الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باتوا في المكتبات

8 نوفمبر 2014 00:17
تجربة فريدة عاشها زائر أثناء جولته في حدود الحادية عشرة ليلا في إحدى المكتبات الشهيرة التابعة لدار «ووترستون للنشر» عندما أقفلت في وجهه كل الأبواب المؤدية إلى الخارج وكاد أن يبيت الليل في محل بيع الكتب. وقد أشعلت هذه التجربة لدى إدارة الدار فكرة جهنمية كأنها تقول باتوا في المكتبات. الفكرة بقدر ما هي عبقرية ومربحة، إلا أنها تبدو غير قابلة للمقارنة، لأن المسكين لم يخطر بباله مسبقا أنه يمكن أن يقضي هناك سهرة ممتعة. كل ما في الأمر أن الرجل، حينما وجد نفسه مضطرا لقضاء الليل محبوسا نسي الكتب وانتابته موجة ذعر، فحاول جاهدا أن يجد لنفسه وسيلة للخروج من هذا الكابوس كفتح الأبواب المقفلة «بالضبة والمفتاح» أو الوصول إلى جهاز الإنذار، أو أي من الحراس الغاطين في سابع نومة. الشيء الوحيد الذي أخرجه من ورطته هو تغريدة يائسة أرسلها إلى دار النشر «أرجوكم أخرجوني، أنا محبوس في مكتبتكم منذ ساعتين» ليطلق سراحه بعدها. الغريب أن الموقف المحرج لدار النشر تحول إلى مشروع حين رأى أصحاب الدار أنه يمكن استثماره ثقافيا كاستراتيجية لتسويق الكتب! وبالفعل فقد أعلن عن فكرة أنيقة على شكل خلوة أدبية ليلية تقام في نهاية الأسبوع ويشارك فيها تسعة عشر شخصا يتم اختيارهم للتجربة. وفي الوقت المحدد حضر هؤلاء القراء المنتخبون بعضهم يحمل بجامته والبعض يرتديها ليقوموا بجولة في أرجاء المكتبة، ليأتي بعد ذلك دور موظف يقرأ عليهم نصوصا مختارة قبل أن يجدوا أنفسهم أمام أحد خبراء النوم المعروفين بمحاضراتهم الكثيرة حول التخلص من الأرق! تمهيدا لإدخالهم في تجربة مهمة تسبق فترة النوم، تلخصت في تقسيم المشاركين إلى قسمين نصفهم يقرأ قصصا رومانسية والنصف الآخر يقرأ قصص رعب على أن يسجلوا ملاحظاتهم حول تأثير هذه القراءات في أحلامهم. وبالطبع، بعض المجربين أكد أن التجربة كانت ناجحة وأن أحلامهم أثناء التجربة كانت سعيدة. غير أن أحلى ما في الحكاية جاء حين وجد المشاركون أنفسهم في قسم كتب الأطفال في شباشب «اليونيكورن» وهم يتقافزون على مرتبات هوائية وفي أكياس النوم ليقرأوا أو يلعبوا الشطرنج أو يرسلوا تغريدات! المهم ليستمتعوا بالحرية التي لم يشعر بها الرجل المحبوس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©