الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العالم يواجه تحديات وصول إمدادات الكهرباء للجميع

العالم يواجه تحديات وصول إمدادات الكهرباء للجميع
11 مارس 2016 22:09
ترجمة: حسونة الطيب يفتقر نحو 1,1 مليار نسمة حول العالم لإمدادات الكهرباء، ما يجعل أنماط حياتهم شبيهة بالعصور الوسطى، مستعينين في الظلام بضوء القمر والشموع ونار الطبخ. ويقع معظم هذا العدد في مناطق آسيا الريفية والدول الأفريقية جنوب الصحراء. ووفقاً للأمم المتحدة، حصل نحو 220 مليون شخص على خدمات الكهرباء في الفترة بين 2010 و2012، يعيش معظمهم في الريف، خاصة في الهند. وفي أفريقيا جنوب الصحراء باستثناء جنوب أفريقيا، التي تستهلك كهرباء أقل من ولاية نيويورك، لم تواكب إمدادات الكهرباء الجديدة الزيادة في النمو السكاني. وفي حين يفتقد 600 مليون نسمة من ساكنيها لهذه الخدمة، يعني ذلك ضرورة زيادة العدد بحلول 2030. وفي غضون ذلك، هناك الكثير من الجهود المبذولة لتوفير الكهرباء لكل فرد حول العالم. وكما هي الحال في مساهمة الهواتف النقالة في التخلي عن الهاتف الثابت وعن الخدمات المصرفية في البنوك، يسعى العديد من رواد الأعمال لتوفير طاقة نظيفة ورخيصة ومتاحة بنظم محلية تسهل عمليات الحساب والدفع من خلال الهواتف المحمولة. ويأمل هؤلاء في تغذية الشبكات العامة بالطاقة الشمسية بدلاً من الوقود الأحفوري وربطها ببطاريات لتخزينها لاستخدامها بعد مغيب الشمس. وربما تناسب هذه العروض العملاء الأفراد في المناطق الريفية، الذين بينما تقل احتياجاتهم للطاقة، تزيد تكلفة ربطهم بالشبكة. لكن تقدم أنماطهم التجارية المتطورة، وطرق الدفع والتسويق المبتكرة، دروساً للمؤسسات العاملة في الشبكات، والتي تبحث عن توفير الكهرباء للشركات والمساكن في المدن. وغالباً ما تعوز الحكومات في البلدان الفقيرة الأموال التي تكفي لتوسعة شبكاتها، حيث يعود ذلك نسبياً لتهرب المستخدمين من تسديد فواتير الكهرباء. وفي حين من السهل قطع الخدمة عن مستخدمي الهواتف النقالة عند عدم الدفع، يصعب ذلك في مجال الكهرباء التي تسهل سرقتها أيضاً. ويخلق ذلك، حلقة مفرغة تخسر فيها مرافق الخدمات الكثير من المال، ما يدفعها لخفض الأموال المخصصة لتحسين وزيادة سعة الإمدادات، وبالتالي إضعاف رغبة الناس لتسديد ما عليهم من حسابات. وتكمن المشكلة الحقيقية، في معاملة الناس للكهرباء كحق من حقوقهم وليس كسلعة مثل بقية السلع التي ينبغي الدفع مقابل الحصول عليها. وتجري الكثير من الجهود حول العالم لإحداث التغيير المنشود، من خلال استخدام التقنيات والمحاولات التي تحارب العادات الاجتماعية السيئة. وفي بعض أطراف مدينة نيودلهي، اتجه أحد المرافق لتشجيع النساء لإقناع جيرانهم بتسديد فواتيرهم للحصول على خدمات أفضل للجميع. ويبحث مشروع يموله المركز الدولي للنمو، الشبكة العالمية لبحوث الشبكات في لندن، عن الطرق التي تشجع الناس على الدفع في بيهار، الولاية التي لا يحصل فيها 64 مليوناً من سكانها على خدمات الكهرباء، النسبة الأكبر في الهند قاطبة. ومن ضمن الخطط المقترحة لمحاربة التهرب والسرقة، استخدام العدادات مدفوعة القيمة، أو تلك التي تعمل بالعملات المعدنية بالنسبة للأسر محدودة الدخل في الدول المتقدمة، مع إمكانية استخدام الهاتف المحمول بدلاً من السيولة النقدية. وفي أوغندا التي يتصل 15% فقط من أفراد شعبها بالشبكة القومية، يستخدم نصف عملاء شركة يوميم المشغلة للشبكة، والبالغ عددهم 800 ألفاً، عدادات مدفوعة القيمة. وتسعى الشركة لزيادة عدد عملائها لثلاثة أضعاف عند ارتفاع عائداتها ولاستيعاب السعة الجديدة المتوقع إضافتها في أوغندا. ومن المنتظر، أن تذهب معظم الكهرباء المولدة لقطاعي التجارة والزراعة، ومن ثم توفير المزيد من فرص العمل، وبذلك يرتفع عدد المستهلكين وحجم استهلاك الكهرباء في البلاد. ووعدت الحكومة الأوغندية، بتوفير خدمات الكهرباء لأفراد شعبها كافة، بدءاً بالمناطق التي من المتوقع أن تشهد زيادة في معدل التوظيف. وأطلقت فيتنام، خطة الإمداد الكهربائي إبان الفترة التي تلت الحرب، في مناطق زراعة الأرز، لتتحول إلى واحدة من أكبر مصدري السلعة في قارة آسيا. وفي حين كانت خدمة الكهرباء أقل من 50% في ثمانينيات القرن الماضي، تكاد اليوم أن تكون في جميع أنحاء البلاد. وفضلت كل من تايلاند وكوستاريكا، اللتين سارعتا بتوفير الكهرباء في المناطق الريفية، إعطاء الأولوية لتلك التي تبشر بنمو تجاري أكبر. وربما يبدو مثل هذا الانتشار السريع للإمدادات الكهربائية، والذي عادة ما يستعين بالوقود الأحفوري، الوسيلة الأقل تكلفة لتوفير الكهرباء لكل فرد. كما يساعد الاستغناء عن استخدام وقود الفحم والأخشاب، في تنقية الهواء وتقليل مخاطر تلوث المناخ. وبذلك، يفضل المانحون، تقديم الأموال للمشاريع الخضراء والمربحة أيضاً. ويساور البعض قلق، أن تثقل مثل هذه التوجهات كاهل الدول الفقيرة، بكهرباء غالية وغير مستقرة. وعلى سبيل المثال، يوفر مشروع للطاقة الشمسية في رواندا بتكلفة 24 مليون دولار، كهرباء بسعر 24 سنتاً للكيلو واط في الساعة، بينما يؤكد خبراء القطاع إمكانية توفير كهرباء بالوقود الاحفوري بنصف هذه التكلفة. وتزخر أفريقيا، بالعديد من مصادر الطاقة المختلفة مثل، الجوفية الحرارية في شرق أفريقيا، والمائية في أثيوبيا ووسط أفريقيا، والغاز الطبيعي في عدد من الدول، بما فيها موزمبيق وتنزانيا. وتُعد شبكات نقل الكهرباء الإقليمية ضمن حل المشكلة، نظراً لإمكانية مشاركة الكهرباء، ما يزيد الاعتماد على الطاقة المتجددة. وفي حين انخفضت أسعار كهرباء الطاقة الشمسية والرياح، لمستويات قريبة من أسعار الطاقة التقليدية في جنوب أفريقيا، من المتوقع انخفاض تقنيات الطاقة الخضراء بسرعة في زامبيا والسنغال. ولتوفير الإمدادات الكهربائية لعدد 1,1 مليار نسمة، تم تقسيم المهام بين مرافق الكهرباء التقليدية والمؤسسات الصغيرة، لتركز الأولى على المدن والأعمال التجارية، بينما ينحصر نشاط الثانية، خارج الشبكة لتوفير الخدمة للأسر الفقيرة في المناطق الريفية. نقلاً عن: ذا إيكونوميست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©