الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطوعو «ساند» يحملون ابتسامة أمل للمحتاجين من المرضى والأطفال في تجربة إنسانية لإغاثة اللاجئين السوريين

متطوعو «ساند» يحملون ابتسامة أمل للمحتاجين من المرضى والأطفال في تجربة إنسانية لإغاثة اللاجئين السوريين
14 أكتوبر 2012
أحداث طبعت ذاكرتها، وحالات إنسانية لأطفال ونساء ورجال، فقدوا بيوتهم فجأة، ونال منهم اليأس، يمنون النفس بزيارة من يجود عليهم بالمأكل والمشرب والكسوة في انتظار هدوء الأوضاع في بلدهم سوريا، هذا أبرز ما عاشه متطوعو «ساند»، وجعل الأعضاء يغيرون نظرتهم لكثير من الأمور، إذ شارك مؤخراً 10 منهم بالمستشفى الإماراتي الأردني الميداني لإغاثة اللاجئين من سوريا والفارين من تطورات الأحداث في بلادهم. تجربة إغاثة اللاجئين أظهرت قدرة المتطوعين بفريق«ساند»، على التعامل مع الحالات الإنسانية وتحفيف معاناتهم، وهو البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ، أحد برامج مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وجعلتهم كما تقول المتطوعة فاطمة عتيق يقفون على حقائق عدة في عين المكان، ويساعدون الأطفال والأمهات والعوائل بشكل عام، إذ قضوا 3 أيام يساعدون المحتاجين من المرضى واللاجئين والأطفال. تنوع الأنشطة وتم تقسيم العمل على المتطوعين حسب قدرات كل متطوع والمهارات التي يتمتع بها ، تجربة خاضها 9 متطوعين، كان بينهم أروى جبران ضابط سلامة في فريق «ساند»، حيث سردت تجربتها عن الرحلة التي دامت 5 أيام في مجملها منها 3 أيام عمل في الميدان: نظراً لأن برنامج ساند هو برنامج الاستجابة للطوارئ فإننا مستعدون للمشاركة في الحالات التي تستدعي التدخل، بحيث شاركنا في أنشطة داخلية عدة، وفي أحداث خارج الدولة، أما مشاركتنا التطوعية الأخيرة، فإنها كانت استجابة لحالة الطوارئ التي يعيشها السوريون، وهناك وقفنا على بعض الحقائق، وأدركنا المأساة التي يعانيها النساء والأطفال على الخصوص، حيث وجدوا أنفسهم فجأة دون مأوى، يحتاجون إلى أن تمتد إليهم بد العون لتخفف عنهم وطأة المصير المجهول، حيث خرجوا من ديارهم هرباً من الأحداث الجارية في سوريا، وتفقدهم يومياً أحد الأبناء أو الآباء أو الإخوة، ورغم كل ذلك يحملون الأمل في الحياة، ويتسلحون بالإرادة في مقاومة الظروف الصعبة، على أن تأتي لهم الأيام بالجديد، الذي يمحوا آثار تلك الآلام، رغم أن معرفتهم، أنه حتى لو استقرت الأوضاع سيحتاج الإصلاح إلى سنين حتى ينعموا بالعيش الكريم. حالات طارئة وفي سياق متصل قالت أروى جبران إن العمل التطوعي يتوزع بين المستشُفى الميداني وبين مرافقة المرضى في سيارة الإسعاف، لجلب الحالات الطارئة، وبين المستشفى المتنقل، وبالنسبة للمستشفى الميداني كنا نعمل على تسجيل المرضى، وعيّن للقيام بهذا العمل كل من له خلفية طبية، أو له صلة بهذا المجال، حيث إن المستشفى الميداني، كان عبارة عن عيادات متخصصة تستقبل يوميا 500 زائر، من خلال سيارة إسعاف كبيرة تشمل كل المستلزمات الطبية، وهناك من المتطوعين من كان يرافق العاملين في سيارة الإسعاف التي كانت تستجيب للحالات الحرجة، إلى حدود 400 مريض يوميا، بالإضافة لذلك فهناك من المتطوعين من يعملون في المستشفى المتنقل، وهو المستشفى الذي يذهب للمرضى، حيث مكانهم، وهناك أيضا من يعمل على توزيع مواد الإغاثة المتمثلة في الملابس والأكل والشرب، وبعض المستلزمات التي يحتاجها اللاجئون في المخيمات على الحدود الأردنية، مشيرة إلى أنه تم توزيع هذه الإغاثة بناء على دراسة الحالات التي قام بها الهلال الأحمر الإماراتي، وكانت تضم الحليب والتمر والماء وبعض الأدوية وغيرها من المؤن ومواد الإغاثة. مشهد درامي وقالت أروى، كنا سعداء جدا بما يقولونه عن الإمارات، خاصة عندما يعرفون أننا من هذا البلد المعروف بكرمه، حيث كانت دعواتهم تتواصل ليل نهار ليخفف الله معاناتهم، التي يعيشون من خلالها أصعب اللحظات، التي تمر على أي إنسان يشعر بأنه مهدد بالجوع والضياع، حيث يشغلهم التفكير في الغد، وما قد يستجد من ظروف قد تكون أشد تأثيراً من التي هم عليها حالياً، يشغلهم التفكير في بيوتهم، في أبنائهم، حيث يسود المشهد أحداث درامية، تكتبها دموع الأمهات الثكلى، وغيرهم ممن فقدوا الأهل والأحبة جراء تطورات الأحداث في بلادهم، ورغم كل ذلك يحلمون بقطع رحلة العودة إلى ديارهم، حيث تسلحوا بالإرادة لمواجهة الظروف الصعبة. وعن الإضافة التي حققها لها التطوع قالت أروى جبران إن العمل التطوعي يحقق العديد من الإنجازات ويؤثر في حياتها كإنسانة وأضاف لها العديد من الخبرات، موضحة أن التدريب الذي يخضع له جميع المتطوعين في ساند يرفع من جاهزيتهم ويزيد قدرتهم على التعامل مع الصعوبات، بجانب أنه يصقل الشخصية، ويفعل قنوات التواصل مع الحياة بشكل عام. عمل معنوي من جهتها قالت فاطمة عتيق محمد خميس الكعب متطوعة في «ساند» أن المتطوعات طيلة مدة عملهن في منطقة المفرق بالأردن وهن متحمسات وأبدين الرغبة في العمل بمعنويات عالية، ونوهت عتيق إلى أن عملها كان ميدانيا وفي تواصل مع المرض والأطفال والنساء مما أثر فيها كثيراً، وأعربت عن استعدادها الكبير لمعاودة التجربة، مؤكدة أن ذلك منحها السعادة كونها استطاعت أن تدخل الفرحة على قلوب هؤلاء الناس، ولازالت صور بعض الحالات تسكن مخيلتها، حيث لم تستطع نسيان صورة أطفال يركضون ويلعبون، حين رجعت لهم ابتسامتهم وطفولتهم، بعدما زيارتهم والتحدث معهم، كما أن الحلويات والسكاكر كانت ترجع بسمتهم إلى وجوههم الشاحبة، وأثر في نفسها كثيرا منظر النازحين الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في العراء، لا بيت لهم، رحلوا وتركوا كل ما جمعوه طوال سنوات، تجربة فعلا أيقظت فيها الكثير من المشاعر، ولفت نظرها إلى ما تعيش فيه من رغد وعيش كريم وأمان، وهذه نعم لا يبالي بها البعض. وتقول إنها مستعدة لمعاودة التجربة للمساهمة ولو بشكل بسيط في إسعاد الآخرين، فالإنسان عندما يقوم بذلك فإنه يعمل على إسعاد نفسه ويشعر بقيمته كإنسان، وعن الحالات التي أثرت فيها ، صادفنا سيدة أصيبت بجلطة في الرأس ثلاث مرات، ولم يكن أهلها يعلمون أنها بالمستشفى الإماراتي الأردني، وكانت طريحة الفراش، لكنه ولله الحمد تم علاجها. تدريب أعرب جاسم أحمد الحرمي قائد المتطوعين في برنامج «ساند»، الذي شارك إلى جانب المتطوعات في هذه العملية عن سعادته الكبيرة بهذه المشاركة، موضحاً أنه مستعد للمشاركة مرة أخرى إن طلب منه ذلك، خدمة للإنسانية. وعن طبيعة عمله قال، كانت طبيعة عملي قيادية، أوزع الأدوار وأشرف على سير العملية التطوعية، وهذه التجربة أغنت شخصيتي بشكل كبير، وأضافت إلى معلوماتي، حيث إن الواقع يختلف تماما في جوانب عديدة، فما ينقل على الشاشات وما يكتب أهون بكثير مما تراه العين، فالوضع صعب، وهناك من العوائل من تنام جنبا إلى جنب في خيم متراصة، والأسر تزداد احتياجاتها، ويسود بين الكثيرين شعور بالخوف من الجوع والعطش، لكن مجهودات الكثير من الجهات في دولتنا خففت هذا الشعور بين ما طالتهم المساعدات والمعونات. جدير بالذكر أن برنامج «ساند» في إطار برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي في 2010، ويركز البرنامج تحديدًا على الاستجابة لحالات الطوارئ، ويهدف إلى تمكين المواطنين من المساعدة في أوقات الحاجة، كالزلازل أو الفيضانات أو الكوارث التي قد تضرب أي مكان في العالم، كما أنها تؤثر على المجتمع بأكمله وتهتم بها كافة شرائحه. إضاءة يهدف برنامج«ساند» إلى تمكين أفراد المجتمع من مساعدة ودعم بعضهم البعض في مثل هذه المواقف، ولتحقيق هذا الهدف، يوفر برنامج دورات تدريبية لكل من تجاوز 18 عامًا توضح للمتطوعين الخطوات العملية للاستجابة لحالات الطوارئ، بالإضافة إلى تجميع طاقات الفئات المختلفة على تنوع خلفياتهم الاجتماعية لتحقيق هدف واحد ألا وهو مساعدة الآخرين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©