الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

افتتاح معرض التشكيلية رولا رزق في أبوظبي

21 فبراير 2007 01:39
سلمان كاصد: استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث معرض الفنانة التشكيلية اللبنانية رولا رزق والذي افتتحه عبدالله العامري مدير مؤسسة الثقافة والفنون بالإنابة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبشير عزام القنصل اللبناني لدى الدولة أمس الأول في المجمع الثقافي· ضم معرض التشكيلية رولا رزق إحدى وخمسين لوحة زيتية ومرصعات بالأصداف والزجاج الملون ناقلة فيه عمق الطبيعة اللبنانية الساحرة، في ابتهاج واضح بمكونات الأزهار والأشجار والبحر والجبل· التشكيلية رولا رزق أقامت معارض متعددة منذ عام 1983 باشتراكها في لبنان بمعرض جماعي حتى 2006 في معرضها الفني بفندق موفمبيك ببيروت عبر معارض جماعية في باريس ومعارض خاصة في ابوظبي 2003 لتكرر التجربة ثانية في أبوظبي لهذا العام 2007بإقامة معرضها التشكيلي الثاني هذا· ان محصلات رولا رزق العلمية منذ تخرجها في دراسة الفنون الجميلة عام 1980 - 1984 في الجامعة اللبنانية للفنون الجميلة في لبنان ودراستها للرسوم المتحركة 80-85 في بلجيكا ودراسة الزجاجيات 80-89 في باريس ودراسة التصوير 89-99 في باريس أيضاً اكسبتها قدرة استثنائية على الابتكار وتعدد أنماط التعامل مع اللوحة· ويبدو أن صورة (الختيار) التي صنعتها أنامل رولا رزق تجسد تعلقها بالموروث العربي اللبناني وتمسكها بأن تحتوي مكونات لبنان من جبله إلى واديه إلى بحره جعلها تحتفي باللوحة غير مغادرة منهج الطبيعة الواقعية مع تمازج ملموس بالمكونات التعبيرية، إلا أن هذا لا يلغي محاولاتها التجريبية على الاشكال في قراءتها للفن الأوروبي الحديث عبر الدلالات الايمائية للوحة· بين سوق جبيل وبعبدات والبيوت القديمة في برمانة وهضبة جونيا ومرصعاتها الموزائيكية والأصداف اللامعة والمنعكسة على الزجاج حاورناها باقتضاب حول المؤثرات التي خلقت من لمساتها وشكلتها لتقول: ''انا ساكنة في فرنسا ومتأثرة بطبيعة لبنان ومناخها وبحرها، حيث أعشق الألوان الزاهية التي لم تغادر عيني، أما في فرنسا فلا تمتلك ذلك اللون الطبيعي، حيث الشتاء يسيطر تماماً ويلغي اللون·· انني ارسم من الواقع ولا اشتغل من الذاكرة، علماً أنني لم أتأثر بفنان لبناني على الرغم من أنهم يشتغلون على الطبيعة، لقد درست على يد الفنان البارع كيركوسيان وانا احب اشتغاله الفني ولكنني لم أتأثر به ربما خلقت لنفسي فهمي الخاص وكذلك (ايسر جميل) احب عمله لكنني لم أتأثر به· وعندما سألناها عن تزامن معرضها مع معرض تجريبي مهم وهو ''لغة الصحراء'' الذي يعرض الآن في ذات بناية المجمع الثقافي، ومن المؤكد أنها اطلعت ولو جزئياً على ما عرض فيه مستفهمين عن طبيعة الاتجاهات التجريدية في معرض ''لغة الصحراء'' والاتجاه الواقعي الذي يحتفل به معرضها فردت رولا رزق قائلة: نعم لقد اطلعت على المعرض ''لغة الصحراء'' انه معرض جمع فنوناً متعددة، تشكيل، فوتوغراف، ونحت وهناك لوحات أعجبتني وبخاصة لوحات جلال لقمان· ولكن عندما سألناها أن لوحات جلال لقمان تشتغل على الفن الغربي وبرؤية محلية في أغلبها وربما هذا ما جعلك تصفينه بالعمل الجميل كونه يشترك معك بوصفك تعيشين في فرنسا ردت قائلة: نعم انا اعجبتني الفكرة التي طرحها الفنان جلال لقمان ويمكن أن اسميها اللوحة المحبوسة· تتمثل رولا رزق السقوف المحدبة في الاسواق (سوق جبيل) مستخدمة هذا الامتداد النفقي الذي يقود الى عالم الاسواق الصاخبة عبر توزيع واحتفاء بالألوان المتعددة والحارة بخاصة، كذلك البيوت القرميدية ذات الشرفات الواسعة والقائمة على الاقواس الموزعة بالاسفل، مع اهتمام عالٍ بالزوايا وبتراصف الأبنية وتجاورها في اتحاد جماعي، انساني، نفسي ينهض باللوحة بشكل ايحائي، بيوت برمانة القديمة المطلة على بعضها ووحشية الأشجار التي تحتضن هذه البيوت، القرميد الأحمر لا يفارق ريشتها الفاضح بالتوهج في عمق سماء زرقاء· إلا أننا من الصعب ألا ننبهر بالمرآة الزجاجية المرصعة بالأصداف والزجاجيات الملونة·· انها توزيع بارع لطاقة اللون الباهت (الاصفر) والاسود المتباعد والازرق البحري، احجار كبيرة واخرى صغيرة في تناسق تام· بينما تكاد تكون لوحتها (المزدوجة) عن تلة في الجبل، سهيلة التي في الأعلى ورمال في الأسفل امتداداً لا متناهياً للمكان واللون الازرق السمائي مع تنويعات تحاورية بين القرميد الاحمر للسقوف المنزلية والورود التي تطغى على المكان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©