الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سجن مكتظ يتحول إلى فندق فخم

سجن مكتظ يتحول إلى فندق فخم
27 يناير 2015 17:10

يستعد السجن القديم المكتظ في كيتو المشيد في القرن التاسع عشر لاستقبال نزلاء سعداء الحظ في ظل التحضيرات لتحويله إلى فندق فخم في الوسط العائد للحقبة الاستعمارية في العاصمة الاكوادورية.

فقد أقفل سجن غارسيا مورنو، أكبر معتقلات كيتو المشيد سنة 1875 وكان يضم 270 معتقلا، أبوابه في ابريل الماضي بعدما وصل إلى شفير الانفجار بسبب اكتظاظه بأكثر من أربعة آلاف سجين.

وقال الرئيس الاكوادوري رافاييل كوريا، الذي أطلق مبادرة هذا المشروع، "تصوروا كم أن الأمر جميل: الانتقال من سجن إلى فندق".

وسبق أن شهدت مونتيفيديو عاصمة اوروغواي خطوة مماثلة إذ تم تحويل سجن إلى مركز تجاري فخم، كذلك الأمر في بوسطن بالولايات المتحدة حيث تحول سجن إلى فندق فخم.

وأضاف الرئيس الاكوادوري، وهو قائد اشتراكي من بين مشاريعه المعلنة مواجهة الاكتظاظ في السجون "أفخم فنادق بوسطن هو السجن السابق في المدينة. لم أكن أعلم بذلك عند اقتراحي للفكرة".

وقبل وصول السياح، تم نقل نزلاء السجن السابق في كيتو إلى مراكز حديثة "لإعادة التأهيل الاجتماعي" وهو الاسم الذي تفضل الحكومة اعتماده بدلا عن "سجن".

ومنذ إقفاله، تحول الموقع وهو مبنى مذهل يعود إلى الحقبة الجمهورية، إلى مركز لمعارض الصور الفوتوغرافية عن ظروف الاعتقال القاسية داخل السجون.

كما أمكن زيارة الزنازين البالغة مساحتها أقل من ثمانية أمتار مربعة حيث كان يتكدس حتى عشرة أشخاص. وقد نجح تاجر مخدرات فقط، عن طريق دفع رشاوى، بتغيير زنزانته ونقله إلى غرفة تليق بفنادق الخمسة نجوم.

وفي الوقت الذي ستختار فيه الحكومة في الأشهر المقبلة الشركة المكلفة إعادة تأهيل السجن، ترتفع أصوات للمطالبة بالحفاظ على تاريخ هذا الموقع.

وبرأي المهندس والمؤرخ الفونسو اورتيز، فإن هذه المبادرة يجب أن "تحلل بعمق" بهدف الحفاظ على "ذاكرة" هذا المكان الذي سجن فيه الكثير من المفكرين والسياسيين بينهم الرئيس السابق لوسيو غوتيريز (2003 - 2005) أو أيضا الوي الفارو (1895 - 1901) الذي اغتيل خلال فترة اعتقاله.

وقال اورتيز "يجب تحليل تاريخ هذا المبنى بكثير من الحذر. عند تحويله إلى الفندق، سيتم تدمير بنيته الداخلية وبالتالي سيفقد روحيته".

و يقترح هذا المدافع عن التراث على الحكومة استلهام أمثلة أخرى معروفة في أميركا اللاتينية، مثل سجن لوكومبيري المكسيكي الذي بات يؤوي المحفوظات الوطنية أو سجن بوغوتا الذي تحول إلى المتحف الوطني الكولومبي.

ويفكر سكان آخرون ممن لم يقتنعوا بالضرورة بجدوى بناء الفندق، بدوافع أكثر اقتصادية، كما الحال بالنسبة لغابرييلا باييز.

وتشعر هذه التاجرة بـ"الحنين للسجن" بسبب الزبائن الذين كانوا يبتاعون الأغراض منها في الحي خلال فترة الزيارات، لكن أيضا بفضل "الأمن" الذي كان يوفره الشرطيون الموكلون حراسة الموقع.

لكن بحال تحول إلى فندق أم لا، تؤكد السلطات أن أيام هذا المعتقل معدودة. وقالت وزارة العدل أخيرا إن "الفساد والوضع المتردي والاكتظاظ ومستويات العنف المرتفعة، كلها حتمت انهياره".

المصدر: كيتو (الاكوادور)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©