الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأندية تتحمل مسؤولية تدهور اللعبة

الأندية تتحمل مسؤولية تدهور اللعبة
18 أكتوبر 2015 23:16
عبد الله القواسمة (أبوظبي) بداية حمل حسن العطاس أسباب انحسار لعبة كرة الطائرة في الدولة إلى الأندية رافضاً وضع اتحاد اللعبة في قفص الاتهام، قائلاً: «من المتعارف عليه أن الأندية هي عماد أي لعبة رياضية فإذا كانت الأندية ترعى النشاط الرياضي على الشكل الأمثل فإن هذا الأمر من شأنه أن ينعكس على الحضور التنافسي للمنتخب الوطني، والملاحظ هنا أن لعبة الكرة الطائرة في الأندية أشبه بديكور يزين أروقتها، فهي ترعى اللعبة لغاية واحدة تتمثل في رفع العتب عنها أمام المسؤولين، أما دون ذلك فهي لا تحظى بأي اهتمام يذكر وبالأخص على صعيد الفئات العمرية التي تعتبر حجر الأساس الذي تقوم عليه أي منظومة رياضية متطورة». وأضاف: «عند تناول أسباب تراجع لعبة كرة الطائرة مع الكثيرين تبرز العديد من الآراء أو المبررات المضللة التي لا تصيب كبد الحقيقة، فعلى سبيل المثال البعض يقول إن الدولة تفتقر إلى الخامات، وهذه مقولة خاطئة، ففي العرف الرياضي لا يوجد أي دولة على وجه الأرض خالية من الخامات، لكن بإمكاننا القول إنها تخلو من الكشافين الذين يحملون هم هذه اللعبة على كاهلهم عبر السعي الجاد لاكتشاف المواهب المناسبة، وأنا هنا أتحدى إن كان هناك كشافون معتمدون من قبل الأندية يقومون بمراقبة النشاط الرياضي في المدارس على سبيل المثال كونها المكان الأنسب لاستقدام اللاعبين، في حين أن ما يردده البعض حول عدم رغبة الأجيال الصاعدة في ممارسة الكرة الطائرة مقارنة مع لعبة كرة القدم التي يتحصل خلالها اللاعبون على مدخولات عالية هي مقولة هدفها تبرير تقصيرهم وإهمالهم». وأردف: «أضف إلى قائمة الأسباب الرئيسية لتراجع اللعبة، مدربو الفئات العمرية إذ يمكننا القول إن نسبة كبيرة منهم قضت ما يقرب من 15 عاماً في هذا القطاع، في حين نتائج عملهم لم ترق إلى مستوى التطلعات ومن هنا يجب إعادة النظر في الكوادر التدريبية المشرفة على الفئات العمرية إذا ما أردنا أن نلمس تطوراً حقيقياً. وطالب العطاس بفرض رقابة صارمة على لعبة الكرة الطائرة والألعاب الرياضية الأخرى داخل الأندية من قبل المجالس الرياضية، وربط الدعم الذي تتحصل عليه بالحضور الفني للفرق، لأن هذا الأمر من شأنه أن يحفز النادي لتحقيق الإنجازات، أما دون ذلك فإنه سيبقى في الصفوف الخلفية، سواء على صعيد النتائج أو الدعم المادي، وهو الأمر الذي لا يتمناه أي ناد على الإطلاق. وأرجع نهضة الكرة الطائرة في نادي بني ياس في الأعوام الماضية، إلى العديد من العوامل، يتقدمها الوعي الكبير الذي يضطلع به مجلس إدارة شركة الألعاب الرياضية والذي يتمتع بالاحترافية في العمل الرياضي، والتعاطي مع متطلبات اللعبة والألعاب الرياضية الأخرى بحرص شديد، مشيراً إلى أن الشركة تركز جهودها على تعزيز الموارد المالية وتسخيرها بطريقة صحيحة، حيث ساهمت هذه السياسة الحكيمة في الارتقاء بالنشاط الرياضي داخل النادي وبشكل كبير. وواصل: «لا بد عند الحديث عن إنجازات الكرة الطائرة من الإشارة إلى الدور الكبير لسهيل العامري رئيس الشركة، الذي يصل الليل بالنهار في سبيل الوقوف على متطلبات الفرق الرياضية المختلفة، وبصراحة فإن الطفرة الكبيرة لبني ياس في الآونة الأخيرة تعود إلى السياسة الحكيمة التي ينتهجها مجلس إدارة الشركة تحت قيادته، والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة إلى جانب وجود الحوافز المالية والمعنوية التي تفرض على اللاعبين القيام بالواجبات بطريقة صحيحة، ونحن كلاعبين نشعر بالخجل في حال خسارة مباراة، إذ لا نستطيع أمام الخدمات الكبيرة التي تقدم لنا والمعاملة الطبية التي نحظى بها إلا أن نقدم كل ما في جعبتنا لتحقيق الإنجازات، فليس أمامنا أية أعذار تحول دون تحقيق الأهداف التي تنشدها الشركة». وأكد العطاس أن نهضة الطائرة في بني ياس خلال العامين الماضيين جاءت بعد 10 سنوات عجاف، كان فيها النادي يعاني من عدم وجود قاعدة للفئات العمرية، إذ كان الاعتماد بالدرجة الأولى على اللاعبين من خارج النادي، والشركة نجحت خلال عامين في بناء قاعدة قوية من الفئات العمرية واستقدام العديد من الخامات التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل، وقال: «أدعو الجميع إلى دراسة تجربة نادي بني ياس الناجحة على صعيد اللعبة أعتقد أن بإمكان الكثيرين نسخها والتعلم منها، فنحن لسنا بحاجة إلى عقود للوصول إلى المستوى الذي يكفل للمنتخب الوطني المنافسة على الصعيد الخارجي وهو الذي لن يعود إلى المقارعة إلا إذا كانت الأندية تقوم بدورها على الشكل الأمثل». وعن توقعاته لمسيرة بني ياس في موسم الكرة الطائرة الحالي ومدى قدرته على الاحتفاظ بلقب الدوري، لم ينكر العطاس أن المنافسة ستكون على أشدها عند النظر إلى الأسماء التي نجحت الأندية في استقطابها، مشيراً إلى أن السماوي فقد عنصراً مهماً الموسم الحالي يتمثل في عبدالله سيف الذي يلعب في مركز 4، بعدما عاد الأخير إلى صفوف نادي العين مطلع الموسم الحالي، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يعني ابتعاد الفريق عن سدة البطولات، إذ سيبقى بني ياس على مقربة من منصات التتويج لكن طبيعة الصراع على اللقب ستكون في الموسم الحالي أكبر من ذي قبل وستنحصر في أربعة فرق هي إلى جانب بني ياس، العين والجزيرة والشباب. وأبدى العطاس تشاؤمه بقدرة المنتخب الوطني على تحقيق قفزة فنية مستقبلاً قائلاً: «التشكيلة التي يضمها المنتخب حالياً تفتقر إلى الكثير من اللاعبين الذين تنقصهم الخبرة فالاعتماد على اللاعبين الصغار في السن، هذا الأمر من شأنه أن يقوض من الحضور التنافسي للمنتخب، فليس من المعقول، على حد وصفه، أن تتم الإطاحة بالعناصر المخضرمة تحت شعار الإحلال والتجديد والذي من المتعارف عليه أنه يتم بشكل تدريجي وليس بشكل مباشر، لكن الأندية تزخر بالأسماء القادرة على التواجد في تشكيلة المنتخب الحالي لكنها مغيبة دون وجود أية أعذار منطقية». وأضاف: «كرة الطائرة الإماراتية تمر بأسوأ مراحلها، المتابع لمسيرة المنتخبات الخليجية على وجه التحديد يلحظ أن معظمها حققت قفزات نوعية في الأعوام الأخيرة فالمنتخبان العماني والقطري على سبيل المثال لا الحصر، كانا يقبعان في مراكز متأخرة بالاستحقاقات الخارجية فيما مضى، على عكس المنتخب الوطني الذي كان يتفوق عليهما، لكن الوضع تغير الآن، فاللعبة في هذين البلدين خطت خطوات كبيرة مؤخراً مضيفاً: «يكفي أن تراقب أطوال اللاعبين العمانيين والقطريين لتلحظ الفارق الكبير على هذا الصعيد إلى جانب النواحي الفنية الكبيرة التي تفصلهم عن اللاعبين الإماراتيين». محطة تاريخية أبوظبي (الاتحاد) في ذاكرة حسن العطاس العديد من المواقف الجميلة التي لا تنسى أبرزها أول لقب رسمي حصل عليه بني ياس وهو لقب بطولة السوبر قبل 10 أعوام، البطولة التي شهدت مشاركة 4 فرق، حيث نجح السماوي بعد خوض 6 مباريات في صعود منصة التتويج، رغم أن الترشيحات كانت قد وضعته بعيداً عن اللقب، مشيراً إلى اللاعبين الذين خاضوا هذا الاستحقاق كانت تنقصهم الخبرة، لكنهم نجحوا وبعد إصرار كبير في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي. رفض العواجيز أبوظبي (الاتحاد) انتقد العطاس وصف «العواجيز» الذي أطلق على لاعبي كرة الطائرة الكبار في السن، إذ يرى فيه إجحافاً بحق هؤلاء اللاعبين، «فالعجوز» وصف يطلق على الشخص الذي يعاني العجز وعدم القدرة، في حين أن العطاء في النشاط الرياضي ليس مرتبطاً بالسن، مضيفاً:«الأقدر هو الذي يظل في الملعب وبالنسبة لي أتمنى أن تنجح الأندية بشكل عام في رفد فرقها باللاعبين القادرين على إزاحة «العواجيز» عن الواجهة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©