الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السوفتوير».. العامل المؤثر في تطور صناعة الهواتف الذكية

«السوفتوير».. العامل المؤثر في تطور صناعة الهواتف الذكية
19 فبراير 2010 20:22
لا شك في أن سرعة التطوّر الهائلة التي تشهدها صناعة أجهزة الهاتف الذكي “الموبايل” لا نظير لها في تاريخ التطوّر الصناعي برمته. والآن، أصبحت شركتا “آبل” و”جوجل” تقودان السباق ليس بسبب شهرتهما في صناعة الأجهزة ذاتها “الهاردوير”، بل لأنهما متفوقتان في صناعة أنظمة تشغيلها. والآن، تبذل بعض الشركات المنافسة، بما فيها تلك التي كانت حتى وقت قريب متخصصة بصناعة الأجهزة وحدها، جهوداً حثيثة للحاق بهما وابتداع تطبيقات جديدة خاصة بهواتفها الذكية. وأعلنت مصادر شركتي “إنتل” الأميركية و”نوكيا” الفنلندية في مؤتمر صحفي مشترك تم تنظيمه على هامش المؤتمر العالمي للموبايل الذي اختتم أشغاله في برشلونة أول من أمس الخميس، عن توحيد جهودهما لبناء منصّة تشغيل جديدة أطلقتا عليها اسم “مي جو” MeeGo. ولم تتخلّف شركة “مايكروسوفت” عن الركب بعد أن كانت قد حققت شهرة لا تضاهى في تأليف البرامج التطبيقية الخاصة بالكمبيوتر لعدة عقود سابقة، وهي الآن بصدد القفز إلى مرتبة متقدمة في صناعة كل من أجهزة الهواتف الذكية وبرامج تشغيلها. وكان مؤتمر برشلونة مناسبة مهمة لشركة مايكروسوفت التي عرضت فيه نظامها الجديد لتشغيل الموبايل بالإضافة إلى جهاز الهاتف الذكي “وندوز فون 7”. وتعكس هذه التطورات الحمّى الحقيقية التي تعتري صناعة الموبايل وأنظمة تشغيله، وتوحي باندلاع حرب تنافسية بين “مايكروسوفت” و”إنتل” اللتين سبق لهما أن سجلتا نجاحاً مشتركاً في إدارة وتوجيه صناعة الكمبيوتر الشخصي. ويقول ريك دوارتي المحلل في مجموعة :إنفيجينيرينج جروب”: “من كان يتصوّر أن تصبح شركتا مايكروسوفت وإنتل ذات يوم في حالة تناطح؟. إن لمن الواضح أن هذه الأمور لا يمكنها أن تنطوي على المفاهيم العاطفية مثل الحبّ. وربما لا تتسع زوايا سوق الموبايل في حالها الراهنة لمنتجاتهما معاً”. وتنبع أهمية صناعة البرامج التطبيقية من التوجّه الجديد في صناعة أجهزة الموبايل ذاتها والتي تحوّلت إلى منصّات تسمح بإضافة المئات من الوظائف الجديدة التي تحتاج دائماً إلى من يكتشفها ويقوم ببرمجتها وطرحها في الأسواق. وخلافاً لما يقوله دوارتي، يرى بعض الخبراء والمحللين أن صناعة أجهزة الموبايل المتطورة سوف تنمو قريباً بالسرعة الكافية لخلق فسحة واسعة في السوق لكل من يعرف كيف يدلو بدلوه في مجال تطوير الوظائف الاتصالية. ويمكن أن يمثّل “آبل آي فون” الذي ظهر في الأسواق قبل ثلاث سنوات فحسب، الجهاز الأكثر تأثيراً في صناعة أجهزة الموبايل برمتها. ويكمن سبب ذلك في أن الجهاز قادر على تحميل أكثر من 100 ألف وظيفة وتطبيق تشتمل على ألعاب الفيديو وقراءة النشرات الإخبارية ونتائج المباريات الرياضية وشراء الخدمات الافتراضية من “مخزن آبل” أو “آبل ستور”. وتمكنت شركة جوجل من تأسيس مكتبة خدمات افتراضية مماثلة يمكن تحميلها على نظام التشغيل المتطور الذي ابتدعته وسوقته مؤخراً تحت اسم “أندرويد” وأصبح محملاً حتى الآن بأكثر من 20 ألف وظيفة بالرغم من عمره القصير. وحاولت “مايكروسوفت” ابتداع وظائف جديدة تضمن عن طريقها إحداث أثر لافت في سوق السوفتوير الخاص بأجهزة الموبايل؛ وجاء جهازها الأول “مايكروسوفت فون 7” بتقنيات ووظائف جديدة وغير مسبوقة على أمل أن تحظى باهتمام شرائح عريضة من مرتادي أسواق الاتصالات. ويفضل تشارلز جولفين المحلل في شركة “تشارلز جولفين” التحذير من المستقبل الغامض لهذا المجهود بقوله: “هذه هي الفرصة الأخيرة لشركة مايكروسوفت التي يمكنها أن تثبت من خلالها أنها عادت إلى الطريق الصحيح”. ويشير جولفين بذلك إلى التأخر الكبير الذي سجّلته مايكروسوفت في صناعة الموبايل وأنظمة تشغيله وبما جعلها تتأخر كثيراً في هذا السباق. ومن الجدير التذكير بأن “مايكروسوفت فون 7” هو اسم جهاز الهاتف الذكي الأول الذي تصنعه الشركة، كما أنه اسم نظام التشغيل الذي يعمل به. ويمكن للمرء أن يستخلص من هذه الجولة التنافسية التي تشهدها أسواق البرامج التطبيقية الحاسوبية لتشغيل أجهزة الهاتف الذكية، أن المعركة ما زالت في أولها، وأنها ستشهد تطورات مثيرة خلال الفترة القريبة المقبلة. وهذا لا يعني أبداً أن المعركة ستنتهي بمنتصر منفرد ومجموعة من المهزومين، بل ستكون متواصلة، وقد يغلب عليها طابع الكرّ والفرّ. عن صحيفة “وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©