الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفـرج

19 فبراير 2007 02:39
ظروف قاسية مرت على هذه العائلة، وقد يكون هناك من يواجه نفس الظروف، فعبد الله لديه بنت اسمها سارة وولد اسمه أحمد، كان يحلم دائماً بانفراج الضيق الذي هم فيه، فهو لا يعمل بعد بتر ساقيه بسبب مضاعفات السكري·· وكل ما استطاع فعله بيع العسل بجانب المنزل حتى يأتي الفرج من عند الله، ولكن سرعان ما تدهورت الأمور إلى الأسوأ حينما علم الأب أن ابنته الوحيدة قد أصيبت بداء السكري أيضاً، فاضطر ليمد يده للمحسنين ليجمع ثمن العلاج الذي تحتاجه ابنته· تدخل سارة على أبيها وهو جالس· سارة: السلام عليكم·· كيف حالك يا أبي· الأب: وعليكم السلام أهلا يا ابنتي·· هل وصلت الآن من المدرسة؟ سارة: نعم أبي·· ماذا حدث بالنسبة لإبرة الأنسولين· الأب: الحمد لله لقد اشتريت لك ثلاث إبر وفوقها إبرة للغد· سارة: ومن أين لك يا أبي بهذا المال؟! الأب: الحمد لله·· ربك سهّل الأمور ''وينظر الى الأرض''· سارة: لكنك يا أبي لم تجبني·· من أين لك بالمال·· إن بيع العسل لا يكفي ثمن إبرتين؟ الأب: أهل الخير لم يقصروا معي يا ابنتي· سارة: ''وهي مصدومة'' هل قمت بالشحاتة لأجلنا؟! الأب: الله سيفرجها يا بنيتي، لا تبكي· ''وبعدها يحضن الأب ابنته وهي تبكي قهراً وحزناً''· وعندما كانت سارة تذاكر دروسها أخذ الشيطان يذكرها بما قال لها والدها، ويوسوس لها بأن وجودها جعل والدها يمد يده وهو في هذا العمر، وكان يردد أن الحل الوحيد هو ان تتخلص من عذاب نفسها وعذاب والدها· الشيطان: ''وهو يوسوس لسارة'' سارة الا تحبين والدك؟! وتتمنين له الراحة· سارة: نعم الشيطان: إذا خلصي والدك من عذابه· سارة: أتمنى ذلك ولكن كيف؟! الشيطان: انتحري سارة: ''بخوف'' أنتحر؟! الشيطان: نعم، لأنك عندما تنتحرين ستتخلصين من الإبر، وأبيك سيرتاح ولن يمد يده مرة ثانية، ألا تريدين الراحة لوالدك، ماذا تنتظرين، هيا مدي يدك واضربي نفسك بالإبر الأربع وستموتين بسرعة، هيا كفاك عذابا، دعي والدك يرتاح لو كنت تحبيه· وتمد سارة يدها وتضرب نفسها بالإبر وتموت، ثم تقوم وترى نفسها في مكان مظلم، تمتد منه ريح حارة تحرق، ومن وسطه يخرج صوت والدتها التي ماتت منذ خمس سنوات، قائلة: عن أبي هريرة ''رضي الله عنه'' عن النبي ''صلى الله عليه وسلم'' قال ''من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً· ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا· ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا''· سارة: أمي·· لقد انتحرت لكي أريح أبي· الأم: أنت غلطانة انظري ماذا فعلت بوالدك وأخيك· وترى سارة أباها في حالة لم تكن تتمنى أن تراه فيها، فقد أصبح أخرس لا يتكلم وأصابه الشلل في نصفه الأيمن من جسده، وأخوها لم يكن بأفضل حال من أبيها، فقد أصاب الجنون عندما رأى أخته ميتة، حينها شعرت سارة بالندم والحسرة على ما فعلته بأهلها· سارة: لا·· لا·· لم أكن أقصد هذا لا، لا، أبي، أحمد، أنا··· وبعدها؛ ترفع سارة رأسها، فاكتشفت أنها تحلم فوق كتبها المدرسية، وأنها لم تنتحر، فأسرعت إلى والدها· سارة: أبي·· ''وتبكي في حضنه''· الأب: سارة·· ماذا بك يا ابنتي؟ يدخل عليهما أحمد ''مسروراً'': أبي سارة أخيراً سيفرجها الله علينا، فهيئة الهلال الأحمر ستساعدنا بإذن الله، فوالد صديقي أخبرهم عن حالنا ووعدوه خيرا، وطلبوا أن تذهب إليهم غداً يا أبي لكي يأخذوا منك المعلومات اللازمة· ينظر الأب إلى سارة: الحمد لله ألم أقل لك يا بنيتي ان الله لا ينسى عباده وسوف يفرجها· سارة: ''تمسح دموعها'' الحمد لله ''وهي تبتسم''· خديجة صالح العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©