الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«العين» في عيون الرحالة الغربيين

«العين» في عيون الرحالة الغربيين
8 نوفمبر 2014 00:17
إبراهيم الملا (الشارقة) نظمت مؤسسة بحر الثقافة في جناحها بمعرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول ندوة بعنوان «مدينة العين في كتابات الرحالة الغربيين» للباحث والإعلامي عمار السنجري، وقدم للندوة الدكتور رسول محمد رسول، الذي قدم نبذة عن السيرة الذاتية والمهنية للسنجري مشيرا إلى أنه من أوائل الباحثين المهتمين بتدوين الثقافة الشعبية المحلية وتوثيقها، مع تركيز خاص على الشعر النبطي وشعرائه ورواته من كبار السن، نشرها في صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، كما نشر العديد من الأبحاث والدراسات والتحقيقات الميدانية في التراث والتاريخ المحلي وتاريخ الخليج وشبه الجزيرة العربية، وله العديد من الحوارات مع نخبة من رموز الفكر والثقافة والرواة والمستشرقين، وهو شاعر وروائي ويعتبر من المهتمين القلائل بأنثروبولوجيا القبائل في دولة الإمارات وثقافتها وأنسابها وهجراتها ولهجاتها.وبعد مقدمة شعرية تصف علاقة السنجري العضوية والروحية بمدينة العين، أشار إلى أنه انطلق ببحثه حول كتابات الرحالة الغربيين عن هذه المدينة ذات الخصوصية البيئية والجغرافية المميزة، بعد إعلان المجلس الوطني للسياحة والآثار، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في العام 2011 عن اختيار مدينة العين في إمارة أبوظبي، كأول موقع إماراتي على قائمة التراث الإنساني العالمي، في اجتماعات اليونسكو، وذلك لتميّز المواقع الثقافية في العين والأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت وحضارة هيلي وبدع بنت سعود ومناطق الواحات ونظام الأفلاج.وأشار السنجري الى أن مدينة العين بجاذبيتها ومكوناتها الطبيعية استقطبت العديد من الرحالة الأجانب الذين زاروها وكتبوا عنها استنادا إلى فضولهم المعرفي أحيانا، وإلى حب المغامرة أحيانا أخرى، بينما جاء اهتمام بعض الرحالة ــ كما أوضح ــ تلبية لمهام خاصة من مسؤولين ومقيمين سياسيين وخاصة البريطانيين.ونوه السنجري إلى أن العميد إس بي مايلز المعتمد السياسي البريطاني في مسقط قام في العام 1875 بزيارة واحة العين وكتب عن مشاهداته في الواحة قائلا: «يمتلك بنو ياس قرى الجيمي والقطارة وهيلي ووادي المسعودي في البريمي، ويمثل بنو ياس القبيلة الرئيسية من بني هناة، وزايد بن خليفة هو الشيح الأكبر لهذه القبيلة، وهو رجل يتميز بقوة الشخصية، بل لعله الرجل الوحيد الذي يملك السلطة والسيطرة هنا».وأشار السنجري الى أن النقيب بي كوكيس الذي أصبح فيما بعد السير بيرسي كوكيس، كان قد سافر إلى البريمي والظاهرة من الساحل المتصالح في العام 1902 عندما كان معتمدا سياسيا في مسقط، حيث ذكر كوكيس في يوميات رحلته تلك أن الشيخ زايد بن خليفة (زايد الأول الكبير) أصر عليه أن يرافقه كضيف إلى منطقة عبري، ليتحوّل بعدها إلى ضيف مقيم عند حاكم مسقط. وأضاف السنجري أن كوكيس وجد أثناء رحلته مع الشيخ زايد الأول، أن نفوذ الشيخ كان أكبر بكثير في منطقة الظاهرة مقارنة بنفوذ غيره، ورأى كوكيس في الشيخ زايد بن خليفة رجل سلام يعتمد عليه. ومن الأوصاف التي نقلها كوكيس عن واحة البريمي في تلك الفترة أنها تضم عشر قرى منفصلة تقع في خط دائري تقريبا بحيث يبلغ قطر الدائرة نحوا من ستة أميال. مشيرا إلى أن مياه الواحة تتوزع على عدة «أفلاج» أو أقنية تحت الأرض تسيل من التلال الواقعة إلى الشرق من الواحة، مع وجود قناة أو قناتين تمتدان من جبل حفيت، وأن معظم التجارة المحلية في الواحة تجري في شكل مقايضة وفي أسواق مكشوفة في العراء. وقال السنجري إن وقائع رحلة كوكيس هذه نشرت في المجلة الجغرافية التي كانت تصدرها الجمعية الجغرافية الملكية التي ابتعثت العديد من الرحالة الإنجليز الذين جابوا أرجاء الجزيرة العربية والخليج، ونشرت كتاباتهم ومشاهداتهم على صفحات مجلتها تلك. ومن الرحالة الآخرين الذين استعرضهم السنجري في الندوة، والذين قدموا معلومات مهمة حول الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والحياتية المحيطة بسكان مدينة العين في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، الرحالة البريطاني اتكينز هامرتون، والقس الأميركي صمويل زويمر والرحالة الألماني بورخارت الذي قام بالتقاط صورة نادرة للشيخ زايد الأول، وهو يعقد مجلسه في الهواء الطلق خارج الحصن، وتعتبر هذه الصورة هي الوحيدة الملتقطة له، حيث تمت هذه الرحلة في العام 1904، بينما توفى الشيخ زايد بن خليفة في العام 1909.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©