باريس (رويترز)
غطت طبقة من الثلوج العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول بـ«ثوب أبيض»، وأضفت عليها مزيداً من الجمال، لكن الطقس الشتوي تزامن مع مخاوف وإجراءات طارئة لحماية المشردين في المدينة.
ولا توجد أرقام رسمية عن عدد الذين ينامون في العراء بشوارع باريس كل ليلة، لكن المدينة تعتزم إجراء تعداد في 15 فبراير الجاري. ويعتاد أهل باريس رؤية أفراد يتجمعون في مداخل مبان وينامون في ملاجئ مؤقتة على جانب الطريق.
ومع التوقعات بأن تنخفض درجات الحرارة ليلاً إلى سبع درجات مئوية تحت الصفر خلال الأسبوع الجاري، أطلقت سلطات المدينة إجراءات للتعامل مع الطقس البارد، والتي تشمل فتح أماكن في المباني البلدية وتكثيف الدوريات. وفي مأوى «رومان رولاند» للمشردين على الأطراف الجنوبية للعاصمة لا يوجد مزيد من الأسرّة المتاحة.
ويتسع المركز، الذي تديره منظمة «سامو سوسيال دي باريس»، لاستضافة 99 شخصاً، وتخصص نصف الأماكن للحالات الطارئة التي تقبل كل مساء عن طريق خط هاتفي ساخن، والنصف الآخر مخصص للمقيمين شبه الدائمين.
ويعيش «باتريك» البالغ من العمر 72 عاماً في المركز منذ ما يزيد قليلاً على عام، بعدما خسر عند تقاعده شقته التي حصل عليها بسبب عمله حارس عقار.
وعاش الرجل المسن ثلاثة أشهر في الشتاء الماضي في سيارة صديق له قبل أن يحصل على مكان في المأوى، وقال: «إنه لا يزال يتذكر تحايله للبقاء في المقاهي للحصول على الدفء».
ويتعين على الأشخاص الذين يحصلون على أحد أماكن الطوارئ مغادرة الملجأ بحلول الساعة الحادية عشرة صباحاً في اليوم التالي، ومنهم «برهام جيور» وهو مواطن إيراني تقدم بطلب للجوء في فرنسا ولا يزال في انتظار الرد.
وقال: «إنه غير قادر على كسب المال»، مضيفاً «إنه يقوم بإعطاء دروس الرياضيات والفيزياء مجاناً ويقضي وقته في المكتبات في محاولة لتحسين لغته الفرنسية».
وتقول السلطات البلدية في المدينة إنها فتحت ما يصل إلى 1500 مكان أثناء الليل منذ ديسمبر الماضي، وأضافت المزيد من الأسرة في مباني المجالس المحلية وقاعات الرياضة منذ يوم الاثنين عندما انخفضت درجات الحرارة. وأفاد مدير المأوى «بيير جوبيرت»: بأنه «يقدر الجهود التي تبذلها السلطات ولكن هذه الحلول المؤقتة ليست هي الحل على المدى الطويل»، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس، يموتون في الشوارع من دون أن يلاحظ ذلك أحد في فصل الصيف أيضاً.
عدد اليوم
