الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منتدى «الاتحاد».. عِقد من التحليل الاستراتيجي لقضايا المنطقة

منتدى «الاتحاد».. عِقد من التحليل الاستراتيجي لقضايا المنطقة
19 أكتوبر 2015 09:04
طه حسيب (أبوظبي) بدورته الحالية التي ستنطلق يوم غد على مدار يومين، يكون منتدى الاتحاد قد أكمل عامه العاشر.. مسيرة عِقد من التحليل الاستراتيجي والرصد السريع لقضايا المنطقة وتحدياتها، عبر كوكبة من المفكرين والمحللين.. وتحت عنوان «اليمن: الانقلاب الحوثي..والرد الخليجي»، خصصت الاتحاد النسخة العاشرة من المنتدى، لبحث تداعيات الانقلاب «الحوثي» على الشرعية في اليمن، وكشف حجم المؤامرة على استقرار المنطقة، ومدى التوغل الإيراني، وفجاجة العبث بمقدرات اليمن، ومحاولات جعله محطة جديدة لاستنساخ تجارب سابقة من العمالة لطهران. يقول الاستاذ محمد الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر في أبوظبي للإعلام، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، إن المنتدى يأتي في إطار تفعيل دور الجريدة التوعوي المتمثل في تبصير الجمهور بالقضايا المحلية والعربية والإقليمية، واستشراف المستقبل. فعاليات المنتدى طوال السنوات الماضية تعد رافداً مهماً للتحليل بل بالفعل أداة لفهم ما يجري من حولنا. والنسخة العاشرة من المنتدى تسلط الضوء على»الانقلاب الحوثي» والرد الخليجي عليه، وسيدور السجال حول خطر «الحوثيين» وتماهيهم مع الأجندة الإيرانية، وأهمية عاصفة الحزم ودورها في تدشين تحالف عربي قادر على مجابهة التحديات المحدقة بالمنطقة . موضوع الساعة وعن آراء الكتاب في منتدى الاتحاد بعد أن أكمل عامه العاشر يقول الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية: إن ندوات المنتدى تليق بصحيفة يومية مهمة. فهي تطرح في كل سنة موضوع الساعة، حيث تطرح تأملاتٌ لا تستوعبها الصحيفة اليومية. ثم إنها تُلقي أضواء جديدةً على الموضوع المطروح. مع بدء «الربيع العربي» طرحت «الدولة الوطنية» و«الدولة المدنية»، ثم طرحت موضوع الإرهاب والتطرف ومكافحتهما. واليوم يُطرح موضوع «عاصفة الحزم» لتصحيح أوضاع اليمن. إضافة نوعية للصحافة العربية ويرى د.إبراهيم البحراوي، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس أن منتدى الاتحاد يمثل إضافة نوعية ليس فقط لصحيفة «الاتحاد»، ولكن للصحافة العربية على اتساعها، وذلك من خلال ميزتين: الأولى تتمثل في جسارة طرح الموضوعات شديدة الحيوية للأمن القومي لأمتنا العربية والتعامل معها دون حساسيات بحثاً عن التشخيص الدقيق لأبعاد المشكلة وقصداً إلى طرح بدائل الحلول الممكنة بدون حجب أو حجر. أما الميزة الثانية فتتمثل في خلق بوتقة للتفاعل الفكري الحر بين كتاب الاتحاد على تنوع أقطارهم وتباين تخصصاتهم العلمية، وهي ميزة تؤدي أولاً إلى إثراء المناقشات حول الموضوع المطروح وإلقاء الضوء عليه من زوايا رؤية جيوبوليتية متعددة وثانياً تؤدى إلى تنوع الاجتهادات طبقاً للمناظير المتنوعة التي توفرها التخصصات العلمية للكتاب المناقشين. إن نظرة على بعض عناوين الموضوعات التي تمت مناقشتها على مر الأعوام العشر من عمر المنتدى تبين أنه لم يكن قط برجاً عاجياً معزولاً عن القضايا الحيوية التي تمس أمن وهموم الأمة العربية، وتشغل بال الناس فيها، بل كان دائماً مواكباً للتحديات، التي مرت على أمتنا في العقد الماضي. ومن الملاحظ أن القائمين على اختيار موضوعات المنتدى يتبنون مفهوماً شاملاً للأمن القومي لا يقتصر على المفهوم التقليدي، بل يشمل تجفيف منابع الأفكار المتمردة الناتجة عادة عن ينابيع الفقر والحرمان الاقتصادي والتهميش الاجتماعي، وافتقاد الكرامة الإنسانية والافتقار إلى مشاعر الرضا والسعادة داخل نسيج الدولة الوطنية. يتجلى هذا المفهوم الشامل للأمن القومي في تغطية موضوعات متصلة بالمخاطر الخارجية مثل تأثير البرنامج النووي الإيراني ومثل علاقات العرب بدول الجوار ومثل قضايا الصراع والتسوية بين الوطن العربي وإسرائيل وأيضاً في تغطية موضوعات تتعلق بالبعد الداخلي من الأمن القومي مثل قضية الإرهاب ومستقبل الدولة الوطنية وتعزيز محددات تماسكها وتكاملها ومستقبل الصحافة العربية. مرآة عاكسة وتحليل متنوع وعن أهمية منتدى الاتحاد، يقول د. أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المنتدى دون شك مرآة عاكسة لأهم قضايا المنطقة كما يظهر من القضايا الرئيسة التي تم اختيارها موضوعاً للمنتديات العشرة التي عقدت بالفعل، وزاد من أهمية المنتدى تنوع الآراء التي تطرح فيه، ويرجع الفضل في هذا دون شك إلى السمة الجوهرية لصفحات «وجهات نظر»، التي يتنوع كتابها جغرافياً وفكرياً في إطار من الحرية المسؤولة، ولو أنني لا أملك إحصاءات محددة في هذا الخصوص إلا أنني لاحظت متابعة نسبة يعتد بها من النخبة العربية الفكرية العربية لوجهات نظر ومقياسي في هذا الصدد هو ما أتلقاه من ردود فعل من قراء يعيشون في بلدان عربية مختلفة لما أكتبه. منبر استراتيجي يرى د. السيد ولد أباه أستاذ الفلسفة بجامعة نواكشوط أنه من بين صفحات الرأي في الصحافة العربية، تحولت صفحات «وجهات نظر» في جريدة الاتحاد إلى منتدى حقيقي للدراسات الاستراتيجية رصداً وتشخيصاً واستشرافاً. لقد اجتمعت لهذا المنبر ميزات ثلاث شكلت تفرده في الإعلام العربي المكتوب: أولاً: استقطاب الرموز الفكرية العربية من باحثين وعلماء سياسة واجتماع ومحللين سياسيين، من مختلف الساحات العربية ومن شتى التخصصات العلمية. ثانياً: تنوع المواضيع التي تجمع إجمالاً بين تحليل الحدث اليومي في تحولاته وإيقاعه السريع والرؤية الاستشرافية الثاقبة والتأويل النظري العلمي في مستوى الزمنية الطويلة والبنيات العميقة، مما يقدم للقارئ حصيلة شاملة تغطي مختلف زوايا وجوانب الموضوعات المطروحة. ثالثاً: سقف الحرية العالي الذي لا تحد منه سوى معايير الموضوعية والرصانة العلمية وأخلاقيات النقاش العمومي وأدبيات العمل الصحافي التي لا بد منها في أي مجهود بحثي أو تحليلي يراعي مقاييس التفكير العقلاني الجاد، دون اصطفاف أيديولوجي أو دعاية تعبوية تدغدغ العواطف وتحوك المشاعر والأهواء. وأشار «ولد أباه» إلى أن منبر «وجهات نظر» في السنوات الأخيرة ملفات هيمنت عليه أربع أمور هي اليوم أجندة الفكر الاستراتيجي العربي: مسار التحولات السياسية الداخلية بعد اندلاع ما سمي بديناميكية الربيع العربي، موجة الإرهاب والتطرف الديني التي تعصف بالوطن العربي حالياً وتهدد النسيج العقدي والثقافي للأمة، العلاقات العربية الإقليمية والدولية في مرحلة يعرف النظام الدولي تحولات متسارعة تستدعي الانتباه والتأمل، الأمن الإقليمي العربي وتداعياته السياسية والاستراتيجية. في هذه الملفات الأربع، يقول ولد أباه: قدم كتاب الصحيفة رؤى ثاقبة وتحليلات مهمة، لا شك أنها من أبرز مصادر الباحث السياسي والاجتماعي في الدوائر الأكاديمية والثقافية العربية، في مرحلة تضطلع فيها دولة الإمارات العربية العربية بدور ريادي في القضايا العربية، دفاعاً عن مصالح الأمة وحقوقها، وعملاً حثيثاً على إعادة السلم والأمن إلى الساحات الملتهبة والمناطق المنكوبة. تنوير الرأي العام من جانبه يرى الكاتب اللبناني محمد السماك لا شك في أن ندوات المنتدى على مدى العقد الماضي تناولت القضايا الأساسية، التي تهم الإنسان العربي، غير أن الترجمة العملية للاهتمام تتجاوز مجرد الأخبار إلى ما هو أبعد وأهم. وهو إعداد رأي عام يتمتع بالمعرفة. ويتجاوز في معرفته الحدث اليومي إلى ما هو أبعد وأشمل. مما يؤدي إلى تكوين مفاهيم وقناعات تبنى عليها مواقف والتزامات، وتؤدي إلى الالتزام بالموقف الوطني. ويقول «السماك»: دراسة الخبر بخلفياته وأبعاده وتوظيفاته، هو ما يركز عليه المنتدى، وهذا أمر يتجاوز مهمة النقل إلى ما هو أهمّ وأسمى، ألا وهو صناعة العقول، ضمن معركة بناء القناعات الإنسانية وإرساء صرح الالتزامات الوطنية، وهي في اعتقادي مهمة المنتدى في الجوهر والأساس. نافذة نظر ويقول الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيُّون: التحقت بمنتدى الاتحاد منذ دورته الثَّالثة، والمناسبة كانت تأسيس صحيفة الاتحاد الغراء. على مدى هذه السنوات التي حضرتها طُرحت ملفات عديدة، عكست القضايا الساخنة بالمنطقة، ومن القضية الرئيسة تتفرع الثانويات. كان ومازال الحوار يجري كسمنارات لها مسحة أكاديمية مع روحها الصحافية. يُلقي أحد المتحدثين الرئيسين ويتبعه آخر بورقة تعليق على الأصل، عادة تكون نقداً لفكرة أو سداً لثغرة، ثم يُتاح النقاش، وكان الحرص أن يتحدث الجميع. وحسب «الخيون»، وفرَّ المنتدى للقارئ مواد مضغوطة لملفات شائكة، مثلاً في العام الماضي طُرح ملف الإرهاب عل طاولة المنتدى: أسبابه ونتائجه ومحاولات العلاج، وكلٌ أدلى بدلوه، وقبلها طُرح موضوع الربيع العربي، وكان ساخناً. بمعنى تمكن المنتدى مِن ربط القارئ بالكاتب عبر القضية المطروحة، وعلى مدى العشرة سنوات تباعاً بلا انقطاع. إنه نافذة نظر. نحو شراكة إعلامية وحسب الدكتور خالد الحروب: مثل منتدى الاتحاد خطوة ريادية حقاً في المشهد الإعلامي والثقافي العربي، وهو الوحيد من نوعه فيما اعتقد في الساحة الإعلامية العربية حيث تحرص صحيفة عربية رئيسة على جمع كتاب الرأي فيها لتناول أجندة بحثية بشكل معمق في كل عام. وتوفر هذه الخطوة فرصة ذهبية لكتاب الرأي للقاء وتبادل الخبرات والآراء، والإسهاب في النظر فيما يتم نقاشه من موضوعات كل عام، من دون الالتزام باختزال تقديم الرأي والأفكار ضمن المساحة المحددة الممنوحة للمقال المنتظم الأسبوعي. لكن تحتاج هذه الجهد الكبير إلى ترويج إعلامي أكثر للوصول إلى شرائح قراء ومتابعين في العالم العربي خارج دائرة المتابعين والقراء المتوقعين للصحيفة وخاصة لصفحات «وجهات نظر»، وربما يمكن اقتراح إقامة شراكات مع وسائل إعلام أخرى خارج إطار الإعلام المكتوب، وتحديداً شراكة إعلامية متلفزة مع أحد التليفزيونات العربية بحيث يتم بث جلسات النقاش مباشرة، كما يمكن ترتيب إنشاء صفحة «فيسبوك» أو حساب «تويتر» يفتح مباشرة مع المتابعين لاستلام أسئلتهم ومساهماتهم خلال المنتدى. ملتقى الباحثين ويرى د. خالص جلبي أن المؤتمر قام بحشد عدد لا يستهان به من المفكرين والباحثين لمناقشة أخطر وأهم القضايا التي تمر بها المنطقة سواء في مصير الكلمة المكتوبة أو التسلح النووي الإيراني أو مآلات الثورة السورية والربيع العربي وأخيراً بفتنة الحوثيين الأخيرة وباستعراض سريع لعناوين الاجتماعات يمكن إدراك جدية اللقاء السنوي. وهي في الواقع فكرة خلابة في أن يتكلم كل مشارك في ندوة ما وهناك من يعقب على الكلمة في جو من الاحترام المتبادل والإصغاء. وحول إمكانية أن يصبح المنتدى ليصبح أشبه ب THINK TANKوبيت خبرة وملتقى للباحثين والمفكرين خدمة لقضايا المنطقة، يقول «جلبي» إن الفكرة مغرية جداً من الجانب النظري، وهي تذكرني بما قام به الكاهن «ميرسين» في ضاحية باريس في القرن السابع عشر، حين كان يعقد لقاءين في الأسبوع لخيرة الأدمغة الأوروبية. ويمكن أن تقوم جريدة الاتحاد بمثل هذا العمل، إذا رصدت له الإمكانيات. منبر لتبادل الأفكار ويقول الكاتب الكويتي خليل علي حيدر: أود أن أذكر القارئ بندوة أكتوبر 2007 التي بحثت «تحديات الثقافة العربية في عصر العولمة»، وهي كما نعلم لم تزدد إلاّ حدة منذ تلك السنة، وبخاصة وأن الثقافة لا تعني الفكر والفن فحسب، بل الحياة الاجتماعية والتربية المنزلية والنظامية وأساليب التعامل مع الحياة السياسية وغيرها. لقد اختارت «الاتحاد» في تلك السنة موضوعاً محورياً لا يزال مؤثراً في المجتمعات العربية. ويستطرد «حيدر»، قائلاً: لو عدت إلى المواضيع والمحاور التي أثارها المنتدى منذ ثورات العالم العربي والمخاض العسير الذي رافقها منذ عام 2011، فرأيت أن هيئة تحرير «الاتحاد» أثارت موضوعاً بالغ الأهمية، وهو «العالم العربي.. إلى أين؟»، ثم محور «المشهد العربي ومسارات التحول عام 2012»، و«مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي 2013»، و«الإرهاب من جديد عام 2014»، وكلها بالفعل من قضايا وهموم الساعة في معظم المجتمعات العربية، حيث دارت نقاشات موسعة حولها من قبل المشاركين بمختلف اتجاهاتهم في كل لقاء. المنتدى - كما يقول حيدر- لعب دوراً مهماً في إتاحة فرص التعارف وتبادل الأفكار بين كتاب «وجهات نظر»، ومحاولة بحث مخارج لمشاكل سياسية وثقافية وإعلامية كثيرة. ويمكن تطوير هذا اللقاء السنوي من خلال تشكيل لجان من داخل كُتابه أو ربطه بالمؤسسة البحثية والفكرية الكبرى في الدولة أي «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، بشكل أوثق بما يمتلك هذا المركز العربي والدولي من خبرة وعلاقات وإمكانيات. رياضة ذهنية ويرى الأكاديمي المغربي د. عبدالحق عزوزي أن المشاركين في المنتدى يمارسون نوعاً من أنواع الرياضة الذهنية البناءة بتجاوز الأحداث الغابرة، وسبر أغوار حركية التاريخ المديدة والفاعلة في العمق وبتجاوز القشرة السطحية لمجرى الأحداث. المنتدى يطرح آراء مختلفة، ولكنها كلها تصب في بناء تصور استراتيجي نجح في التخلي المنهجي عن الأفكار المسبقة، وإشاحة النظر عن النظريات المعلبة وازدراء الشعارات السائدة وتجاهل التفسيرات السهلة، بحثاً عن الحقائق. في العشرين من أكتوبر كل عام، تحتفل «الاتحاد» بذكرى صدورها، وانطلاقاً من دورها ورسالتها، تجعل الجريدة من هذه المناسبة، فرصةً لمناقشة قضية جوهرية تهم المنطقة العربية، ومن أجل ذلك تحشد منذ 2006 طاقات فكرية خلاقة أو بالأحرى «ذخيرتها الناعمة» من كُتاب وباحثين ومفكرين من مشارب وتخصصات متنوعة، كي يدلوا بدلوهم في هذه القضية، في إطار «منتدى الاتحاد»، الذي يروم تنوير الجمهور وتزويدهم بتحليلات منطقية لما يدور في محيطهم العربي. الانطلاقة الأولى في 2006: استهلت الصحيفة أول منتدياتها بموضوع «تأثير المشروع النووي الإيراني على المنطقة». وشارك في فعالياته معالي الدكتور أنور قرقاش، مقدماً ورقة عن «دول الخليج والبرنامج النووي الإيراني»، وتطرقت الكاتبة الإماراتية عائشة المري إلى المحور الأمني في الملف النووي الإيراني. وخصص د. عبدالله العوضي ورقة تتمحور حول «البعد الأيديولوجي والاجتماعي للسياسة الخارجية الإماراتية». وتناول د. محمد العسومي في ورقته «الآثار الاقتصادية لبرنامج إيران النووي». منتدى 2007:وفي ذكرى صدورها الـ38، سلّطت النسخة الثانية من المنتدى على “تحديات الثقافة العربية في عصر العولمة”. فتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شهد المنتدى نقاشاً ساخناً حول الثقافة العربية، حيث تباينت رؤى رموز الفكر العربي بشأن أسباب أزمة الثقافة العربية وعلاقة النخبة الثقافية بالمجتمع، مروراً بالعلاقة الشائكة مع ثقافة العولمة، وانتهاء بكيفية وضع السياسة الثقافية للعالم العربي. منتدى 2008:كان «الدين والمجتمع في العالم العربي» عنواناً رئيساً لأوراق عمل النسخة الثالثة التي انطلقت عام 2008. وتناول خلالها د. برهان غليون أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة السوربون إشكالية الدين والسياسة في المجتمع العربي، وطرح المفكر المصري الأستاذ السيد يسن تساؤلاً حول مدى تعارض واتفاق الإسلام مع الديمقراطية. وسلّط د. حسن حنفي- أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة الضوء على صعود موجات التدين الشعبي، وعرض الأكاديمي اللبناني د.رضوان السيد لإخفاق الحداثة السياسية العربية. وتطرق الباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي إلى الجماعات الأصولية المتطرفة وتأثيرها على الاستقرار السياسي. منتدى 2009:وفي ذكرى صدورها الأربعين، وتحت عنوان «الصحافة العربية..الواقع والطموح»، ناقش منتدى الاتحاد في نسخته الرابعة، مستقبل الصحافة، مستقرئاً التحديات الراهنة والتحديات الجمة أمام الصحافة الورقية في العالم العربي. وتطرق وليد عكاوي، وهو المدير التنفيذي لشركة ITP للنشر إلى «شروط الاستمرار في صناعة النشر، ومدى قدرة النشر المتخصص على فتح أسواق جديدة». وسلّط د. علي الأعسم، من شركة «نولديج فيو» الضوء على مدى أهمية توظيف التقنيات الجديدة في صناعة النشر. وأعد إبراهيم بشمي، رئيس تحرير جريدة «الوقت» البحرينية ورقة حول «المسؤولية في بيئة الصحافة الورقية». دول الجوار وفي 2010 جاءت دول الجوار لتكون محور اهتمام النسخة الخامسة لمنتدى الاتحاد، واضعة تحليلات جمة بشأن الأبعاد الإقليمية لعلاقات العرب مع جيرانهم. فتحت عنوان «العرب ودول الجوار»، قدم د. رضوان السيد الأكاديمي والباحث اللبناني، ورقة عن إيران والجوار العربي وقائع العلاقات المتوترة ومآلاتها». وحلل د. وحيد عبدالمجيد واقع العلاقات العربية- التركية، وساهم الأستاذ حلمي شعراوي، مدير معهد البحوث العربية- الأفريقية، بورقة عن أفريقيا ورابطة الجوار. وقدم د. عبدالله الشايجي الأكاديمي الكويتي ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، تحليلاً للعلاقات العربية- الأميركية. وتطرق د. إبراهيم البحراوي، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، إلى إسرائيل ومستقبل التسوية مع الفلسطينيين. وطرح د. برهان غليون ورقة حول مشروع التعاون الإقليمي. منتدى 2011:وفي عام اكتظ بمتغيرات عدة، كان من الصعب توقعها، شهدت النسخة السادسة من منتدى الاتحاد قراءة لهذه المتغيرات، حملت عنوان «العالم العربي...إلى أين؟»، وفيها قدّم د.عمار علي حسن، الباحث المصري في علم الاجتماع السياسي ورقة حول «الثورات العربية في ضوء الخبرة الإنسانية». وساهم الأكاديمي والإعلامي القطري الدكتور أحمد عبدالملك مساهمة حول «دور الفضائيات ووسائل الإعلام الاجتماعية في دعم الثورات العربية». وتساءل الأكاديمي الكويتي د. علي الطراح، ، عما إذا كان «الربيع العربي» ثورات أم حركات اجتماعية؟ وقدم د. شملان العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت ورقة عن مدى تأثير التغيير الثوري على بنية النظام الإقليمي. وتساءل د. وحيد عبدالمجيد عن مآلات قوى التغيير وتراوحها ما بين الاختطاف والعقلنة. وطالب الأكاديمي المغربي د. عبدالحق عزوزي بأهمية عقلنة التغيير بدلاً من التثوير والتهييج. منتدى 2012:وتحت عنوان «المشهد العربي ومسارات التحول»، جاءت النسخة السابعة من المنتدى، لتسلط الضوء على تحديات المرحلة الانتقالية في الدول التي شهدت تغييراً، وهو ما خصص له د. بهجت قرني أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية ورقة رئيسة. وعرض د. عبدالحميد الأنصاري أستاذ الشريعة بجامعة قطر، لحالة السيولة في بلدان التغيير، وحلل الأكاديمي الموريتاني الدكتور السيد ولد أباه الضوء على مصائر التغيير في العالم العربي. وخصصت النسخة السابعة محوراً كاملاً لواقع الاتحاد الخليجي كفكرة تحمل طموحات كبيرة، وتطرق د. سعد بن طفلة وزير الإعلام الكويتي الأسبق إلى الواقعية السياسية في فكرة الوحدة الخليجية. وسلّط الكاتب الإماراتي د. عبدالله جمعة الحاج الضوء على التحديات الإقليمية التي تواجه الاتحاد الخليجي، وعرض د. صالح المانع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود لخياريي الحماسة والتريث في الوحدة الخليجية. من خلال خمسة محاور، وعلى مدار يومين، سلط المنتدى الثامن، في أكتوبر 2013 الضوء على «مستقبل الدولة الوطنية في العالم العربي». وناقش الباحث البحريني د.عبدالله المدني محددات التكامل في الدولة الوطنية، وطرح الأكاديمي اللبناني د. رضوان السيد تأثير النشأة والمحددات الاجتماعية على أسس التكامل، وحلل الباحث المصري د. وحيد عبدالمجيد الدور الثقافي في تعزيز التكامل الوطني. وعرض الأكاديمي الإماراتي د. سلطان النعيمي لخطورة الأبعاد الدينية والمذهبية والعرقية على التماسك الوطني. وسلط د. رياض نعسان آغا وزير الثقافة السوري السابق الضوء على أثر التدخلات الخارجية في هدم التكامل الوطني. وتطرق الأكاديمي والإعلامي القطري د. أحمد عبدالملك لتجارب عربية تعرّض خلالها التكامل الوطني لهزات عنيفة كما في العراق ولبنان والسودان وحتى في سوريا الآن. ويُحلل الباحث الإماراتي سالم سالمين النعيمي تداعيات صعود الإسلام السياسي على التكامل الوطني. وأوضح الأكاديمي القطري د. عبدالحميد الأنصاري خطورة الجماعات الدينية والمذهبية كبديل للولاء الوطني، وفكرة الخلافة كأداة للقفز على البعد الوطني. وحدد د. عمار علي حسن الباحث المصري المتخصص في الاجتماع السياسي أدوات التكامل الوطني: المناهج التعليمية، الخدمة المدنية والعسكرية. بينما يركز د. علي الطراح سفير الكويت لدى منظمة اليونسكو الضوء على دور التنشئة السياسية في توفير جيل مدرك لأهمية الوحدة الوطنية. ويتطرق د. محمد العسومي الباحث الاقتصادي، إلى التنمية الشاملة والمستدامة كمنهج لصيانة التكامل. وخصص المنتدى هذا العام جلسة كاملة حول الإمارات كنموذج في التكامل الوطني، لكونها تجربة وحدوية ناجحة في العالم العربي. وتسلط الجلسة الضوء على الإنجاز التنموي كرافد معزز للتكامل الوطني الإماراتي ودور القيادة السياسية في تجديد التكامل وتعزير ثقة الأجيال المتعاقبة في وطنها، ودور الإعلام في تعزيز الوحدة الوطنية. «الإرهاب من جديد» وفي النسخة التاسعة، وتحت عنوان «الإرهاب من جديد»، سلّط منتدى الاتحاد، الضوء على عودة الإرهاب إلى المنطقة، ووسائل مواجهته. وخلال يومي 21 و22 أكتوبر 2014، وعلى مدار خمس جلسات عرض كوكبة من المفكرين والكتاب العرب رؤاهم حول التهديدات الإرهابية الراهنة من خلال 13 ورقة عمل رصدت المخاطر الإرهابية وصنوف التنظيمات المتطرفة وتأثيرها السلبي على الاستقرار في الشرق الأوسط. هذه النسخة بحثت خطر الإرهاب في زمن حركات التغيير، وطرحت النسخة التاسعة تساؤلات منها: كيف نشأت التنظيمات الإرهابية؟ وهل الواقع العربي يفرّخ الإرهاب؟ وما مدى تأثير الحركات الإرهابية على النظام العربي؟ وتطرقت أيضاً لدور المؤسسات الدينية والإعلامية في درء خطر الإرهاب وتحصين المجتمع من التطرف، ودور القوى الدولية في توظيف التيارات الإرهابية لخدمة سياستها. ومدى العلاقة بين ثورات «الربيع العربي» والإرهاب، وخطورة التطرف الديني وتناقضه مع الوسطية الإسلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©