طهران، فيينا-وكالات الأنباء: تشدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس في موقف بلاده الرافض لوقف تخصيب اليورانيوم بالرغم من إيفاد كبير المفاوضين النووين علي لاريجاني إلى فيينا للقاء مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي المقرر أن يرفع تقريراً إلى مجلس الأمن قريباً في ضوء انتهاء المهلة التي حددها القرار الدولي لتجميد الأنشطة النووية الإيرانية بحلول اليوم 21 فبراير·
وقال نجاد رافضاً مهلة مجلس الأمن: إن بلاده لن تجمد أنشطتها النووية الحساسة في مقابل استئناف المفاوضات مع الغرب، وأضاف: ''نؤيد إجراء حوار عادل ومستعدون لوقف أنشطة التخصيب والعودة إلى المفاوضات في حال قام الغرب في الوقت نفسه بوقف أنشطته النووية··يفرضون علينا شرطاً يحرمنا من حقنا ونسألهم كيف يمكن لمصانع تخصيب اليورانيوم لديكم أن تستمر في العمل فيما تطالبوننا بتعليق انشطتنا؟··إذا كنتم تطلبون منا إغلاق محطاتنا لإنتاج الطاقة النووية ووقف دورة الوقود فلا بأس، لكن في هذه الحال من العدل أن تغلقوا دورات وقودكم أيضاً للتمكن من التفاوض على قدم المساواة''· مشيراً إلى أن الدول الكبرى مخطئة تماماً إن كانت تعتقد أنه يمكنها إجبار إيران على التخلي عن حقوقها من خلال التانيب والمؤامرات ومحاولة زرع الشقاق بين صفوفها وان المفاوضات يجب أن تجري على أسس متساوية ومن دون شروط مسبقة·
وأكد نجاد أن الأمة الإيرانية ستدافع حتى النهاية عن حقها المشروع في امتلاك تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية، وأضاف: ''اليوم الذي ستتمكن إيران فيه من استخدام الوقود النووي بالكامل في الزراعة والطب ومجالات اخرى سيطرأ تحول هام في حياة الناس''·
ورفض البيت الأبيض عرض نجاد بإغلاق إيران منشآت إنتاج الوقود النووي إذا فعلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الشيء نفسه، وتساءل المتحدث توني سنو: ''هل تعتقدون أن ذلك عرض جاد ؟··إن الولايات المتحدة تنتظر تقريراً يقدمه اليوم الأربعاء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مدى التزام طهران بمهلة الستين يوماً التي حددها مجلس الأمن لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم''، وأضاف: ''الواقع هو أننا نفهم أن إيران تريد طاقةً نوويةً سلميةً، ومن المؤكد أنه لا تُوجد لدينا مشكلة مع ذلك، لكن لدينا مشكلة مع امتلاك إيران قدرة على إنتاج أسلحة نووية''·
إلى ذلك، ينتظر أن يبلغ لاريجاني البرادعي موقف بلاده من الاقتراح الذي قدمته وكالة الطاقة مؤخراً ويقضي بتعليق إيران تخصيب اليورانيوم مقابل تعليق العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة· وقال البرادعي لـ''فايننشال تايمز: ''إن إيران لن تنفذ على الأرجح طلب مجلس الأمن وقف الأنشطة النووية وستمتلك خلال ستة أشهر أو سنة المعرفة اللازمة لتخصيب اليورانيوم على مستوى صناعي، لكنه أضاف: ''هناك فرق كبير بامتلاك المعرفة المتعلقة بالتخصيب وتطوير قنبلة نووية وان إيران لا تزال بعيدة جداً عن قدرة تصنيع قنبلة''، معتبراً أن الوضع المثالي للتأكد من عدم وجود قدرة صناعية أن تكون هناك عمليات تفتيش كاملة للمنشآت النووية·
وتحدث البرادعي عن عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة على منشآت إيرانية معلنة وفقاً لاتفاق ضمانات بموجب معاهدة الحد من الانتشار النووي، وقال: ''ينبغي أن نتذكر أنه في حال تم وضع الثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي بموجب ضمانات المعاهدة فإن إيران لن تتمكن من تجاوز نسبة 5%''، وأضاف أنه انطلاقاً من تقديرات أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية فإنه لن يكون في وسع إيران إنتاج سلاح نووي قبل خمسة أو عشرة أعوام· محذراً من أي تدخل عسكري أميركي أو إسرائيلي وحتى من مغبة تشديد العقوبات، وداعياً إلى حوار متزايد في مواكبة الضمانات الأمنية للولايات المتحدة لوقف التوتر النفسي وتفادي زعزعة استقرار المنطقة· كما أشار إلى أن إيران تعلمت الكثير من برنامجها التجريبي مما سيجعل من المستحيل إعادة الأمور إلى سابق عهدها·
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن إيران قامت مطلع هذا الشهر بنقل غاز اليورانيوم من منشأة التحويل في أصفهان إلى مفاعل نطنز تحت الأرض بعد أن قامت بتركيب أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم· وقالت: إن حاوية تحتوي على غاز هكسافلورايد اليورانيوم نقلت إلى نطنز حتى يتم تشغيل بعض أجهزة الطرد المركزي باستخدام الغاز إذا رغب الإيرانيون في ذلك''·
عدد اليوم
