الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرطة دبي: 40% من متعاطي المخدرات تناولوا الجرعة الأولى في الخارج

شرطة دبي: 40% من متعاطي المخدرات تناولوا الجرعة الأولى في الخارج
15 مارس 2009 23:32
الإجازة الدراسية الصيفية تفصلنا عنها 3 أشهر، ويعتبر السفر وسيلة لتفريج كربة وصحبة ماجد واكتساب خبرة التعرف على الغير من الشعوب والحضارات، وللسفر من الفوائد التي جاءت على ذكرها الكثير من الكتب والوسائل، ولكن فئة من الشباب المراهقين اتخذت من السفر وسيلة لهو بطرق غير أخلاقية فانغمست في أوكار الليل كالمراقص والكازينوهات وغابت عن الوعي في جلسة تدخين المخدرات ووقع الكثير منهم في كل عام فريسة وضحية للمحتالين وبنات الرذيلة ومروجي المخدرات ونتيجة لذلك تتكبد الدول الكثير من الأموال التي توضع لبرامج العلاج والرعاية والتوعية في سبيل منع الكارثة· وفي السنوات الماضية عاد البعض منهم إلى الدولة مدمناً أو حاملاً لمرض خطير كما وقع البعض تحت تأثير علاقة محرمة تم ابتزازه من خلالها ممن توهم أنها الحب الأول· فلماذا يسافر الشباب دون رقيب؟ ولماذا يسمح الأهل لأبنائهم بالسفر دون رفقة من ولي الأمر؟ وماذا يقول الشباب أنفسهم عن السفر وكيف ينظرون لخطوة السفر دون ولي الأمر؟ ''دنيا'' التقت مجموعة من الشباب وتحدثت معهم حول إن كانوا يفكرون بالسفر ولماذا ومع من؟ ومنهم سعيد بن بطي الذي قال إنه يفكر بالسفر إلى الخارج برفقة بعض الأصدقاء، ولكن لابد من موافقة الأهل قبل كل شيء وأضاف: ''نحن لا ندري عن ما يحدث للشباب في الخارج ولا نعلم الأسباب ولكن أرغب في تجربة السفر دون مرافق من الأهل وسأكون حريصاً على أن لا أتعرض للاحتيال لا من رجال ولا من نساء أو فتيات فالهدف هو الترفية بمشاهدة أماكن جديدة ونحن نرغب في التواجد مع بعضنا كشباب في مرحلة عمرية واحدة''· أكمل سعيد: ''أعتقد أن السفر ليس له علاقة بالراغبين في الممنوع لأن الممنوع متوفر في كل الدول مثل وجود المراقص والملاهي التي توفر الفتيات الرخيصات والخمور أو السجائر لذلك ليس كل من يسافر هو ذاهب من أجل ذلك''· عبدالرحمن عبدالعزيز قال إنه خطط للسفر مع شقيقه الأكبر خلال هذا الصيف في رحلة علمية وترفيهية إلى دولة أجنبية لتقوية اللغة وأضاف أن الأخ الأكبر قد سبق له السفر في رحلة مشابهة سابقاً ولذلك لديه خبرة في السفر وعدم التعرض للاحتيال أو النصب· يعتقد عبدالرحمن أن سبب سفر الشباب بدون الأهل إما في فائدة وخير أو لشر نتيجة السلوكيات المشينة، وهو لا يعلم كيف يهون على هؤلاء الشباب أن يخونوا الأهل الذين وثقوا فيهم وكيف يكسبون العالم صورة مشوهة عن الشباب الإماراتيين في الخارج· أما سالم حسن فقال إنه سبق له السفر إلى الكويت فقط دون رفقة الأهل وذلك لأن له هناك أقارب وأكمل قائلا: ''سمعنا عن قصص مثل ذلك الشاب الذي عاد ليخبر أصحابه أنه لم يكن يتصور أن يصبح مدمناً على المخدرات إلى أن تعرف على فتاة ساقطة تعمل في ملهي ليلي وقدمت له أول جرعة مؤكدة أنها لن يكون لها تأثير وإنما أثرها وقتي ومن تلك الجرعة أصبح مدمناً إلى أن عاد وصرفت الدولة الكثير من أجل تأهيله''· من جهته، أكد سالم أنه لن يسافر لأي مكان دون الأهل لأن السفر لا يحلو للإنسان الطبيعي إلا مع أهله· عبدالله علي رأى أن الشباب لا يذهبون في الغالب بسبب رغبتهم في ارتكاب السلوكيات المخالفة للدين والعادات الشريفة ولكن لأنه لا يوجد برفقتهم إنسان راشد فإنهم يقعون بسهولة في براثن المخاطر حتى من يسافرون للدراسة أو رحلات علمية قد يتعرضون لذات النتائج السيئة والمدمرة· يؤكد أن الشباب يحلمون بركوب الطائرات ومشاهدة دول جديدة وتجربة التواجد في المطارات والطائرة سبب قوي لسفر الشباب دون أن يشعروا أنهم أطفال· للتعويض عن الإهمال يتفق أولياء أمور على استهجان موافقة بعض الآباء على سفر أبنائهم المراهقين بدون رفقة شخص راشد إلى خارج الدولة ويوافقون على أن يخوض الشباب تجربة السفر دون ولي الأمر فقط إلى الحج أو العمرة ويرى المعلم زهير محمود أن سفر الأحداث إلى الخارج ليس له علاقة بالطبقة الغنية دون الفقيرة لأن هناك عائلات تقترض من أجل أن تتيح الفرصة للشاب المراهق كي يسافر كنوع من المكافأة· وسبب السفر دون رفقة ولي الأمر له أسباب منها أن الشباب الصغار يختلطون برفقاء سوء خلال مرحلة الدراسة في الثانوية ويسمعون منهم القصص التي تحمس المراهق كي يسعى إلى السفر من أجل تجربة ما سمع عنها وفي زيارة له لجمعية توعية ورعاية الأحداث سمع عن قضية التأثير النفسي لسماع تجارب الآخرين السيئ على النفس وكيف ينجذب لها الشباب الذين لا يحصلون على الحب والرعاية من الأهل· وأكد جمال عبيد خاتم أخصائي اجتماعي سابق ونائب مدير إدارة إحدى المدارس الثانوية أنه لا يتخيل أن يسمح لأبنائه بالسفر بمفردهم وهم في سن تشكيل الشخصية ويرى أن سبب سفر الأبناء دون ولي الأمر كالوالد أو أحد الأقارب سببه أن هناك نقصاً في عطاء الوالدين· هما يرغبان في تعويض الابن عن النقص العاطفي بمنحه تذاكر ومصاريف للسفر ولا يفكران أنهما يمنحانه تذاكر إلى تجارب بحاجة لتوعية وجهد كبيرين حتى لا يعود الابن منحرفاً أو مريضاً· من جانبه، وجه المعلم جاسم أحمد أصبع الاتهام إلى القنوات الفضائية التي انحرفت وأصبحت تعرض ما يشجع الشباب على كل تلك المخاطر ولكنه أشار إلى أنه حتى سفر الشباب مع مشرفين لا يعني أنهم في أمان لأن بعض المسؤولين هم أنفسهم بحاجة لرعاية ورقابة وقد عاد في إحدى السنوات بعض الشباب وهم يدخنون وذلك لأن المشرفين كان بعضهم يدخن· الأولى مجانية في السياق ذاته، قال الدكتور محمد مراد عبدالله، مدير مركز دعم اتخاذ القرار بالقيادة العامة لشرطة دبي، أمين السر العام في جمعية توعية ورعاية الأحداث في الإمارة: ''عندما وضعنا هذا الموضوع ضمن دراساتنا وتحليلنا وجدنا أن كثيراً من الشباب عند سفرهم في سن المراهقة والاندفاع تورط 40% منهم في قضايا المخدرات نتيجة تعاطي أول جرعة عند السفر خارج الدولة وذلك نتيجة استطلاع رأي المتعاطين وقد ذكروا أن الجرعة الأولى تم تقديمها لهم مجاناً في المقاهي دون وعي منهم وكثير منهم تورط في قضايا وممارسات غير أخلاقية وانتقلت لهم أمراض الإيدز والكبد الوبائي''· وأضاف أن بعض الشباب قد سافروا مع أهلهم ولكن لم تكن هناك رقابة كافية عليهم بالإضافة إلى عامل الإمكانيات المادية والقدرة على الإنفاق خلال السفر· وقال: ''ذلك دليل على أنهم من مجتمعات غنية ونحن لا نشجع سفر الأبناء دون ولي الأمر لأنها سياحة مدمرة ونحن لسنا ضد سفرهم ولكن إن كان لابد منه يجب أن تكون تحت إشراف من هم على وعي وتحت إشراف جهات مختصة وقد طرحنا ضمن برنامج شرطة دبي برنامج ''التربية الآمنة'' لنشر الوعي حول مثل هذه الموضوعات الخطيرة·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©