الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناجية من سرطان الثدي تستعد لخوض مغامرة في «أنتاركتيكا»

ناجية من سرطان الثدي تستعد لخوض مغامرة في «أنتاركتيكا»
14 أكتوبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أكدت عادلة ناصر، الناجية من سرطان الثدي، والتي يبلغ عمرها 46 سنة، أن قوة الإرادة والإيمان القوي بالله، وممارسة الرياضة ومساندة الأهل هي عوامل تجعل المرضى بشكل عام والمصابات بسرطان الثدي بشكل خاص يعشن الحياة بتفاؤل وأمل ويتحملن صعوبة الإصابة. وهي تستعد حاليا لخوض مغامرة الذهاب للقارة القطبية الجنوبية. الاستعداد للمشاركة أكدت ناصر، المشاركة في التدريبات التي تخوضها مجموعة من الناجيات من سرطان الثدي في «سكي دبي» للقيام برحلة إلى قارة أنتاركتيكا، وهي قارة تقع في أقصى جنوب الكرة الأرضية، وتقع في معظمها داخل الدائرة القطبية الجنوبية، وتكاد تكون خالية من السكان، وذلك لاكتساب المهارات اللازمة لهذه المهمة الصعبة، ويقود فريق هذه الرحلة إلى أنتاركتيكا جولي لويس في ديسمبر المقبل، وتهدف الرحلة إلى رفع درجة الوعي حول سرطان الثدي وكيفية مواجهته، وتعتبر هذه أول مجموعة مقيمة في الإمارات تضم ناجيات من مرض سرطان الثدي تقوم بتلك المغامرة إلى القارة المتجمدة الجنوبية، وناصر أكدت أنها قامت بعدة جولات حول العالم، واليوم تستعد بكل قوتها وتخوض عدة تدريبات لتشارك في هذه الرحلة التي تهدف إلى رفع الوعي بهذا المرض. وتشارك ناصر في الرحلة، إلى جانب 12 سيدة من مختلف الجنسيات. وأوضحت عادلة، الحاصلة على الحزام الأسود الرابع في الكاراتيه، وتمارس رياضة اليوجا يوميا، بالإضافة إلى تدربها على التنفس لتواجه صعوبة التنفس في الجبال العالية، أنها تقوم بعدة تدريبات بنفسها نظرا لخبرتها في زيارة هذه المناطق. وتعاني عادلة من سرطان الثدي وسرطان في الركبة، لكن معنوياتها عالية جدا، وتبعث رسالة لكل الناس الذين يعانون من أمراض مختلفة وللنساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي على الخصوص وتقول إن «الموت بيد الله، ويجب أن يتحلى الإنسان بالصبر ويكون إيمانه قويا ليستطيع العيش بسعادة، ورغم المعاناة من هذا المرض فإنني أتسلح بالصبر وممارسة الرياضة والاشتراك في الفعاليات الاجتماعية، كما أن أكبر سند لي في حياتي هم أولادي، الذين يرافقونني في رحلاتي العلاجية الخارجية والداخلية». صدمة كبيرة عن قصتها مع سرطان الثدي، تقول ناصر «ولدت في لندن، عندما كان أهلي يدرسون الطب، فعائلتي كلها من الدارسين لهذا المجال، وبعد ذلك رجعنا إلى دبي، وتزوجت وعمري 19 سنة، وبعد ذلك أنجبت ابني وابنتي، وهما كل حياتي، وحصل أن توفيت أمي بالسرطان، فقررت القيام ببعض الفحوصات خوفا من الإصابة بهذا المرض، وبعد الكشف لم يتضح أي شيء، ولكن كان هناك شك حول شيء صغير في الثدي الأيسر، ودرءا للشك سافرت إلى لندن وهناك فحصت من جديد وتم تحليل الخزعة، وتبين أنه سرطان في الثدي، تلقيت الخبر بصدمة كبيرة، وخضعت لعملية، حيث تمت إزالة هذا الجزء المريض سنة 1999، وخضعت لجلسات الكيماوي وأخذت أدوية، وتعافيت، ورجعت إلى دبي، وبعد خمس سنوات من إجراء العملية، شعرت بأن الموضوع يتطور، فخضعت للفحص من جديد واكتشفت أن المرض انتشر فرجعت مرة أخرى إلى لندن فأخبروني أن الثديين معا يجب يبترا، وخضعت للأمر الواقع، وتم ذلك وخضعت لجلسات الكيماوي، وغيرها من الأدوية». ورغم صعوبة العلاج، وما تعانيه بعد العملية فإن ناصر تتحلى بإرادة فولاذية إذ تحتفظ بابتسامتها الدائمة، متسلحة بإيمانها القوي وبأن الموت حق، وتعيش حياة طبيعية مستندة إلى حب أبنائها، في هذا الصدد، تقول «أعيش حياة طبيعية كباقي الناس، فكل أم مصابة يجب ألا تنسى مسؤولياتها الأسرية وحياتها الشخصية، فأنا أمارس الرياضة، بحيث أحوز على أربع أحزمة سوداء في الكاراتيه، وأمارس اليوجا يوميا، كما أتمتع بحب أولادي، وهم سندي، وأظن أن السند المعنوي مهم جدا في مثل حالتي، فمثلا عندما عدت من لندن، فإن ابني فاجأني بتجهيز محل حلويات «الكاب كيك» في أحد المراكز التجارية بدبي، فهو يعلم مدى ولعي بصناعة هذه الحلوى، مشيرة إلى أنه لون المحل باللون الزهري باعتباره شعار حملة مكافحة سرطان الثدي، كما أن جزءا من ريع المحل تتبرع به لرحلة أنتاركتيكا». قيمة الحياة توضح ناصر أن قوة إرادتها تستمدها من إيمانها بالله، وتوضح «منذ أن كان أولادي صغارا عرفوا بمرضي، وهم اليوم يدركون قيمة الحياة إلى جانبي، لكن ديننا الإسلامي يجعلنا نؤمن بالقضاء والقدر، وهكذا فإنني أعرف بأن الموت مقدر وأن لكل أجل كتاب». وبالنسبة للآلام التي تعانيها، تؤكد «هي اختبار من الله لمدى قدرتي على التحمل، وأحاول أن أنخرط في عدة نشاطات لأقاوم ذلك، حيث علمت مؤخرا أن السرطان انتشر أيضا في ركبتي، والحمد لله على كل حال، لذلك فإنني أمارس رياضة الكاراتيه واليوجا وأتدرب على التنفس لأستطيع خوض هذه التجربة الجديدة، إذ سيتوجه الفريق إلى أوشويا في أقصى جنوب الكرة الأرضية في ذكرى اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر، وسيقومون برفع أعلام بلدانهم بجانب علم الدولة للاحتفال باليوم الوطني، وهذا فخر لي كإماراتية، وستستمر الرحلة عشرة أيام في قارة أنتاركتيكا». ويذكر أن معظم المشاركات في تلك المغامرة من المقيمات في دولة الإمارات العربية المتحدة، عدى اثنتين من الولايات المتحدة، وسويسرا، وسينضممن إلى أخواتهن المقيمات في الإمارات، وتضم المجموعة مشاركات من الإمارات، وإيطاليا، وجنوب أفريقيا، وبريطانيا، وإسكتلاندا، والولايات المتحدة، ولبنان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©