الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العربي يتصدر قائمة المحبطين في العالم

27 يناير 2011 15:41
توفيق عابد يطرح مستشار الطب النفسي ريكان إبراهيم في مؤلفه الجديد “علم نفس العرب” حزمة من الأسئلة محاولا وضع إجابات علمية تحليلية شافية لاستفسارات تتمحور حول شخصية العرب وما علق بها عشائريا وتاريخيا. يقع الكتاب في 294 صفحة من القطع الكبير، وصدر عن دار فضاءات بعمان، وهو يضم أربعة أقسام تحوي واحدا وعشرين فصلا تتحدث عن علم النفس وحياة العرب والأمراض النفسية والعربي والآخر وتناقش بعلمية الكثير من السلوك والعادات العربية الحالية. ويرى الدكتور إبراهيم العراقي الجنسية المقيم في عمان، أن حب النوم عند العربي يرتبط بطبيعة أكله وكميته وطبيعة المناخ، لكن السبب الرئيسي هو شعوره بالفراغ الذي يهرب منه للنوم وشيوع الأمراض النفسية التي يختلف فيها عن غيره بممارسة النوم مثل الكآبة غير النموذجية. فالعربي من بين القلة القليلة من الشعوب التي تنام ظهرا ويسمونها القيلولة التي قد تمتد للمساء ويتصدر في الوقت ذاته قائمة المحبطين في العالم. ومن وجهة نظر المؤلف فإنه يندر أن يفرق العربي بين النقد والانتقاد، ويبني علاقته بالحياة على أن رأيه صحيح دائما وغيره على خطأ، فلا يلتفت لأية إشارة نقدية ويكاد فقدان الثقة في نوايا الآخر أو سلامة موقفه يكون سببا في عدم قبول النقد. ويعود ضيق العربي بالنقد افتقاره لممارسة فن الصمت والصبر على الآخر في الرأي، وافتقاره للحوار حيث يعمد لتغطيته بالخطاب المجلجل والضجيج، كما أنه يخشى من عبارة “لا أعرف” لأنه لكي يكون جيدا يجب أن يعرف كل شيء وإلا فإنه ناقص، وهذا من مخلفات الثقافة “الانسكلوبيدية” وتاريخ الثقافة العربية يوم كان يذكر فيها المرحوم بأنه كان رياضيا وشاعرا وكيماويا وخطيبا وموسيقيا لا يشق له غبار. وجاء في الكتاب أن العربي خارج من مخالب الخوف من النظم الاجتماعية التي لم توفر له استقرارا، فالعربي المعاصر مناصر لروح الإقليمية ونافر من روح الوحدة خلافا لكل ما يرفعه من شعارات براقة، ولكل ما يناغيه فيه زعماؤه فهو يحب الشعارات والهتافات وما يزال محكوما بالخطابية والمنبرية بعيدا عن لغة الحوار والجدال العقلي الهادئ. ويضيف: ومن باب التخلص من جلد الذات والنقد الذاتي علق العربي فشله في تحقيق الدولة القومية على ما يسمونه “رجل الاستعمار”، ومن هنا فالإقليمية استمرار تاريخي لما حصل عبر قرون تكوينه على الأسس التالية: ـ ثبات مفهوم العشائرية في ذهن العربي فهو ينتمي لعشيرته قبل شعبه ومساكنها قبل وطنه. ـ أنانية الفرد العربي في تملك كل شيء في إقليمه وانعدام ميله لإشراك العربي الآخر في ما يملك، فيسيء الظن بدولة الوحدة التي تقوم على سياسة توزيع الثروات والتكافل. ـ ازدهار روح أل”أنا” وانطفاء أل”نحن” فالعرب يميلون لذوبان الخاص في العام ويفصلون بين الوطنية والقومية. وبحسب رأي المؤلف فإن للشعر العربي والثقافة الشعرية أثر مضيء، لكن لهذا الشعر آثارا سالبة في صناعة العربي على هواه فقصائد الفخر بالفرد أو العشيرة قدمت للقارئ المعاصر كذبا لا مبرر له في إضفاء أكاذيب على من لا يستحق، وكثيرا ما أصبح العربي المعاصر منشدا لأبيات التغزل بتاريخ لم يحسن أصحابه صنعه. كما ساعد شعر المدح على ظهور الشخصية المنافقة على نحو تكررت فيه استعارة ما قيل في مدح حاكم أو شخصية عربية لا تستحق ذلك. ويبين المؤلف أن التاريخ العربي يحفل بظهور حكام غير مثقفين، وتقدم السياسي غير المثقف على المثقف غير السياسي لسببين الأول أن المجتمع لا يولي أمره لمثقفيه أكثر مما يوليه لأشخاص بعيدين عن الثقافة. أما الثاني فالمثقف يبتعد عن أجواء الالتحام مع الجماهير وصخب الشارع التي تتطلب رجلا يمارس العنف أحيانا فلا تمنعه ثقافة هادئة من ممارسة هذا العنف ولا يزال المجتمع العربي يفصل بين نظرية البطل القائد ونظرية البطل المثقف حيث لا يرى في هدوء المثقف كفيلا بإشباع طموحه المهرجاني. يحب العربي، بحسب المؤلف، الأسرة الكبيرة وهذا موروث من التاريخ العربي للعشيرة التي تفخر بكثرة عددها وهو صديق الضيق والعسر المادي الذي يرى في وجود أبنائه الكثر عونا له على فقره كما أنه يرى في أبنائه مرآة لسلوكه والأنانية “حب الذات “ تتطلب من صاحبها أن يكثر من عدد المرايا التي يرى فيها نفسه وكثيرا لا يخطط لمستقبل من أنجبهم فلا يوازن بين النوعية والكمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©