الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وليد أيوب: ريشتي تسببت في مقتل امرأة تحت جرافات الاحتلال

وليد أيوب: ريشتي تسببت في مقتل امرأة تحت جرافات الاحتلال
15 مارس 2009 23:34
فنان الرصيف الذي خرج من مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينين في الأردن إلى رام الله، يرسم نبض الوطن وشخوصه بريشته الفنية التي أبدعت في تجسيد الشخصيات العربية والعالمية·· يحاول رسم الأبعاد الحقيقية للتركيبة النفسية الداخلية للشخصيات· يجلس فناننا وليد أيوب على رصيف دوار المنارة في رام الله ومن هناك اتخذ مقره في الشارع بين الناس، واتجه إلى إمتهان الفن لأنه لم يجد مكانا آخر لكي يرسم فيه، فوجد في الشارع مكانا كبيرا، لكي يصل إلى قلوب الناس، ويقول إنه موجود بالرغم من كل المصاعب التي واجهته· يتحدث وليد عن هوايته للرسم فيقول: بدأت هواية الرسم في مرحلة مبكرة من عُمري وكلما أحاول العودة إلى تلك البدايات تستهويني تلك الصورة التي لا تزال تلتصق بي، لتبدأ الصورة من بعيد، المخيم، البيت القديم، والدتي، إخواني حينها أرى نفسي أجلس أمام صورة والدي الذي فقدته مبكرا وأحاول استحضاره، ولم تكن هنالك تقنية أقل تكلفة من القلم والورق· وخاصة ذلك القلم والورقة اللذين كانا يلازمان أخي الأكبر محمد، الذي كان يبدع هواية الخط العربي، أما أنا فلم أذهب بعيدا· ولن أنسى أن والدتي التي لم ترتد أي مدرسة كانت تقول لي أنها كانت تحاول الرسم لأخوانها الذين كانوا في الدراسة· ويضيف: تستهويني الوجوه لأنها على اختلافها، فيها الحياة والموت والسعادة والبؤس والطفولة والمدينة والقرية وفيها الغربة والوطن، ولا ننسى أن الإنسان أول ما بدأ، فكّر في تدوين أفكاره برسم الأشياء التي يريد التعبير عنها، فإذا أراد أن يذكر شخصا مثلا، اجتهد في رسم صورته، وإذا أراد الحديث عن شجرة قام برسم شجرة وهكذا، لذلك عرف الإنسان الأول فن التصوير منذ آلاف السنين وقبل ظهور الكتابة بأمد بعيد· وعن رأيه بالحالة الفنية في الوطن العربي في الوقت الراهن يوضح أن المجتمعات العربية لا تتذوق الفن التشكيلي ولم تنضج بعد لكي ترتقي إلى ثقافة المعارض، وبقت تلك المعارض والفعاليات الفنية والثقافية نخبوية، وأؤمن بأننا لم نتمكن بعد من بلورة فلسفة فنية حقيقية، لذا أرى أنه من الواجب علينا أن نؤسس لقواعد فنية خاصة بنا لتعبر عن همومنا وفكرنا وقضيتنا· وحول جلوسه على الرصيف يقول: بالنسبة للرصيف الذي أجلس عليه، أراه يحتوي على شرائح المجتمع بما فيه من تفاوت وتمايز طبقي، سعيت دائما لاستيعاب كل هذه التناقضات الطبقية والتعايش معها، وعلى الرصيف يوجد سلبيات وإيجابيات، فهو مسرح حقيقي وشخوصه معظمهم بالطبع من عامة الناس وليسوا من النخبة، والشارع جعلني قادرا على التعامل مع هذا المزيج البشري بكل تناقضاته· أما أول معرض أقمته فكان معرضا لا ينسى·· فكنت قد رسمت ''راشيل كوري'' التي كانت تدافع عن عائلة فلسطينية في مواجهة الاحتلال، مما أدى إلى استشهادها بعد أن دهستها جرافات الاحتلال، الأمر الذي دفع مكتب اللجنة الدولية التابع لمكتب الرئيس للحصول على الصورة ليصمم منها بوسترات، وطلبها الرئيس أبوعمار - رحمه الله - ووضع إحدى هذه الصور في مكتبه الشخصي، وأحدهم قال له أن وليد أيوب قد رسمها·· فاستدعاني لمكتبه وقال لي بدبلوماسيته المعروفة أنني ذخر للوطن، فطلبت منه أن يسمح لي بإقامة معرض يحوي بعضا من صوره الخاصة، فقال يسرني ذلك كثيرا يا ابني، وبعد شهرين تقريبا استشهد الرئيس أبوعمار، وكانت ردة فعلي أنني شعرت بالاحباط وباليتم مرة أخرى، ولكنني صممت على إقامة المعرض، وذلك لأجل الوعد الذي قطعته أمام الرئيس·· وقد كان·· وفي ذلك الوقت قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بافتتاح المعرض، وهو أول معرض يفتتحه كرئيس، وكان هذا المعرض هو الأول في حياتي· ويشير وليد إلى أنه اهتم برسم الشخصيات الراحلة، ومن أهم هذه الشخصيات، بالإضافة إلى الرئيس الشهيد أبوعمار، شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أعشق شخصيته وأحبه كثيراً، والرئيس جمال عبد الناصر، وغسان كنفاني، وتشي جيفارا وصدام حسين وخليل الوزير وغاندي ومصطفى العقاد، وصلاح الدين والشيخ إمام، وأبوعلي مصطفى، والرنتيسي،· وبالرغم من أنهم يشكلون كل ألوان الطيف السياسي والفكري والثقافي والديني والنضالي، فإن كل واحد من هؤلاء عبر عن أحلام شعبه ورؤيته الشخصية بأسلوبه الخاص المتميز بالصدق والإخلاص، وكلهم في نظري تجسيد للحلم الواحد وهذا هو العامل المشترك الذي حفزني على رسم هذه الوجوه بكل ما تحمله من كاريزما وحضور وألق، أبقى ذكراهم في نفوس الجماهير كخير مثال عن حب الوطن بأسمى معانيه· وعن بدايته على الرصيف يقول: امتهنت الرسم على الرصيف بالصدفة المطلقة وكان ذلك في 1990 عندما كنت أبيع الألبسة في المخيم خلال وجودي في الأردن، وفي حينها لفت نظري وجه طفل معبر فقمت برسمه، وبعدها أصبح الجميع في السوق يطلبون مني أن أرسمهم، وكنت أطلب منهم نقودا بشكل رمزي، لأنني كنت خجولا ولا أستطيع أن أرفض لهم طلبا، وشعرت بعد فترة أنني أجني نقودا أفضل، في رسم اللوحات، من البيع·· فقمت بشراء علبة ألوان ووضعتها في كيس، وبدأت أتجول على المحال في السوق وأرسم، وبعدها بدأت أبحث عن مكان ثابت، ووجدت لي مكانا في دوار الوحدات وصار الناس يقصدونني لكي أرسمهم، وكانت هذه أولى خطواتي في عالم الفن بشكل حقيقي، وعندما جئت إلى رام الله كنت أمتلك القدرة على التعايش مع الرصيف مرة أخرى· وحول عدم حصول المرأة على مكان لها في لوحاته يقول: لأسباب موضوعية عائدة إلى كون مجتمعنا محافظا ومتدينا بطبعه، ولكون عملي الفني في الأساس هو ''البورتريه''، وهذا الفن كما هو معلوم يأخذ مادته من الوجوه الحقيقية للأشخاص التي تطلب مني القيام برسمها، لذا فإن كل اللوحات التي تعود للوجوه النسائية التي رسمتها، تنقطع صلتي بها بعد تسليمها لصاحبتها، وبالتالي لا أستطيع أن أعلق هذه اللوحات لا في مرسمي داخل بيتي ولا على جدران الرصيف· بالطبع قد أتمكن من رسم فتاة ضمن إطار سياسي أو ثقافي، لكي تحمل بعدا وطنيا كجفرا في التراث الفلسطيني، أي الفتاة التي تحمل جرة الماء لكي تملؤها من عيون وينابيع وآبار المياه، ويرمز بها إلى فلسطين ذاتها، لذا فإن هذه الصورة لا يرى فيها الناس ملامح حقيقية لفتاة بعينها، ولكنه يرى فيها رمزا لأغلى النساء في حياته، فقد تكون أمه وأخته وابنته وقريبته وحبيبته وزوجته، كل أولئك النسوة يمثلن له الوطن الذي يفديه بروحه وبكل ما يملك· والمرأة العربية والفلسطينية بالذات إنسان خلاق ومبدع وهي مع رقتها وكونها تعتبر شق البشرية الأضعف والأجمل تستحق عن جدارة لقب جبارة، وجبروتها يكمن في قدرتها على التحمل وصبرها وجلدها على كل عثرات الدهر· وكل ما يهمني أن لا أموت موتا عاديا وأحب أن يكون لدي بصمة خاصة بي تبقى في الذاكرة الفنية، وفي نفس الوقت يقال عني في العالم أنني فلسطيني، وأن أكون سفيرا للفن الفلسطيني في العالم· وهناك أمور كثيرة أحاول إنجازها في المستقبل منها إقامة معرض في القدس، وهذا حلم حياتي، وأن أعمل في السينما، وأن أتجه إلى التمثيل والموسيقى، وبما أنني حصلت مؤخرا على الهوية الفلسطينية بعد عناء 8 سنوات متواصلة، أتمنى أن أتحرك بحرية أكثر بعد هذه السنين، وأطمح أيضا لأن أقيم مؤسسة فنية مع زملائي من الفنانين الفلسطينيين من شتى مجالات الإبداع الفني والثقافي، لكي نقدم ما نستطيع من رعاية وتشجيع وصقل وتنمية للمواهب الصغيرة في هذا الوطن· يبحثون عن لقمة عيش على رصيف الجوع بدو أردنيون يسكنون الكهوف والخيام جمال إبراهيم عمان - تعلوهم حسرة، وكأنهم فروا للتو من حرب ضروس وقد فقدوا أحباءهم، لا مساكن تأويهم، ثيابهم رثة، نخرهم الفقر وتركوهم نهبا لقسوة الجوع وغياب أبسط متطلبات الحياة· بعضهم يعيش في الخيام أو الكهوف القديمة التي نحتتها الطبيعة· يرزحون تحت وطأة انتظار المجهول ، وملامسة غير حانية للشواهق ، وتعايش قسري مع النسر والصقر· طائفة '' البدو'' تلك تعيش في محافظة ''الطفيلة'' الواقعة في الجهة الجنوبية من المملكة على بعد 180كلم عن العاصمة عمان ، وهؤلاء لم تتبدل أحوالهم منذ ما يزيد عن ''70 عاما''، ويتوزعون في مناطق عديدة من المحافظة هي: سيل الحسا وعفرا والعالية، ويبلغ عددهم نحو مئتي أسرة · حياتهم الاجتماعية تتلخص في البحث عن لقمة عيش، غالبا ما يطهونها على النار في مشهد بدائي، ولا يوجد لديهم سوى الأثاث الضروري للنوم أو الغطاء·· والحمير الوسيلة الرئيسية التي يتنقلون عليها ·ويبلغ عدد السكان في محافظة الطفيلة حوالي ''''80077 مواطنا· وفي جولة ''لدنيا الاتحاد '' ضج جميع السكان بالشكوى، فالسكان في منأى عن خدمات البنى التحتية، ولا يزالون يقطنون الكهوف أو يفترشون العراء ، فيما الخدمات الأخرى لا تصل إلى الحد الأدنى · وقال مختار المنطقة عوده السراحين، إن الناس في هذه المناطق بحاجة إلى المأوى لحمايتهم من برد وحر الكهوف التي يستقرون فيها، إلى جانب مركز صحي ومدرسة للبنات ومساعدات غذائية، لمعالجة الفقر الذي طال الجميع· ويضيف السراحين :'' إنهم يعيشون حياة قاسية خصوصا في فصل الشتاء حيث تدهمهم الأمطار والسيول حينما يكون الشتاء غزيرا ''· ويشير إلى وعورة الطرق الزراعية الموصلة لمناطقهم، وعدم وصول الفرق الطبية الجوالة إليهم إذ يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للتداوي، لافتا إلى أنهم يعانون فقرا مدقعا لأنهم يعتمدون على تربية الماشية لاعالتهم، وهم حاليا اصبحوا عاجزين عن تربيتها والاتجار بها في ظل ارتفاع أسعار العلف ونقص مياه الشرب وقلة المراعي· ويأمل الشباب في التجمعات المذكورة بأن تقيم وزارة السياحة مشروعات في مواقع عفرا والبربيطة، لتحسين معيشتهم والقضاء على البطالة والفقر اللذين يشكلان أبرز معاناتهم، إضافة إلى تحسين شبكة الطرق الموصلة لتجمعاتهم، وتوفير المياه الصالحة للشرب، حيث الأمراض المختلفة التي تنتشر بين الأطفال وكبار السن · بلا أحذية غالبية الطلاب والطالبات لا يستطيعون إكمال مرحلة التعليم الأساسية أو الثانوية إلا بالسير يوميا عشرات الكيلومترات للوصول إلى مدارسهم، ومع ذلك يصمم بعضهم على إكمال تعليمه مثل عاطف السراحين الذي حاز بكالوريوس لغة عربية من جامعة مؤتة · وتقول الطفلة فهيدة إنها غادرت المدرسة في الصف الخامس بسبب ابتعاد المدرسة عن منزلها بمسافات كبيرة، وحاجة أهلها لها في تربية الأغنام· كما يقول عدد من المعلمين في مدارس المنطقة إن أوضاع الطلاب صعبة جدا فهم بحاجة إلى الأحذية والألبسة والحقائب المدرسية والأغذية، وهم الأفقر في البلاد· وتقول أم محمد - وهي إمرأة تعيل تسعة أبناء معظمهم يتعلمون في مدرسة البربيطة وهي المدارس القريبة من مساكن البدو - إن بعض أولادي يذهبون إلى المدرسة التي تبعد عن البيت بما يزيد عن عشرة كليو مترات بلا حذاء '' · وقال مدير مدرسة البربيطة الأساسية محمد السوالقة إن أوضاعهم صعبة وهم بحاجة للخدمات الحكومية، سواء على صعيد اللباس أوالدواء أوالغذاء والحذاء· موضحاً أن المدرسة تضم ''40 '' طالباً، وأقيمت لخدمة التجمعات البدوية لكنهم يسيرون مسافات طويلة على أقدامهم، لتلقي العلم والمعرفة واستكمال دراستهم· مساعدة مشروطة تتقاضى حوالي ''''285 أسرة في هذه المناطق معونات مالية من الحكومة، كما أسكن الملك عبد الله الثاني ''''20 أسرة في مساكن على نفقته الخاصة · ويقول مدير التنمية الاجتماعية في محافظة الطفيلة زيد المعابرة إن فرق المديرية تجري مسوحات ميدانية على نحو متواصل لمعرفة من هم بحاجة للدعم المالي · مشيرا إلى أن عمل المديرية يخضع لشروط عديدة من أهمها عدم قدرة رب العائلة على العمل· وأكد محافظ الطفيلة خالد أبو زيد أن البدو يعيشون ظروفاً قاسية، لكن هناك مسألة ترحل غالبيتهم من مكان لآخر تحد من إيصال الخدمات لهم، مشددا على أنه لا يمكن تحسين وضعهم المعيشي إلا في حال استقرارهم في مكان محدد· نواب بلا إنجازات في موسم الانتخابات النيابية والبلدية يتسابق إليهم المرشحون، فهم يمتلكون دفاتر عائلة وأرقاماً وطنية، ويحق لهم الترشح والانتخاب· ويقول علي الفناطلة إن المرشحين يحضرون إلى هنا ويسمعوننا وعود العسل واللبن وما أن تنتهي الانتخابات يغيبوا تماما ولا يعودون· وأبدى النائب المهندس عبدالرحمن الحناقطة استعداده لخدمة البدو لكنه قال إن أحدا منهم لم يتقدم لطلب الخدمة ومع ذلك فهو على استعداد لخدمتهم بما يستطيع· ويشير النائب محمد عواد إلى أن :'' الصعوبة في تقديم الخدمة لهؤلاء الناس تكمن في أنهم بدو رحل لا يستقرون في مكان، وسرعان ما ينتقلون من جبل إلى آخر · داعيا إلى توطينهم في منازل قريبة من التجمعات السكنية حتى يتسنى لهم الاستفادة من الخدمات التي يستفيد منها المستقرون في المحافظة· ويتابع أن هذه الفئة من الناس تتنقل من محافظة لأخرى في أوقات متقاربة، فلا تجد الحكومة متسعاً من الوقت لخدمتهم· فيما يقول الناس في المنطقة إن المساكن التي خصصت لهم، لا يعيشون فيها إلا فترات محدودة، وتبقى حكاية هؤلاء واحدة من حكايا الفقر التي تكثر في جنوب البلاد ومخيماتها.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©