الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مراهقون يطلقون سلسلة من الأعمال الخيرية

11 مارس 2016 19:37

يقدم المجري كومونكوس سيرا صورة تختلف عن الصورة النمطية للمراهقين في بلده الذين تقتصر اهتماماتهم على شؤونهم الشخصية، إذ يمضي أوقات فراغه في أنشطة الجمعية التي أسسها للعناية بالأيتام وأبناء السبيل في المجر.

  وقد أسس هذا الطالب منظمة تطوعية تعنى بتوزيع الملابس والطعام والألعاب في القرى الفقيرة، وفي صفوف المشردين والأيتام في المجر.   ويقول هذا الشاب، ذو السبعة عشر عاما وهو يشتري مواد غذائية وملابس من متجر قرب منزله لتوزيعها على المحتاجين "مساعدة الناس هوايتي، وهي تجعلني أشعر أني أفضل".

  وهكذا يمضي كومونكوس أيام إجازاته، في أعمال ذات منفعة عامة يرى أنها لا تشكل سوى "نقطة في بحر الاحتياجات" في بلده البالغ عدد سكانه عشرة ملايين نسمة، لكن "يجب أن نبدأ من مكان ما".   في العام الماضي، ساهم كومونكوس في استقبال آلاف اللاجئين الذين عبروا بلده قاصدين دولا في شمال أوروبا، قبل أن تقرر الحكومة المجرية المحافظة إقفال الحدود بوجه تدفق اللاجئين.   ويقول "توقف اللاجئون عن الدخول، لكني لم أشأ أن أوقف كل شيء في الوقت الذي كنا نعمل فيه بروح طيبة".  واكتسب المراهق، من خلال عمله في الشبكة التي أسسها دعما للاجئي،ن خبرة قانونية وإدارية حسنت أداء منظمته "موست"، التي تعني "الآن" باللغة المجرية.

  وإذا كان التطوع في أعمال خيرية ليس أمرا نادرا في صفوف المراهقين في العالم، إذ إنأاكثر من ربع الأميركيين بين سن السادسة عشرة والتاسعة عشرة انخرطوا في أعمال تطوعية في العام 2014 مثلا، إلا أن المبادرات التي يطلقها مراهقون تبقى قليلة، ولاسيما في المجر حيث لا يسجل وجود عمل تطوعي متطور.   ويؤكد كومونكوس أنه تعرض للإهانة في الشارع بسبب نشاطه الخيري، إذ إن الفقراء -ومعظمهم من أقلية "غجر الروما"- ينظر إليهم على أنهم موضع شبهات.   ويرى ميهالي كساكو عالم الاجتماع المتخصص في شؤون الشباب إن هذا الأمر مرده إلى "إرث أربعة عقود من الشيوعية جعلت الناس يرتابون في أي عمل خيري يقوم به أي شخص خارج إطار أسرته".

  ويقول إن الدراسات، التي أجراها منذ العام 2005، أظهرت أن قيم "التضامن الاجتماعي والإيثار تقبع في أسفل القائمة".   بعد ساعة من الانطلاق من المتجر، في شاحنة يقودها والد أحد أصدقاء كومونكوس، تبلغ الرحلة قرية "تومور" الواقعة على الحدود مع سلوفاكيا وأوكرانيا.   حملت الشاحنة بالطحين والأرز والزيت والسكر والملابس التي أرسلها أصدقاء المراهق في ألمانيا، لتوزع على ثلاثين عائلة معظمها من غجر الروما في قرية مجاورة تعد من الأفقر في المجر.   ويقول لاسي سيروكي المتعاون مع كومونكوس في تومور "أعمل مع متطوعين منذ عشرين عاما، إنها المرة الأولى التي أعمل فيها مع متطوعين صغار في السن".   ويقول مارك تاكاتس، البالغ 17 عاما "نذهب إلى حيث الحاجة أكبر"، آملا أن يتسع عدد المراهقين والشباب المنخرطين في الأعمال الاجتماعية.   وتحضر منظمة "موست" لنشاط مع اللاجئين في النمسا، ويقول داني لاكاتوس "نستمتع بمساعدة الآخرين مثلما نستمتع بلعب كرة القدم وألعاب الفيديو والاحتفالات".

  ويفاجأ هؤلاء الشباب المنحدرون من أسر ميسورة، باستمرار بالتردي الاجتماعي الذي يعيش فيه الفقراء في بلدهم.

ويقول مارك "لم أر في حياتي فقرا كهذا، إلا على شاشات التلفزيون. لم أعاين الفقر هكذا عن كثب من قبل".

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©