الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأجيال القادمة قادرة على حمل الشعلة ومواصلة المشوار

الأجيال القادمة قادرة على حمل الشعلة ومواصلة المشوار
21 فبراير 2007 00:27
حوار - سعيد عبدالسلام: بعد رحلة مع العمل الرياضي التطوعي استمرت زهاء ربع القرن حفلت بالعديد من النجــاحات والاخفاقات اتخذ محمد عبدالعزيز نائب رئيس مجلس ادارة نادي الشارقة القرار الأصعب في تاريخه وهو اعتزال العمل الرياضي في هذا المجال على المستوى الرسمي لكنه لن يبتعد بالطبع عبر تقديم عصــارة تجاربـــه وخــبراته للاجيــال الجديــدة التــي ســتواصل المشوار· فهو كما يقول أشبه بالسمكة التي لا تستطيع الخروج أو الابتعاد عن الماء فنصف حياته قضاها بين الشباب والكؤوس والفوز والخسارة والفرح والألم الى ان وصل الى هذا القرار الذي اتخذه بكل رضا بعد ان قدم الكثير سواء لنادي الشارقة أو اتحاد الكرة واخيرا اتحاد السلة· ؟ في البداية قل لي ما هي الأسباب التي دفعتك لاتخاذ مثل هذا القرار والرياضة الإماراتية مقبلة على قفزة نوعية وبداية جني الثمار؟· ؟؟ لم يكن مثل هذا القرار سهلا على النفس خاصة بعد مشوار طويل حافل بالذكريات العديدة والتي بعضها مفرح والآخر مؤلم لكنه في النهاية مشوار مليء بالعمل الجاد، فبعد ان شعرت بالطمأنينة بوجود جيل جديد مفعم بالحيوية ومندفع نحو تحقيق الأفضل آثرت أن يكون هذا الوقت مناسبا لكي اسلم المهمة وأتفرغ للأسرة والعمل الخاص والراحة· الفكر الجديد أحدث نقلة نوعية يتطلب معها افساح المجال أمام جيل جديد حتى ينطلق ويكمل المسيرة ويواكب العصر، فالفترة الحالية وبما انها نقلة نوعية لا تتحمل ان يكون هناك اختلاف بين الفكر القديم والجديد لذلك حان وقت التغيير والذي في غالب الأمر يصب لصالح النادي والرياضة· ؟ هل قرار اعتزال العمل الرياضي عن قناعة أم لشعور آخر؟· ؟؟ لابد أن نؤمن بتغير الزمن وتطوره والتعامل بكل موضوعية مع المتغيرات المحيطة بنا·· كل هذه المعطيات جعلتني أتخذ القرار عن قناعة تامة ورضا حيث أشعر أنني قدمت الشيء الكثير سواء لنادي الشارقة بصفة خاصة أو الرياضة بصفة عامة وأشعر أيضا انني أعطيت بقوة للمجال الذي اخترته لنفسي· واليوم بحكم السن اصبحت الحركة أبطأ من عجلة الزمن الرياضي·· لذلك لابد أن نفسح المجال لجيل يحتاج الى فرصة مثلما حصلت عليها من قبل· ؟ هل تشعر بالاطمئنان على نادي الشارقة وأنت تتخذ مثل هذا القرار في هذا التوقيت ؟· ؟؟ نعم أنا مطمئن تماما ولدي قناعة تامة بأن العمل يسير في الاتجاه الصحيح خاصة وان الشيخ عبدالله آل ثاني رئيس مجلس الشرف يضع يده بقوة ويتابع كل صغيرة ونحن مقبلون على النقلة النوعية باتجاه الاحتراف· ؟ كيف ترى الفارق بين الشارقة بالأمس واليوم ؟· ؟؟ كل يوم يمر علينا يأتي الذي بعده ومعه عدة فروق·· فلا نستطيع القول إن اليوم مثل الأمس·· فهناك ظروف مرت على النادي·· فكان على القمة في بعض الفترات وهبط في فترات أخرى·· فالتغيير موجود وكذلك الاختلاف والاجيال تسلم بعضها البعض مفاتيح المسؤولية· الامكانات المادية موجودة وكذلك العناصر البشرية الواعية والمؤهلة والقادرة على قيادة السفينة·· وبمزج هذه العناصر يمكن لنادي الشارقة أن يعود الى سابق عهده وعصر الانجازات بقوة·· وعلينا أن نؤمن بأن لكل فترة خصوصيتها· وأقول إنني عشت في النادي لمدة 25 عاما ولم تكن كلها جيدة·· فبعضها كانت جيدة في الوقت الذي كنا نعاني فيه من بعض الصعوبات المادية·· لكن الآن لو تم المزج بين الامكانات المادية والعقول الشابة واللاعبين فأتصور ان المحصلة ستكون جيدة وسنقبل على الاحتراف بشكل جيد·· فهذه المرحلة من أفضل المراحل التي يمر بها النادي من كافة النواحي· ؟ هذا المشوار الطويل بالطبع يصاحبه مواقف عديدة لكن هناك مواقف لا ننساها·· ترى ما هي بالنسبة لك ؟· ؟؟ الشيء الوحيد الذي لا يغادر ذهني أبدا هو انني عشت جميع بطولات الشارقة·· فأول بطولة عام 74 كنت لاعبا في نادي العروبة وعاصرت بعدها جميع البطولات وهذه أجمل ما في حياتي·· لذلك أعتز بشكل أو بآخر انني تركت الشيء الكثير·· فنادي الشارقة هو الذي صنعني وكان من الطبيعي ان اقوم بواجبي تجاهه وأسدد الدين· فترة مضيئة ؟ توليت العديد من المناصب فأي فترة تراها مضيئة وقدمت فيها الشيء الكثير؟· ؟؟ لكل فترة مذاقها الخاص·· فقد عملت لفترة طويلة أمينا للسر العام بنادي الشارقة وهذه كانت اضافة كبيرة بالنسبة لي حيث استفدت من المنصب اكثر مما أفدته·· فكانت فترة مضيئة كما أن ملازمتي لمنتخب الكرة في فترة وجودي بالاتحاد تركت لي تجربة كبيرة لها مردود ايجابي على حياتي حيث كانت من افضل الفترات في حياتي التي شعرت معها انني اقدم شيئا·· ونتاج هذه التراكمات من الخبرات أن صبت الخلاصة خلال عملي باتحاد السلة· ؟ ما هي أكثر فترة تحملت فيها الشيء الثقيل؟· ؟؟ كانت خلال فترة عملي كأمين للسر العام بنادي الشارقة لأن نظرة الأغلبية لصاحب هذا المنصب تنصب على هذا الرجل هو صاحب القرار وليس منفذ القرار·· وتلك كانت مشكلة حيث تعرضت لأمور كثيرة تحملت خلالها ما هو فوق طاقتي·· فلعلك تتذكر الموسم الذي هبط فيه الفريق الأول لكرة القدم لأول مرة في تاريخه الى غياهب الدرجة الثانية وثارت زوبعة وحملوني هذه السقطة الكبرى فقلت لهم: اذا كنتم تحملونني عبء هبوط الفريق الى الدرجة الثانية فيجب أن تنسبون لي البطولات التي حققها ايضا وهذا هو منطق الأشياء·· فأنا الموجود في هذا المنصب عندما كان الفريق يحقق البطولات الواحدة تلو الأخرى·· فلماذا اذن يحملونني عملية الهبوط فقط ؟ ؟ كيف ترى كرة الإمارات الآن وبعد تحقيق الإنجاز الخليجي؟· ؟؟ حقيقة أرى اننا دخلنا مرحلة جديدة حيث كنا في الماضي القريب نفتقد الى احراز البطولات وعملنا كل شيء في عالم كرة القدم إلا تحقيق الانجازات·· ولعلك تعرف خصوصية بطولة الخليج وما تحمله من معان لأبناء المنطقة·· فالوصول لكأس العالم أو حتى الفوز بنهائيات أمم آسيا أشياء تظل في منطقة الوسط اذا ما قورنت بكأس دورة الخليج التي تعتبر في القمة· وأعتقد بأن التلاحم الذي حدث على كل المستويات بداية من القيادة ومرورا بالمسؤولين والخبراء واللاعبين والإعلام الرياضي والشارع الرياضي·· سوف يجعلنا نطلق على المرحلة المقبلة·· مرحلة الأبواب المفتوحة بحيث نختار الباب الذي نريد أن ندخل منه الى عالم جديد·· وأتصور اننا ذاهبون للشيء الأفضل لأنني أرى المستقبل مضيئا وسوف نمضي خلاله نحو الأفضل· ؟ ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدمها لجيل الشباب ؟· ؟؟ اقول لهم هذه فرصة أمامكم قد لا تكون اتيحت للاجيال السابقة فعليكم أن تغتنموها وتستقبلوها بشكل علمي وعملي مدروس وبترو بحيث نحقق في النهاية معادلة النجاح والتفوق والتميز التي يندمج فيها الجهد البشري مع الامكانات المادية فطالما الامكانات متوفرة والعنصر الشاب المثقف الواعي حاضرا لا يحتاج الأمر سوى وضع الأطر في مكانها الصحيح وفق علم التنظيم والادارة حتى نحقق غاياتنا وأهدافنا· ؟ كيف ترى اللوائح التي تحكم رياضتنا وهل تواكب التطور الذي نحن مقبلون عليه؟· ؟؟ لقد لمست شيئاً مهماً وفي صميم العمل الرياضي حيث لا أخفي عليك انه آن الأوان لكي تتغير تلك اللوائح التي تحكم رياضتنا منذ أكثر من ثلاثين سنة وعفى عليها الزمن·· فنحن نعمل وفق لوائح عقيمة لا يمكن لها أن تجعلنا نتقدم خطوة الى الأمام فما بالك ونحن ننشد الانطلاقة لتحقيق قفزات نوعية·· فمنذ أن وعيت على العمل الرياضي وتلك هي اللوائح التي تتحكم فينا ولم أسمع عن أي تغييرات ايجابية قد طالتها لذلك ظلت رياضتنا تراوح مكانها في بعض الأوقات ثم تراجعت في أوقات أخرى بسبب عقم هذه اللوائح·· وهنا تقع المسؤولية على عاتق الهيئة العامة للشباب والرياضة وهي الجهة المسؤولة عن وضع القوانين الرياضية وتنظيم العلاقة في الحقل الرياضي·· لذلك أناشد المسؤولين أن يتدخلوا في أسرع وقت ممكن لإعادة صياغة القوانين بما يتناسب مع الثورة الرياضية التي بدأت بحيث نستطيع تعويض ما فاتنا حتى نواكب من سبقونا بالعمل المنظم والعلمي والذي يسير وفق استراتيجيات واضحة ومرنة تراعي التحولات التي تدور حولنا· العشق الشرقاوي اختتم محمد عبدالعزيز حواره بالقول إن الشيء الوحيد النابع من قلبي وأشعر به يهز أركاني هو حبي الشديد للصرح والبيت الشرقاوي والذي تربيت فيه وساهم بشكل فاعل وقوي في تشكيل وجداني الرياضي مما جعل هذا الحب يصل الى درجة العشق لأنني جزء من الكل من هذا الكيان الشرقاوي فأحلى أيام عمري قضيتها بين جنباته ووسط الأسرة الشرقاوية وسأظل كذلك حتى بعد اعتزالي العمل الرياضي أمد يدي لكل من يطلب مساعدتي أو مشورتي فمثلما وجدنا من هم قبلنا وقدموا لنا الدعم والمساندة سنكون نحن كذلك دعماً لهذا الجيل وهذا الشباب الواعد لكي يكمل المسيرة ويحمل الأمانة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©