الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علم أذربيجان يرتفع قريباً في ناجورنو كاراباخ

18 فبراير 2007 01:58
باكو- خاص: أعرب نائب وزير خارجية آذربيجان ''خلف عمر خلفوف'' - من مكتبه في وزارة الخارجية في العاصمة الآذرية باكو-، أنّ بلاده سوف تشهد في الفترة القادمة تطوّراً ملموساً في العلاقات مع الدول العربية، مشيراً إلى جولة الرئيس الآذري ''إلهام علييف'' إلى عدد من الدول العربية في خلال هذا الجاري ولاسيما مصر، حيث سيتم بحث زيادة سبل التعاون في مختلف المجالات السياسية الاقتصادية والثقافية· ففي رده على سؤال عن أهم ملامح سياسة أذربيجان الخارجية، قال: ''أولويات سياستنا الخارجية الاندماج مع أوروبا وتعزيز علاقاتنا مع الجيران والدول الإسلامية· لقد حققنا تقدماً ملموساً في الاندماج مع الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج سياسة الجوار، وقام الرئيس ''إلهام علييف'' بزيارة إلى بروكسل في نوفمبر من العام المنصرم، حيث اجتمع إلى المسؤولين في المفوضية الأوروبية وتم التوقيع معهم على مذكرة تفاهم حول مستقبل التعاون في مجالات الأمن والطاقة، ولاسيما أنّ أذربيجان من أهم مصدّري البترول والغاز إلى أوروبا، لذلك فإن علاقتنا بالأوروبيين علاقة استراتيجية تقوم على المصالح المشتركة والحرص المتبادل على تطويرها في كل المجالات· كما أضاف أنه ''في الوقت نفسه تربطنا علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأميركية التي لها استثمارات محلية كبيرة في مجال إنتاج الطاقة، ونشترك معها في التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، كما نشارك حلف شمال الأطلسي في برنامج الشراكة من أجل السلام''· وعن علاقة باكو بجيرانها، قال نائب الوزير الآذري: ''أما الجيران، فعلاقتنا بهم قوية، وتربطنا بهم مصالح استراتيجية مشتركة على المدى الطويل، والتنسيق معهم يتم على أعلى المستويات سواء تركيا أو إيران أو روسيا أو جورجيا، والسبب في قوة علاقتنا مع الجيران لا يعتمد فقط على المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة، وإنما هناك أيضاً العامل التاريخي والثقافي الذي يشكل صلات متينة بين الشعب الآذري وشعوب هذه الدول· والشيء نفسه بالنسبة للدول الإسلامية، تربطنا بها ثقافة مشتركة ونعمل لتطوير علاقتنا الثنائية مع كل منها، فضلاً عن أننا عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي ونتولى الآن رئاسة مجلس وزراء خارجية دول المنظمة''· نارجونو كاراباخ بشأن كيفية الاستفادة من كل العلاقات بالمجتمع الدولي لحل مشكلة إقليم ''ناجورنو كاراباخ'' أجاب: ''قضية ''ناجورنو كاراباخ'' هي القضية القومية الأولى لأذربيجان، لقد بدأت هذه القضية بادعاءات كاذبة واعتداء غاشم على أراضينا قامت به أرمينيا بمساعدة دول أخرى، وهنا أود التأكيد على أمرين: الأول أنّ أرمينيا ليست لديها الإمكانات التي تجعلها تستطيع بمفردها احتلال أراضينا، والثاني أنه رغم مرور 17 عاماً على هذا الاعتداء فإن أرمينيا لن تستطيع أبداً ضمّ هذه الأراضي إليها، وسوف نسترد أراضينا التي تحتلها أرمينيا شبراً شبراً، وسوف نعيد اللاجئين والمشرّدين إلى أراضيهم وبيوتهم التي طردوا منها، سوف نرفع علم أذربيجان قريباً فوق ناجورنو كاراباخ''· وبشأن خطة الحكومة الآذرية لرفع علم أذربيجان في الإقليم المتنازع عليه قال نائب الوزير الآذري: ''هناك 4 قرارات دولية صدرت من مجلس الأمن تحت أرقام 835 و874 و882 و،884 كلها تطالب أرمينيا بالانسحاب الشامل غير المشروط من جميع أراضي أذربيجان التي تحتلها، وهي إقليم ''ناجورنو كاراباخ'' و7 أقاليم أخرى مجاورة له تشكل في مجموعها نحو 20% من أراضي أذربيجان· لكن للأسف أرمينيا لا تلتزم بهذه القرارات وقد شجعتها على ذلك معايير المجتمع الدولي المزدوجة، فنحن من جانبنا لا نقبل استمرار الاحتلال وقد بدأنا خطتنا لتحرير أراضينا ببذل المحاولات لحل هذه المشكلة من طريق المفاوضات السلمية، وتمت عدة لقاءات مع الجانب الأرميني على مستويات مختلفة منها لقاء رئيسي الجمهورية ووزيري الخارجية، ووكلاء وزارتي الخارجية، والخبراء·· كما قامت عدة أطراف دولية بالوساطة بين الدولتين، لكن أرمينيا لم تظهر أي جدّية أو رغبة في الحل السلمي، وما زالت حتى الآن تضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط، ولا شك أنّ هذا الموقف السلبي سيؤثر سلباً على الأمن الإقليمي وعلى السلام والاستقرار في منطقة وسط آسيا''· وبشأن نظرة أذربيجان إلى كيفية مساعدة المجتمع الدولي في حل قضية ''ناجورنو كاراباخ'' قال: ''نطلب من المجتمع الدولي أن يتعامل مع أرمينيا كدولة معتدية ودولة احتلال، وأن يجبرها على القيام بمسؤولياتها التي يفرضها عليها القانون الدولي، وذلك بتنفيذ قرارات مجلس الأمن والانسحاب من الأراضي الآذرية التي تحتلها بالقوة وإعادة جميع المشرّدين والنازحين الفارين من الاحتلال الأرميني، والذين يزيد عددهم على المليون لاجئ ونازح· إن أرمينيا باحتلالها لأراضينا أصبحت تحتل المنزلة الأولى في العالم كنموذج فريد للإرهاب، كما أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تسمح لأي أقليات أو قوميات أخرى بالعيش فيها·· لقد قام الأرمن بعمليات تطهير عرقي واسعة في أرمينيا عقب انفصالهم عن الاتحاد السوفيتي، حين طردوا بالقوة وتحت تهديد السلاح أكثر من 250 ألف آذري من ديارهم التي كانوا يعيشون فيها داخل أرمينيا قبل تفكك الاتحاد السوفيتي، كما طردوا 750 ألفاً آخرين كانوا يعيشون داخل إقليم ''ناجورنو كاراباخ''، فضلاً عن المذابح البشعة التي ارتكبوها بدم بارد ضد سكان بعض المدن الآذرية مثل مدينة ''خودجالي'' التي قتلوا من أبنائها في ليلة واحدة ــ ليلة 26 فبراير 1992 ــ 613 قتيلاً بينهم 63 طفلاً و106 نسوة و70 مسناً، بالإضافة إلى أكثر من ألف جريح· موقف الدول الإسلامية في جواب عن سؤال حول عدم حشد آذربيجان موقفاً موحداً للدول الإسلامية ولاسيما أن باكو الرئيس الحالي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي قال: ''للأسف الشديد، لقد أظهر استمرار احتلال أرمينيا لأراضينا حالة عدم التضامن بين الدول الإسلامية، لأن منظمة المؤتمر الإسلامي أصدرت قرارين مهمين هما: 1 ــ إعلان أرمينيا دولة احتلال ومعتدية ومطالبتها بالانسحاب الفوري غير المشروط من أراضينا· 2 ــ أن على جميع الدول الإسلامية تجميد علاقاتها السياسية والاقتصادية مع أرمينيا حتى تنسحب من كافة الأراضي الآذرية· لكن للأسف الشديد لم يلتزم أحد من الدول الإسلامية بهذين القرارين''··! وبشأن الاستفتاء الذي أجرته أرمينيا في يوم 7 ديسمبر 2006 بإقليم ''ناجورنو كاراباخ'' قال: هذا الاستفتاء غير شرعي وليس له أي قيمة، وقد رفضه المجتمع الدولي كله بجميع منظماته السياسية لأنه مخالف للقانون الدولي، ونحن نعتبر أن هذه الخطوة من جانب أرمينيا دليل واضح على أنها غير جادة ولا تريد التوصل معنا إلى تسوية سلمية للمشكلة· نهضة استثمارية أكد ''خلفوف'' في حواره: ''إن لدى آذربيجان العوامل المشتركة التي يمكن أن تؤسّس عليها علاقات متميّزة مع الدول العربية، وهي تتمثل في الثقافة والروابط التاريخية والدينية، والصداقة بين شعوبنا، بالإضافة إلى الإمكانيات الاقتصادية وفرص التعاون المشترك في مجالي التجارة والاستثمار، مؤكداً أنّ أذربيجان تشهد في الفترة الحالية نهضة اقتصادية لم يسبق لها مثيل في تاريخها، حيث يخطو الاقتصاد الآذري خطوات سريعة إلى الأمام في ظل الاستقرار السياسي الداخلي''· مضيفا إلى ما سبق قوله: ''لقد بدأنا هذه النهضة عام 1994 بوضع استراتيجية جديدة للاستثمار في مجال استخراج النفط، حيث تم التوقيع في باكو ''اتفاقية القرن'' التي هي أحد أهم المنعطفات في تاريخ أذربيجان، وهي تقضي باستثمار حقول النفط ''أذاري'' و''تشيراغ'' و''كوناشلي'' الواقعة في القطاع الآذري من بحر قزوين· وقد سارع عدد من الشركات العالمية الكبرى من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى إيران للتنقيب عن النفط والغاز في القسم الآذري من بحر قزوين·· وقّعنا مع هذه الشركات 23 اتفاقية تنص على توظيف 60 مليار دولار في صناعة النفط، وحصلنا بموجبها على 800 مليون دولار منحاً مالية لا تُرَد، كما تجمع لنا نحو 700 مليون دولار في صندوق النفط الوطني، واستطعنا توظيف قرابة 30 مليار دولار في الاقتصاد المحلي· بالطبع انعكس ذلك على وضعنا الاقتصادي الذي أخذ في التحسن محققاً في العام 2005 زيادة في حجم الناتج المحلي وصلت نسبتها إلى 26%، لترتفع في العام 2006 إلى 34%، لتسجل أذربيجان رقماً قياسياً في نسبة نمو الناتج المحلي ليس له مثيل في العالم''· وعن كيفية الاستفادة من هذه القفزة الهائلة، أعلن ''خلفوف'': ''هذه القفزة الاقتصادية الكبرى التي حققناها، قمنا بتوجيهها في 3 اتجاهات: تطوير البنية التحتية للأقاليم والمدن، والتوسع في المشروعات الوطنية لتوفير فرص العمل للعاطلين من العمل ولئلا يعتمد الاقتصاد الآذري على الطاقة فقط، وتقديم المساعدة للاجئين والمشرّدين الآذريين الذين طردتهم قوات الاحتلال الأرميني من بيوتهم وأراضيهم واستولت عليها، سواء في إقليم ناجورنو كاراباخ أو الأقاليم السبعة المجاورة له التي تحتلها أرمينيا منذ أوائل التسعينيات''· وقال: ''هناك أيضاً مشروعات دولية ضخمة تمر عبر أراضي آذربيجان نقوم بالمساهمة فيها، منها طريق الحرير الذي يربط بين الشرق والغرب، حيث نقوم بإعادة إحيائه من جديد وتطويره، وكذلك خط ''باكو ـ تبليسي ـ جيهان'' لنقل الغاز من آذربيجان وتصديره للخارج عبر ميناء جيهان التركي، وقد تم افتتاح هذا الخط نهاية العام المنصرم، بالإضافة إلى خط سكك حديدية يربط بين كل من آذربيجان وجورجيا وتركيا''· أضاف ''خلفوف'': ''هذه هي صورة الوضع الاقتصادي لآذربيجان الذي ينعكس بقوة على علاقة آذربيجان بالمجتمع الدولي، فالمشروعات الضخمة في مجال إنتاج الطاقة لا بد أن تؤدي إلى تعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول التي تشارك في هذه المشروعات، علماً بأن جميعها دول كبرى، ما يساعدنا في تنفيذ سياستنا الخارجية بنجاح''· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©