السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الكبرى تقاوم رياح التفكيك والانقسام

الشركات الكبرى تقاوم رياح التفكيك والانقسام
7 نوفمبر 2014 22:10
ترجمة: حسونة الطيب بدأت الشركات الكبيرة حول العالم في تنويع نشاطاتها وتقسيم أنفسها بسرعة قياسية، في وقت يبدو فيه الحجم من المميزات السلبية الكبيرة بالنسبة للمستثمرين المهتمين باحتدام المنافسة العالمية وبطء النمو. وكان الحجم الكبير ولفترة طويلة من الوقت، رمزاً للأفضل للشركات الأميركية وللمدراء الباحثين عن توسيع دوائر نشاطاتهم وللمستثمرين الذين يحاولون حماية أنفسهم من تقلبات السوق المفاجئة. ومع فقد الحجم بريق جاذبيته في الوقت الراهن، يطالب المستثمرون الشركات بالابتعاد عن أنماط العمل التجاري بطيئة النمو والتركيز على العمليات التي تعد بمستقبل أفضل. وتخطط هيولت باكارد، الشركة التي ساعدت في اختراع الكمبيوتر، للابتعاد عن هذا النشاط، بينما تقع بيبسي كولا، تحت ضغوط تطالب بفصل أقسام المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة، وحتى شركة جنرال اليكتريك المثالية تواجه في عمليات الاندماج والاستحواذ، انتقادات كثيرة في عدم جدوى الجمع بين بيع أجهزة الأشعة المقطعية والتشخيصية ومحطات الطاقة ومحركات الطائرات والقاطرات. وشهدت الشركات الكبيرة، عمليات اندماج وانفصال من قبل، إلا أن التوجه الأخير بدأ قوياً ومدفوعاً من قبل صناديق التحوط التي جمعت نحو 111 مليار دولار بغرض استثمارها. وبناء على هذه الخلفية، قامت الشركات في مناطق مختلفة حول العالم، ببيع أو التخلي عن نشاطات فرعية، تقدر بنحو 1,6 تريليون دولار خلال العام الحالي حتى الآن. وفي غضون ذلك، تسير بعض الشركات في الاتجاه المعاكس، مثل الصفقة التي عقدتها شركة أيه تي آند تي لشراء شركة دايركت تي في، مقابل 49 مليار دولار، رغم أن لهجة الخطاب تغيرت داخل غرفة الاجتماعات، حيث يترتب على المديرين المزيد من التركيز على محفظة الأعمال. وترى شركة تريان بارتنرس لإدارة الصناديق، أنه ينبغي على الشركات الآن الاستفادة من ميزة تكتلاتها، نظراً لعدم الفائدة من الانقسام، الحجة التي تسوغها لشركة بيبسي وشركة دوبونت للكيماويات. وتقاوم كلا الشركتين، عمليات الفصل التي تشجعها عليها تريان، رغم إعلان دو بونت عن خطة لفصل أحد الأقسام التي تشكل 20% من عائداتها. وتدعم الأرقام المعلنة توجه تريان، حيث انخفضت أسعار أسهم الشركات الكبيرة في أميركا الشمالية، مقارنة بأكثر المنافسين لها بنسبة تقدر بنحو 11,4% في الفترة بين 2000 إلى 2010. كما تفوقت أسهم الشركات التي أعلنت الانفصال على نظيراتها الأخريات بنحو 6% خلال الربع الثالث. لكن الأمور لا تسير دائما حسب ما هو متوقع. وعندما قامت شركة آي تي تي بتقسيم نفسها إلى ثلاث شركات في 2011، كانت تعقد آمالاً كبيرة خاصة على شايلم، المتخصصة في صناعة المضخات والصمامات ومعدات معالجة المياه. لكن تراجعت العائدات منذ ذلك الوقت، نتيجة لضعف النمو في أوروبا ولبطء المبيعات للمرافق العامة. ومن المتوقع أن تحقق الشركة زيادة في عائداتها التي بقيت على حالها خلال العامين 2012 و 2013، بنسبة تصل إلى 3,7% خلال العام الجاري. ومنذ انقسام الشركة التي تعمل في صناعة وسادات مكابح السيارات بجانب المضخات المستخدمة في النفط والغاز وإنتاج الكيماويات، بنسبة تجاوزت الضعف. وتجسد فيليب موريس قصص الانفصال القديمة، حيث استحوذت الشركة العاملة في مجال التبغ، على كرافت فودز بهدف تنويع نشاطها في العام 1988. لكن فصلت الشركة التي تحمل اسم ألتريا في الوقت الحالي، كرافت كلياً في 2007، لتقوم بعد سنة من ذلك بفصل عملياتها الدولية تحت اسم فيليب موريس إنترناشونال. وفي 2012، انفصلت كرافت عن موندليز للوجبات الخفيفة. وتقدر قيمة ألتريا والشركات التابعة لها في الوقت الراهن، بنحو 315 مليار دولار، بزيادة قدرها 71% عما كانت عليه في 2007 قبل فصل كرافت. ومن أكبر الشركات التي تحدت توجه الانقسام 3 أم، التي تتخذ من مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا مقراً لها والعاملة في إنتاج مواد اللصق المستخدمة في صناعة السيارات والألواح التي تدخل في آلاف الأنواع من الصناعات حول العالم والمزيلات ومواد الطلاء وغيرها. ولم يتم التطرق لقضية تقسيم الشركة، نتيجة نجاحها المستمر وتحقيقها للارباح. كما ظلت جنرال اليكتريك، أيضاً ضد توجه التقسيم، حيث تملك المقدرة على توزيع ثرواتها من عمليات البحث والتطوير، على نشاطاتها التي تعاني من ضعف النمو من خلال استغلال التطويرات التقنية لتحسين الأداء في قسم صناعة محركات الطائرات والتوربينات التي تعمل بالغاز والمقطورات. ويرى العديد من المحللين، ضرورة تخلي الشركة عن نشاط الرعاية الصحية المقدر بنحو 18 مليار دولار والنظر في عملية التقسيم. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©