الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شروط نقل الآداب تقتضي التجاوز

شروط نقل الآداب تقتضي التجاوز
8 نوفمبر 2014 00:18
محمد عبدالسميع (الشارقة) ينعت المترجم الأدبي بأنه خائن للنص، وهذا النعت يظل لصيقاً بمترجمي الأعمال الأدبية، حيث لا يمكن لمترجم أي من كان أن يبلغ في ترجمته القدر الكامل لطبيعة النص المنقول من لغة إلى لغة أخرى، فما هو واقع الترجمة الأدبية؟ وما هي إشكالياتها المتعلقة؟ حول هذه القضايا والإشكاليات، أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته 33، أمس الأول، ندوة بعنوان «جوهر المتون.. واقع الترجمة الأدبية»، شارك فيها المترجمون: كامل يوسف، عائشة الكعبي، سمر الشيشكلي، وأدارها زكريا أحمد. في البداية، أشار زكريا أحمد إلى أن الترجمة عنصر أساسي في حياتنا، حتى الإنسان الأمي يتعامل مع الترجمة. والترجمة أنواع، أهمها الترجمة الأدبية. فيها يتعامل الكاتب مع التراكيب المختلفة مستخدماً الكلمة من جانب العاطفة والنفس. ثم تحدث كامل يوسف حسين عن تطور الترجمة الأدبية، قائلاً: «تنصب مساهمتي على جهود ترجمة الآداب الآسيوية إلى اللغة العربية، مع إشارة خاصة إلى ترجمة الأدب الياباني. وأول ما نلاحظه في هذا الصدد هو اتساع نطاق مفهوم الأدب في الآداب الأسيوية مقارنة بالتقاليد الأدبية في العديد من مناطق العالم». وأشار كامل إلى أن الآداب في الصين وكوريا ظلت حتى نهاية القرن 19 تعيش في بيئة ثنائية. وإن اليابانيين والكوريين ساروا على خطى تطور فقه اللغة الأوروبي وربطوا بين أدبهم القومي ولغتهم الأهلية بلغة تقارب الخطاب المعاصر. وعرف في اليابان جنس أدبي باسم «زويهتسو» والمقصود به المقالات القصيرة، وقد اكتسب هذا القالب شعبية هائلة. واستعرض كامل اهتمام النخب العربية بالأدب الياباني، وجهود ترجمة الآداب الآسيوية إلى اللغة العربية. مشيراً إلى أن الإطلالة الأولى لترجمات الأعمال الأدبية الأسيوية تعود إلى الخمسينات والستينات.وتحدثت عائشة الكعبي، تشكيلية وقاصة وأديبة إماراتية ومترجمة، عن قصتها مع الترجمة قائلة: سر شغفي ومحبتي للترجمة سببها عندما كنت في أميركا وقعت تحت يدي مجموعة قصص مختارة للكاتب الإيطالي كالفينو، وهي قصص فلسفية تتسم بالعمق، بعنوان: «أرقام في الظلام»، عندما قرأتها شعرت بالكثير من الفائدة والاستمتاع بها، لذلك تمنيت أن تترجم هذه الاعمال التي تتصف بالجمال والعمق لتصل للقارئ العربي ويستمتع بما تحتويه من فكر. وأضافت عائشة: بدأت اترجم النصوص التي أحبها، واقتنع بها ، فترجمت مختارات لمجموعة قصص كان كتبها: إتالو كالفينو، تشيخوف، طاغور، كبلينغ وغيرهم، وصدر ذلك في كتاب «كيف كتبت الرسالة الأولى». ثم ترجمت بعض المختارات من الشعر العالمي النسائي من (زيمبابوي، أستراليا، بلجيكا) وصدر في كتاب «ربات الشعر». وأضافت: هناك فرق كبير بين ترجمة القصة القصيرة والشعر. ترجمة الشعر كانت صعبة، لأنني كنت أريد أن أحافظ على الفكرة الموجودة واستخدم في الوقت نفسه كلمات تحمل شاعرية وتحافظ على الصور، لأن الشعر في لغته الأصلية له وقع موسيقي، وبالترجمة لا بد أن يظهر هذا الوقع الموسيقي، فيجب أن يقدم الشعر في أجمل أثوابه. وتحدثت المترجمة سمر الشيشكلي عن تجرتها في الترجمة قائلة: إن الترجمة بالأصل هي عدم الوقوف عند معاني الألفاظ المفردة، بل من المفترض أن يفهم المترجم الترابط فيما بينها مع إدراكه لموضوع الكنايات المهذبة واللباقة حتى يتجنب الحرج الناتج عن سوء فهم القارئ. ويجب ألا ينحصر هم المترجم الأدبي في نقل دلالة الألفاظ، ترجمة الأدب تتجاوز ذلك إلى المغزى وإلى التأثير الذي يفترض أن المؤلف يعتزم إحداثه في القارئ نفسه. ولذلك فهو يتسلح بالإضافة إلى المعرفة اللغوية، بمعرفة أدبية وإحاطة بالفكر. فالإحاطة بالثقافة والفكر تعني الإحاطة بجوانب إنسانية، وأقصد هنا ترجمة الشعر تحديداً، والجوانب الإنسانية من بينها: الإلمام بالفنون البصرية والسمعية، الألوان، الإيقاع الموسيقي، العادات، أسلوب الحياة وأعرافها. وتناولت الشيشكلي تجربتها في ترجمة كتاب «من الحداثة إلى العولمة»، وتطرقت إلى قضايا أخرى تخص الترجمة، منها قضية التناص واختيار الكتب والموضوعات التي ستترجم، وإشكالية دور النشر في التأثير على المترجم وتوجيهه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©