الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتاب وشعراء توغلوا في قراءة الأدب الروسي

كتاب وشعراء توغلوا في قراءة الأدب الروسي
7 نوفمبر 2014 00:27
محمد عبدالسميع (الشارقة) في إطار أنشطة صالون الأدب الروسي المقام على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة 33، أقيمت ندوة «تجارب شخصية في قراءة الأدب الروسي». شارك فيها الدكتور حسن مدن، الكاتب مروان البلوشي، الشاعر حسن النجار. في البداية تحدث مروان البلوشي عن أهمية وهدف صالون الأدب الروسي، قائلاً: مجموعة من مثقفي الإمارات عشاق الرواية والقصص القصيرة، اتفقت على التجمع لقراءة عيون الأدب الروسي العظيم ،لأنه من أرقى الآداب الإنسانية، ورواده لم يؤثروا في المجتمع والأدب الروسيين فحسب، بل اتسع تأثيرهم عالمياً أيضاً، كما انسحب تأثير هذا الأدب الكلاسيكي في الكتاب المعاصرين. يهدف الصالون إلى التعرف إلى أساتذة الأدب الروسي والتتلمذ على أيديهم، إلى جانب رفع مستوى القراءة في الإمارات إلى مستوى أكثر جدية، وجعل الصالون بوصلة للقراءة في المشهد الثقافي الإماراتي. نحن نعيش في الإمارات ثورة روائية. وتناول الدكتور حسن مدن في مداخلته ورقة بعنوان «الطريق إلى تشيخوف»، قال فيها: تشيخوف صديق الكتابة والقراءة ورفيق الروح، مازالت أحرص على أن أضع مجلدات أعماله من قصص ومسرحيات في مكان قريب من اليد والعين. فلدى تشيخوف المقدرة التي لا يبزه فيها أحد على أن يلج إلى أعماق الأعماق في النفس الإنسانية بمنتهى البساطة، بمنتهى السلاسة دون تكلف أو افتعال أو مبالغة. تشيخوف لديه مقدرة فائقة على وصف العادي، الرتيب، الممل، على وصف الحياة من دون خوارق ومن دون معجزات، قادر على أن يجعل من هذا العادي أدباً جميلاً. وأشار مدن إلى أن اهتمام العالم كله بتشيخوف يزداد وتصدر أعماله في ترجمات بلغات عدة. حيث صدر العديد من الكتب المرتبطة باسم تشيخوف من بينها كتاب «تشيخوف غير المكتشف»، و«الحكايات اللازمة عن تشيخوف». وبعد استعراض آثاره ومسيرته الإبداعية اختتم مدن، قائلاً: تشيخوف سر تألقه ذهب عميقاً في النفس الإنسانية في قلق الإنسان.. تشيخوف عزيز علينا لأن المعضلات الأخلاقية والاجتماعية التي أثارها في إبداعه لم تفقد أهميتها، فهو يعلمنا الدور المشؤوم الذي يلعبه في حياة المجتمع الإنساني الجشع وضيق الفكر والروح التملكية الوضيعة وشهوة التكديس والشبع الرخيص والابتذال. إنه يذكرنا دائماً بالقضايا الأساسية للوجود الإنساني. وقدم مروان البلوشي مداخلة بعنوان «شهادة عن فيودور دوستويفسكي»: أشار فيها إلى الأثر البالغ الذي يتركه أدب دوستويفسكي في نفس القارئ وعقله. وأنه واحد من أكبر الكتاب الروس ومن أفضل الكتاب العالميين، وأعماله كان لها أثر عميق ودائم على أدب القرن العشرين. تحوي رواياته فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في ذلك الوقت. والعديد من أعماله المعروفة تعد مصدر إلهام للفكر والأدب المعاصر. وأشار البلوشي إلى أنه قرأ لدوستويفسكي في سن مبكرة جداً، وأن لنصوصه تشابها في مجتمعنا العربي. وأن رواية الإخوة كارامازوف هي رواية اجتماعية متقنة نلقي الضوء على مجتمع في مرحلة التحول من مجتمع زراعي إلى مجتمع نمطي استهلاكي. عالجت كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر. وأشار البلوشي إلى أن دوستويفسكي كاتب لديه القدرة على نقل فكره ورؤاه عبر العصور، ويقدم لنا درسا هاما هو الاهتمام كثيراً بالعمق الفلسفي والفكري والنفسي في رواياته. فالعمق مهم لأنه هو الذي يخلد الكاتب ويحقق ما يريده قراءه. وتناول الشاعر حسن النجار المسيرة الإبداعية لبعض الشعراء الروس. فتحدث عن «بوشكين» قائلاً: لقب بأمير الشعراء ويعد من أعظم الشعراء الروس في القرن التاسع عشر. من مؤلفاته الروائية «ابنة الضابط» يقول عنه جوجول: «إن بوشكين ظاهرة خارقة، ولربما كان الظاهرة الفريدة لهذه الروح الروسية، إن بوشكين هو الإنسان الروسي في تطوره الذي يمكن أن يكون عليه، ربما بعد قرنين من الزمن». يقول بوشكين في قصيدة «زهرة»: أرى زهرةً جافة دونما أرجٍ/ منسية في كتاب/ وها أنا وقد أترعتُ نفسي/ بحلمٍ غريب/ أين تُرى تفتحتْ؟ متى؟ في أي ربيع؟ وتحدث النجار عن الشاعر الروسي «ليرمونتوف»، قائلاً: هو صاحب رواية «بطل من هذا الزمان». مات عن عمر يناهز 27 عاماً. بعد مبارزة مع رفيقه بالسلاح، تنبأ بموته المبكر في قصيدته «لستُ بايرون»، يقول فيها: ابتدأت مبكراً، وسأنتهي مبكراً/ لكن إنجازي سيكون ضئيلاً/ والأحلام المحطمة سترقد في أعماق روحي/ كما الشموس الغارقة في البحر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©