الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نبيل المالح: المؤثرات الصوتية وتقنيات الغرافيك تسد فراغات الرواية

نبيل المالح: المؤثرات الصوتية وتقنيات الغرافيك تسد فراغات الرواية
6 نوفمبر 2014 23:25
إبراهيم الملا (الشارقة) استضاف جناح مؤسسة بحر الثقافة بمعرض الشارقة الدولي الثالث والثلاثين للكتاب، مساء أمس الأول، وضمن البرامج الثقافية للمعرض، المخرج السينمائي السوري نبيل المالح في جلسة حوارية مفتوحة مع الجمهور، تناولت العلاقة الجدلية بين فن الرواية عموماً والرواية العربية خصوصاً، وبين فن السينما بإمكاناتها البصرية متعددة الأنساق والتعابير والرؤى. قدم للجلسة كل من الباحثة والإعلامية الدكتورة حصة لوتاه، وعبدالله الشاعر المدير التنفيذي لدار كتاب الإماراتية، وأشارت المقدمة التعريفية إلى أن ضيف الجلسة نبيل المالح ليس مجرد مخرج سينمائي، وإنْ غلبت عليه هذه الصفة، ولكنه أديب ورسام وكاتب سيناريو في حقلي السينما الروائية والدراما التلفزيونية، كما أخرج وأعد مجموعة مهمة من الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة، ومن الأفلام الروائية الراكزة والطليعية التي قدمها للمشهد السينمائي العربي: «الفهد» و«الكومبارس» و«المخاض» و«بقايا صور» وغيرها من الأعمال اللافتة التي استلهمت بنيتها السردية من نتاجات شهيرة لروائيين سوريين معروفين مثل حيدر حيدر الذي استلهم من روايته فيلم «الفهد» وحنا مينا الذي نقل روايته «بقايا صور» إلى أرشيف السينما العربية الحافل بالتناغم الذهني والتخيلي بين الأدب الروائي، وبين الصورة السينمائية. تحدث المالح بداية عن طبيعة فهمه للسينما باعتبارها عالماً مفتوحاً على الأفكار والاقتراحات الفنية التي لا يمكن توليفها والتعبير عنها في أي حقل فني أو أدبي آخر، مشيراً إلى أن روائيين مشهورين مثل نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ومحمود عبدالحليم ويوسف السباعي وغيرهم، قدموا للسينما العربية حكايات جيدة، تم استثمارها فنياً وجماهيرياً وتجارياً من قبل المخرجين والمنتجين، ولكن الأفلام الخارجة من معطف هذه الروايات ـ كما أوضح المالح ـ لا يمكن أن تلبي المطالب والشروط ذاتها، والحساسية الإبداعية المتوافرة في الرواية ذاتها، ذلك أن السينما لها مجالها التعبيري المختلف الذي يمكن أن يختصر صفحات مطولة من الرواية في مشهد مكثف لا يتعدى الدقيقة الواحدة على سبيل المثال. وأكد المالح أن المؤثرات الصوتية وتقنيات الغرافيك الحديثة في الفيلم، استطاعت أن تسد فراغات إيحائية وتجسيدية كثيرة في الرواية، وأعطى مثالاً على الموسيقى المصاحبة للمشهد، حيث يمكن لهذه الموسيقى أن تنقل القيمة التعبيرية للمتفرج، بشكل لا يمكن للرواية أن تنقله إلى القارئ، والأمر ذاته ينطبق على المؤثرات البصرية المعززة لأداء الشخصيات وللإيقاع السردي وفضاء الحكاية بشكل عام. ونوه المالح بأن ثلاثية (المكان والزمان والحالة) في التكوين المشهدي السينمائي، تقدم للمخرج حلولاً كثيرة للتعبير عن طبيعة الشخصيات المحورية في الفيلم، سواء من ناحية تعاطف الجمهور معها أو اعتبارها شخصيات شريرة مقابل الأبطال المحببين من هذا الجمهور. ومن المزايا الأخرى التي يتمتع بها الشريط السينمائي مقارنة بصفحات الرواية، حسب المالح، هو التشكيل البصري وتوزيع الأبعاد ومستويات الصورة واللقطات المقربة والأخرى البانورامية الواسعة، وكذلك الجمع بين البؤرة الواضحة للصورة وزواياها المضببة، وكل هذا التشكيل المتنوع داخل الإطار الواحد للصورة السينمائية لا يمكن تحقيقه في المادة الروائية المقروءة، مضيفاً أن السينما تعتمد وبشكل كبير على نقل الحالة الدرامية، وليس على نقل الحكاية كما هو التكنيك السردي الشائع في الرواية. وقال المالح إن الأدب العظيم يمكن أن يصنع فيلماً عظيماً، ولكن هذا الربط الافتراضي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وعي ثقافي متفرد واستثنائي لدى المخرج، وكذلك من خلال أدوات سينمائية قادرة على ترجمة روح الرواية ونقل تفاصيلها الواقعية وحتى التأويلية أو الرمزية إلى الشاشة، كما يمكن للمخرج أن يستثمر فصلاً معيناً في الرواية ليصنع منه فيلماً رائعاً، فالأصل هنا ــ كما أشار ــ يعتمد على اختيارات المخرج وعلى مرجعيته الثقافة ومهاراته التقنية قبل وأثناء وبعد التصوير للوصول إلى صيغة مثالية ومعبرة بصدق عن الحكاية الأصلية ومساراتها الجانبية المشاركة في تطوير الحكاية وضخها بالتفاصيل الجمالية المطلوبة. وفي نهاية الجلسة، أشار المالح إلى أنه كان يتمنى نقل رواية ماركيز الشهيرة «قصة موت معلن» إلى السينما العربية، وعمل بشكل جدي على هذا المشروع، ولكنه اصطدم بعوائق إنتاجية وتمويلية كثيرة حولت هذا المشروع إلى مجرد حلم جميل تبخّر في هباء المشاريع السينمائية الكثيرة التي لم يستطع تحقيقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©