السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ملتقى سهيل» يوفر ممارسات عملية للأنشطة البحرية التراثية

«ملتقى سهيل» يوفر ممارسات عملية للأنشطة البحرية التراثية
24 أكتوبر 2013 20:45
بين مياه الإمارات الصافية وسمائها المشرقة في أجواء شتوية رائعة، وتأكيداً لدور نادي تراث الإمارات في نقل مفردات التراث الإماراتي ووسائل عيش الأقدمين إلى الأجيال الجديدة بأسلوب جذاب، انطلقت مساء أمس في جزيرة السمالية، فعاليات «ملتقي سهيل البحري الأول»، بمشاركة واسعة من أبناء الإمارات الحريصين على تشرب ما جادت به خبرات الآباء والأجداد من تجارب وخبرات مفيدة، وطرائق للحياة، استخدموا فيها مفردات البيئة المحيطة بهم، بشكل عملي ونافع. مناشط متنوعة المهرجان، الذي تستمر فعالياته ثلاثة أيام، يقام برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، وبتنظيم إدارة الأنشطة بنادي التراث بمركز أبوظبي، ويشارك فيه خمسون من أبناء الإمارات المنتسبين لمراكز النادي المختلفة. إلى ذلك، يقول بدر الحسني، منسق عام الملتقى، إن مناشط الملتقى المتنوعة تأتي ضمن أهداف النادي وحرصه على غرس كل ما يتعلق بالتراث وقيمه ومعانيه في نفوس النشء، عبر البرامج والملتقيات والفعاليات التي ينظمها طوال العام. وفيما يخص ملتقى سهيل، يوضح الحسني «يحتوي الملتقى ورش عمل مختلفة، تبرز وسائل وأدوات التي استخدمها أهل البحر من سكان الإمارات عبر مئات السنين، ومنها أدوات الصيد المختلفة وكيفية صنعها والتعامل معها، وأدوات الغوص، بالإضافة إلى الممارسة الفعلية لـ»الير» (التجديف)، عبر المياه المحيطة بجزيرة السمالية، تحت إشراف خبراء تراثيين متخصصين في كل ما يتعلق بحياة أهل البحر، واستخدام القوارب والسفن التراثية التي توفرها الجزيرة لزائريها من طلاب المرحلتين الثانية والثالثة المنضمين لفعاليات ملتقى سـهيل هذا العام». ومن الفعاليات المهمة المتضمنة في الملتقى، الصيد التقليدي والغوص، وعرض فيلم للتراث البحري «السكار» وتعريف الشباب بنجم سهيل يتبعه رصد ليلي للنجم، إضافة إلى ورشة عمل عن الأسماك المحلية في دولة الإمارات، بما يساعد على تنمية روح المواطنة لدي الناشئة والشباب، وترسيخ قيم التمسك بالتراث الوطني، إلى جانب تعريفهم بالتراث البحري، وبالتالي يتعرفون إلى مهارات الصيد التقليدي والغوص وعلاقة ذلك بالصيد التقليدي. مواصلات مجانية يوضح الحسني أن اللجنة المنظمة للملتقي، حرصت على توفير كل ما يعين على جعل أيام الملتقي أياماً لا تنسى، وذلك بتوفيرها لعدد كبير من المشرفين، لمساعدة الشباب على الانضباط والالتزام بمواعيد الفعاليات، والحرص على أداء الصلوات في موعدها، فضلاً عن توفير مواصلات مجانية تنقل الطلاب من مسرح شاطئ الراحة إلى موقع الفعاليات داخل جزيرة السمالية. ويذكر الحسني أن نجم سهيل، الذي أقيم من أجله هذا الملتقى، يعتبر من أهم النجوم التي عرفها أهل الإمارات عبر الزمن، حيث كانوا يعتمدون في تحديد التواريخ والأيام على حركة النجوم، وأسمائها قبل التقويم الهجري والميلادي، الذي صار يتم الاعتماد عليهم هذه الأيام بشكل رئيس، حيث كان يعتمد على النجوم في تحديد مواسم الغوص عن اللؤلؤ، وصيد الأسماك والزراعة، وغيرها من الأساليب التي اعتمد عليها أهل الإمارات في تصريف شؤون حياتهم. أما نجم سهيل تحديداً، فقد عرفه العرب منذ قديم الزمان وكثيرا ما يراقبون طلوعه، غير أن نجمين غيره يظهران قبله بأيام قليلة، وهمل معروفان في كوكبة السفينة ذاتها، أحدهما «الوزن»، والآخر «الحضار»، وبطلوع نجم «سهيل» تنكسر حدة الحرارة تدريجياً، ويبدأ الجو بالاعتدال ليلاً، وبعد «سهيل» بـ52 يوماً يدخل حساب «الوسم»، وهي 52 يوماً إذا جاء فيها المطر. وينقسم نجم «سهيل» إلى أربعة منازل تبدأ «بالطرفة»، ومدتها 13 يوماً، ويصبح الجو لطيفاً في الليل مع بقاء الحرارة في ساعات النهار، ثم «الجبهة» وتمتد لمدة 13 يوماً، وهي أول نجوم فصل الخريف ويبرد الليل ويتحسن الطقس نهاراً، تليها «الزبرة» وتستمر لمدة 13يوماً، وفيها تزداد برودة الليل إلى درجة ينصح بعدم النوم تحت أديم السماء، ثم «الصرفة» وهي آخر نجوم «سهيل»، وتمتد لمدة 13يوماً، وسميت بذلك لانصراف الحر عند طلوعها. سهيل نجم لامع يلطف الجو ويفطم الحور يُعرف نجم «سهيل» بأنه نجم لامع من القدر الأول، حيث تقسم أقدار النجوم المرئية إلى ستة أقدار، أوضحها النجوم من القدر الأول، وأخفتها من القدر السادس، ويبعد عن الأرض ما يقارب 313 سنة ضوئية يبعد ست ساعات ونصف عن الخط المرجعي، الذي يحوي نقطة الاعتدال الربيعي يتعامد على دائرة العرض 53 درجة جنوبا ثاني ألمع نجوم السماء بعد «الشعرى» اليمانية، وينتمي هذا النجم إلى كوكبة «السفينة»، التي تقع في أقصى نوبي السماء، وتتكون من «45» نجماً . وظهور نجم «سهيل» يمثل علامة في تحول الظروف الجوية حيث كانت العرب تقول «إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل وكان للحوار الويل» لأنه يفصل عن أمه. وكان العربي إذا أراد ذلك أخذ بأذن الحوار، واستقبل به سهيلاً يريه إياه ثم يحلف بألا يرضع من أمه بعد يومه، ذلك بحجة أن أيام الحر، والكلفة قد انتهت، وبدأت أيام البرد ولطيف الهواء. ومع بداية «سهيل» يبدأ منخفض الهند الموسمي بالتراجع جنوبا، وتبدأ تهب رياح قوية يطلق عليها «هبايب سهيل» تعمل على تلطيف الجو، ويبدأ الغزو النسبي الحاد للرطوبة المرتفعة من بداية أغسطس، وتتزامن ذروتها مع طلوع نجم «سهيل»، وتستمر إلى منتصف سبتمبر بما يطلق عليه «وعكة سهيل».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©