علي معالي (دبي)
تشهد رياضة السباحة طفرة كبيرة في الفترات الحالية، ولعل الدليل على ذلك ما يحققه سباحونا في الكثير من المحافل سواء العربية أو الخليجية، وهي تبحث عن شواطئ، الآسيوية هذه الطفرة شاهد عليها مجمع حمدان بن محمد بن راشد الرياضي الذي ساهم بشكل كبير في أن يصبح هو الكنز الخاص بتجهيز وإعداد سباحينا للمشاركات التي يتواجدون بها.
في الماضي، كان التواجد في البطولات العربية والخليجية من أجل التمثيل المشرف، هذه النظرية اختلفت حالياً حيث أصبحنا في المرتبة الثانية بعد الكويت، وتقدمنا في اللعبة بشكل لافت للنظر، ومن خلال الوقائع والأرقام والإحصائيات فإن السباحة فرضت نفسها بقوة على المحفلين الخليجي والعربي.
وهناك العديد من الألعاب الخاصة بالماء بدأت تظهر في مسابحنا ورياضات قديمة اندثرت وعادت من جديد منها الغطس وكرة الماء، وبالفعل فان العمل شاق داخل الاتحاد الذي يضم أكثر من مسابقة على مدار الموسم ما بين بطولات خارجية وداخلية، ونجح اتحاد السباحة في استضافة أحداث عالمية مما ساهم في قوة وكفاءة الاتحاد الذي يتطلع إلى العالمية بعد أن فرض وجوده خليجياً وعربياً. وهناك العديد من البطولات التي يقوم الاتحاد بتنظيمها وتحتاج إلى أبطال وهو ما يبحث عنه اتحاد اللعبة بعد عودة كرة الماء وانطلاقة الغطس في بادرة تؤكد أن هناك خريطة ممتدة لهذه اللعبة الرقمية الرائعة.
من جانبه، يرى خويطر الظاهري الأمين العام المساعد للاتحاد المشرف على المنتخب والبطل السابق أن ضعف مستويات بعض أنديتنا له تأثيره السلبي على المنتخب مع عدم الاهتمام بلعبة السباحة، وعلى الرغم من اهتمام الدولة لكن الأندية لا تهتم بالشكل الكافي.
وقال: «نمتلك مجموعة جيدة من السباحين سيكون لهم مستقبل كبير، والاختلاف كبير بين زماني والزمان الحالي أن الثقافة حاليا زادت والقائمين على السباحة حاليا هم أنفسهم الذين كانوا سباحين سابقين».
وأضاف: «لابد من البحث عن المواهب مع نشر اللعبة لتأكيد التطور والبحث عن المواهب أمر مهم للغاية لإيجاد مخزون من لاعبينا في البطولات الخارجية».
وتابع: البطولات التي نقوم بتنظيمها هي تجارب متنوعة وخبرات متراكمة تساهم على المدى البعيد في تكوين شخصيات قوية لسباحينا».
وتابع: «لابد أن يحافظ السباح على نفسه، ولا ننتظر الكثير من المدربين المواطنين لأسباب مختلفة، لأن هناك عدم تفرغ لهم كما لهم حساباتهم الخاصة، ودواك العمل الكامل بعيداً عن السباحة يؤثر بشكل كبير على عطاء المدربين».
من جانبه، أكد محمد الغافري سباح منتخبنا الوطني أن صغار السباحين يتألقون بشكل جيد وظهروا بمستويات مميزة في الفترات الماضية، وهو ما يؤكد أن مستقبل اللعبة سيكون أفضل، مشيراً إلى أن التطور ليس بالعالي، لكن هناك تفاوتا في هذا التطور، وما نتابعه الآن تطور بطيء في اللعبة سببه أن الاهتمام يبدأ من الكبر وليس الصغر، وعندما يصل السباح إلى 16 سنة من المفترض أن يكون بطلاً».
وقال: «اللاعب عندما يصل إلى 16، و17 سنة في مرحلة الثانوية يدخل مرحلة التوهان، ولا يوجد ما يشجع على ممارسة السباحة لدى صغارنا، وهم يسبحون فقط دون أن نحدد لهم المستقبل العلمي والتعليمي الذي من المفترض أن يسيروا عليه، وفي بعض الأحيان يمكن القول بأننا نسبح بدون هدف في ظل عدم وضوح الخطة».
وتابع: «المدربون يتواجدون والسباحون أيضاً لكن تختفي الخطة الخاصة باللعبة لسنتين أو 3، وهذه الخطة مسؤولية تحاد اللعبة ثم الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وحتى عندما تتواجد الخطة لا تكون مستقبلية».
وأضاف: «نحتاج إلى 3 ملايين درهم لكي يكون هناك بطل قريب من أبطال العالم وهو رقم يستحيل أن يتم توفيره، حيث إن الميزانية الحالية غير كافية تماما».
أوضح «لدينا الخامات الجيدة من السباحين منهم علي أحمد السعدي ويعقوب السعدي وننتظر منهم الكثير، ولكن علينا تطبيق النظام العلمي، وأرى أن المرحلة التعليمية في صفوف الثانوية صعبة على اللاعبين لأنهم عندها لا يستطيعون التركيز بشكل جيد وتتفرق جهودهم بين المدرسة والسباحة».
وقال: «حققت الجانب المعنوي مع السباحة، لكن المادي ليس بالقدر الكافي، وهو ما يجعل الكثير من صغار اللعبة يفكرون في كيفية تصحيح المسار».
وأضاف: «نحن المنتخب الخليجي الوحيد الذي ينافس الكويت، وعلينا السير بخطوات أكثر ثقة لتطوير اللعبة وتحقيق ما نريده منها خلال الفترة المقبلة، مطالباً الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بإيجاد حل لمشكلة التفرغ لأنها أصبحت كابوساً مزعجاً للعبة».
وأوضح «مستوى اللعبة يتطور، لكن ليس بالشكل المطلوب، وهناك أسباب كثيرة ومتعددة لعدم حدوث الطفرة الكبيرة من أبرزها غياب الحافز لدى السباحين مقارنة بلاعب كرة القدم وهو ما يجعل السباحين الصغار يهربون من اللعبة».
عدد اليوم
