مصدر تطلق المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل يونيو المقبل في إسبانيا

تنقل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر'' تجربة ''القمة العالمية لطاقة المستقبل'' التي أسستها إلى العالم، وذلك بالتحالف مع شركة ''تاريت الشرق الأوسط''، من خلال إطلاق ''المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل''، الذي سيقام في مدينة ''بيلباو'' الإسبانية في الفترة ما بين 9 -11 يونيو المقبل· وتتطلع ''مصدر'' من خلال إطلاق المنتدى الأوروبي إلى توسيع آفاق هذه المنصة العالمية وتوفير حلقة اتصال مباشر مع منطقة رائدة في مجال تقنيات وحلول طاقة المستقبل، بحسب ما أوضحت في مؤتمر صحفي عقد أمس· ويسعى المنتدى إلى استقطاب 5 آلاف زائر من خلال 6 جلسات رئيسية و30 ورشة عمل تحت إشراف كبار الخبراء المختصين، و100 اجتماع حواري خاص، والعديد من الفرص الفريدة للتواصل وتبادل الآراء والخبرات والاطلاع على أحدث الدارسات في مجال الطاقة المتجددة· وكانت ''مصدر''، المملوكة بالكامل لـ ''شركة مبادلة للتنمية''، قد أسست ''القمة العالمية لطاقة المستقبل'' لتكون جزءاً من رسالتها الرامية إلى تطوير منصة عالمية للتعاون في مجال تطوير حلول الطاقة المتجددة ودعم التنمية المستدامة· وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر''، إن نقل تجربة القمة العالمية لطاقة المستقبل جاء بناءً على توجيهات القيادة الرشيدة لحكومة أبوظبي، التي أكدت ضرورة نقل هذه التجربة إلى جميع أنحاء العالم· وقال ''كانت القارة الأوروبية، بسجلها الحافل في قطاع الطاقة المتجددة، أولى محطاتنا في إطار هذا التوجه''· وأضاف أن إطلاق المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل يجسد أهداف ''مصدر'' الرامية إلى إرساء منصة تعاون مفتوحة على الصعيد العالمي تتمتع بالقدرة على الوفاء بمتطلبات الطاقة المستقبلية، لافتاً إلى أن النجاح الذي حققته القمة العالمية لطاقة المستقبل بدورتيها عامي 2008 و2009 شجع القائمين عليها لنقلها إلى أوروبا والعالم من خلال إقامة هذا المنتدى الذي سيكون منصة فاعلة لتبادل الأفكار والتجارب في قطاع الطاقة المتجددة· وتمكنت القمة العالمية لطاقة المستقبل من استقطاب أكثر من 18 ألف زائر من 79 دولة· وقال ''سنشهد سنوياً إطلاق منتديات حوارية أخرى حول حلول وتقنيات الطاقة المتجددة في منطقة جديدة وفي أنحاء متعددة من العالم''· وأوضح أن الهدف من إطلاق المنتدى في أوروبا هو تعزيز مكانة أبوظبي في مجال الطاقة المتجددة، بعد أن قامت بتأسيس استثمارت عدة في هذا المجال· وأكد أن الهدف الآخر هو توصيل رسالة من أبوظبي أن المستقبل هو الطاقة المتجددة، وأن الإمارة ''رائدة في مجال الطاقة التقليدية ما مكنها من أن تكون رائدة ومركزاً قيادياً في تطوير حلول الطاقة المتجددة''، بحيث تم شراء حصص وعقد شراكات استراتيجية في هذا المجال مع شركات أوروبية وآسيوية· وقال ''أبوظبي بدأت في تصدير طاقة من نوع آخر عن طريق الخبرة والعلم والمعرفة''· وأضاف ''هناك شراكات استراتيجية أوجدناها في شركات أوروبية منها إسبانيا وفي كوريا واليابان ونسعى لفرص أخرى مع إسبانيا''· وردا على سؤال لـ ''الاتحاد'' حول سير مشروع مدينة مصدر لغاية الآن، قال إن ''العام 2009 هو عام التنفيذ بالنسبة لمدينة مصدر بحيث سيتم تنفيذ معهد مصدر في نهاية العام''· كما أكد الجابر أن الدعم الذي لمسته ''مصدر'' من الحكومات وأبرز قادة وخبراء قطاع الطاقة خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل في دورتها لهذا العام، التي استقطبت أكثر من 18 ألف مشارك من 79 دولة، كان أيضاً من أهم العوامل التي دفعت ''مصدر'' نحو الانطلاق بهذه التجربة الرائدة إلى العالمية· وعقب الجابر بالقول ''في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة، فإننا نؤمن بضرورة تفعيل الأفكار والمبادرات التي من شأنها تقديم حلولاً تنافسية وعملية ومبتكرة أكثر من أي وقت مضى· من هنا، فنحن نتطلع إلى تفعيل عمليات تطوير موارد الطاقة النظيفة التي تشكل عاملاً أساسياً في تحقيق التقدم في مجال الطاقة المتجددة· وعبر إقامة المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل، فإننا نحرص على إيجاد الفرص والشراكات في مجال الطاقة المتجددة، والتي تشكل بدورها حافزاً لتحقيق النمو والتطور الاقتصادي في المنطقة والعالم''· وأوضح أن أبوظبي تنافس دولا رائدة في مجال الطاقة المتجددة لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، مثل ألمانيا والنمسا وإسبانيا والدنمارك، مؤكدا أنها ''فرصة وتجربة فريدة لمصدر تكتسب منها المزيد من الخبرات''· وقال ''سنستمر في تنمية الطاقة المتجددة سواء حظينا بهذا الدور أم لا، وسنواصل سعينا لجعل أبوظبي بؤرة للطاقة المستدامة''· وأشار الى أن تقديم العروض سيكون في نهاية أبريل المقبل، أما التصويت فسيكون في شهر يونيو المقبل''· وفيما يتعلق بتأثير الأزمة المالية العالمية على قطاع الطاقة المتجددة، قال إن هذا القطاع هو من أقل القطاعات تأثرا، مؤكدا مضي مصدر في تنفيذ مشاريعها وعقد الشراكات· وسيشكل المنتدى المنبثق عن ''القمة العالمية لطاقة المستقبل'' فرصة مهمة لمناقشة الحلول المعنية بالتحديات الكبرى التي يواجهها العالم على صعيد الطاقة، حيث سيتم استعراض العديد من الآراء ووجهات النظر الأوروبية والعالمية حول جملة من القضايا والموضوعات ومنها ''سياسات الطاقة'' و''الاستثمارات'' و''التمويل'' و''الأبنية الخضراء'' و''النقل النظيف'' و''الطاقة الشمسية'' و''الرياح'' و''الوقود العضوي''· وسيتناول المنتدى أيضاً أهداف الاتحاد الأوروبي المعنية بتخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 20% العام ،2020 حيث سيبحث التقنيات والسياسات الواجب إتباعها لتحقيق هذه الأهداف· ومن جهته، قال ريتشارد هيز، رئيس شركة ''تاريت الشرق الأوسط'' إنه ''يأتي المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل في وقت بالغ الحساسية والأهمية بالنسبة لكل من يريد الاضطلاع بدور رائد في قطاع الطاقة المتجددة في أوروبا، خاصة وأن أهم الدروس المستقاة من الأزمة المالية العالمية تتمثل حالياً بأن التنافسية تكمن في القدرة على الابتكار''· وسيشكل ''المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل'' تجمعاً لصناديق الاستثمار الخاصة وصناديق الاستثمار في التقنيات النظيفة، والمؤسسات المالية في أسواق الاتحاد الأوروبي لهذا العام، فضلاً عن أنه يمثل منبراً مهماً لتبادل المعرفة والخبرات في قطاع الطاقة المتجددة على مستوى الاتحاد الأوروبي· ويتطلع القائمون على الحدث إلى تشجيع وتعزيز جهود تطوير حلول الطاقة المستدامة وذلك من خلال مشاركة أبرز المبدعين والأكاديميين والعلماء والمستثمرين والخبراء في مجال الطاقة المتجددة من حول العالم·