها وقيمها وعاداتها وتقاليدها إلى الخارج. يوميات الفرح إلى جانب قضاء جزء من اليوم في تعلم اللهجة ومشاهدة الأفلام، فإن الطلبة يعملون على كتابة مذكراتهم وتدوينها بعبارات مفعمة بالامتنان والحب للأسر المستضيفة ولكرم الشعب الإماراتي وحرارة الاستضافة، ومن هؤلاء فكتوريا من روسيا مساعد أستاذ، حيث جاء في بعض مذكراتها: «قامت العائلة التي نقيم عندها باصطحابنا إلى منزل الجد والجدة لتناول طعام الغداء، حيث رحبت العائلة بنا من خلال تقديم مختلف أنواع التمور والقهوة، وتوضيح السبب في تسمية كل واحد من هذه الأنواع.. وقد تناولنا وجبة غداء من البرياني والأسماك.. وبعد الغداء، عرضت العائلة علينا ممارسة لعبة ممتعة تحمل اسم (الصفقة السعودية). وباختصار، تعتبر هذه اللعبة بمثابة النسخة السعودية من لعبة (مونوبولي) الشهيرة. وتتطلب الكثير من التفكير والحديث وقراءة بطاقات التعليمات الخاصة باللعبة، ويتيح هذا الأمر الاطلاع على اللهجة الإماراتية، وحملت الكثير من البطاقات أفكاراً مستمدةً من الثقافة الخليجية الغنية، كما تضمنت الكثير منها أقوالاً مأثورةً وأمثالاً شعبية.. وبذلت العائلة جهوداً لشرح معنى كل واحد من تلك الأمثلة سواء في اللعبة أم في ثقافتهم بحد ذاتها.. لقد كان وقتاً ممتعاً للغاية ساهم في تعزيز الروابط بهذه العائلة». وأشارت فكتوريا إلى أن الطالبات حضرن مع العائلة التي تقطن منطقة اليحر لحضور حفل زفاف إماراتي لدى الجيران، وقامت جميع الفتيات بارتداء العباءات التي تعتبر بمثابة فساتين جميلة ومناسبة للتألق في أجواء هذا الاحتفال الكبير.. ويمكن للمرء أن يلتمس حماستهن المفرطة لحضور هذه المناسبة، حيث قامت الطالبات بتحضير عبارات التهاني باللهجة الإماراتية للعروس.. وخلال الحفل، جلسنا مع ربة أسرة اليحر وبناتها اللواتي قدمن لنا أفضل الأماكن، وحرصن على شرح تفاصيل ما يحدث، لقد كانت هذه الأمسية تجربة رائعة للتعرف على عادات العرس الإماراتي، كما تعلمت الفتيات الكثير عن الثقافة المحلية، وقمنا باستخدام العديد من العبارات اليومية التي نتعلمها في صفوف الدراسة. وقالت فكتوريا في نهاية حديثها أحببت الإمارات، خاصة مدينة العين وحفاوة شعبها، وأتمنى أن أقضي بقية حياتي في أحضانها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©