الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطيران اللاسلكي.. هواية تجمع الشباب في إطار من التحدي

الطيران اللاسلكي.. هواية تجمع الشباب في إطار من التحدي
27 يناير 2013 23:48
إلى الشرق من مدينة العين هناك على يمين طريق خطم الشكلة، يجتمع شباب هوايتهم التحدي والتشويق، حيث نادي العين للهواة، وسط جو من التنافس والمرح والفرح وقبض الأنفاس، ولا تخلو من حزن الإخفاق، طائرات تقلع وأخرى تهبط، لاتحتاج إلى موافقة أمنية أو رقابة جوية، ولا يتم رؤيتها حتى على شاشات الرادار، طائرات هيلكوبتر وأخرى نفاثة، لا يتجاوز طول الواحدة منها متراً ونصف المتر لاتحمل ركاباً ولا يسيرها كابتن أمضى نصف عمره في دراسة علوم الطيران، كما يقول المشرفون على هذه الهواية. (العين) - طائرات من أنواع وأشكال وألوان مختلفة باهرة في تصاميمها، تقلع من على مدرج النادي، بشكل يحاكي الواقع، وكأنك تجلس في مطار حقيقي، وتشاهد المشاركون أمامك، يتنافسون بحركات بهلوانية رائعة، كالتقلب في الهواء في اتجاهات مختلفة، والهبوط العمودي والالتفاف السريع، وسط الأدخنة المتصاعدة منها، وصوت أزيزها المدوي الذي يملأ المكان ما يبهر الحضور طوال الوقت، حتى تعود الطائرة لتهبط على المدرج من جديد، يعشقها الملايين في العالم، وهنا في الإمارات يحبونها كثيراً، ويتجسد ذلك في أنهم يحملونها في سياراتهم أينما حلو وارتحلوا، ويعيرونها جل اهتمامهم، خاصة وأنها باهظة التكاليف إلى حد ما. الطيران اللاسلكي أو ما يسمى محلياً بالعامية «التطيير» هواية حديثة العهد، ليست مجرد لعبة تطيير، ويحركها أحد الأشخاص بجهاز تحكم عن بعد، كما يعتقد البعض، بل هي رياضة تعتمد على التركيز الذهني والدقة والقدرة على خلق التناسق بين أوامر العقل وحركة اليد لتوجيه الطائرة التوجيه الصحيح، وتحتاج هذه الهواية لمن يريد ممارستها أن يخضع للتدريب والتمرين الطويل نوعا ما حيث ويبدأ الهاوي بتعلمها على مراحل حتى يصل إلى القدرة التامة على التحكم بالطائرة بشكل جيد. مسابقة دولية وعن الإقبال على ممارسة الهواية، قال مدير عام نادي العين للهواة وأحد ممارسي هذه الهواية محمد خليفة الدرمكي إن نادي العين للهواة، أحد النوادي التي احتضنت عشاق هذه الهواية، واستطاع أن يستقطب عدداً كبيراً من الشباب من محبي ممارسة الطيران اللاسلكي الاستعراضي، بعد أن أقام البطولة العالمية الثانية في العام 2005 للطيران اللاسلكي في مدينة العين، بمشاركة دول عربية وأجنبية، وقد حققت نجاحاً منقطع النظير، من حيث المشاركة والحضور والفعاليات المتعددة، التي أقيمت وسط حسن تنظيم وإدارة، ما زاد من شعبية هذه الهواية داخل الدولة، ودفع بالشباب المشارك والهاوي إلى الدعوة لإقامة مثل هذه البطولات، التي تعمل على توطيد التعاون الثقافي والرياضي، والتعرف على العادات والتقاليد المختلفة بين الشعوب، فضلاً عن رفع روح المنافسة بين المتسابقين، مما زاد من شعبية هذه الهواية داخل الدولة، وتوجيه الدعوة من الجميع إلى إقامة مثل هذه البطولات التي تعمل على توطيد التعاون الثقافي والرياضي، والتعرف على العادات والتقاليد المختلفة بين الشعوب عدا عن رفع روح المنافسة الشريفة بين المتسابقين. ملاذ مناسب وأشار إلى أن النادي يعتبر الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، حيث يشكل ملاذاً مناسباً آمناً لهواة الطيران اللاسلكي، لما يبديه من اهتمام بممارسي هذه الهواية، ويحتوي على مستودع تحفظ فيه الطائرات، ويعتنى بها، على يد مجموعة من الفنيين المحترفين في هذا المجال، كما يعتبر المدرج الخاص بالنادي أحد أضخم المدرجات في العالم العربي، حيث تم إقامته وفق مواصفات ومقاييس عالمية. التعريف بثقافة جديدة وأضاف أن النادي يهدف إلى تعريف الناس بالرياضات الجوية، مثل الطيران اللاسلكي والقفز بالمظلات، وكلها هوايات لها علاقة بالطيران، يرعاها النادي ويقدم المساعدة لمن يهواها، أو يريد تعلمها على يد مدربين محترفين، في جو من الأمان والمتعة، لافتاً إلى أن الطيران اللاسلكي من الهوايات الرائعة، التي تغذي العقل والجسم وتنمي مهارات متعدده لدى الهاوي، وأن النادي يضم فعاليات أخرى ضمن النادي، منها نادي التراث الثقافي، الفروسية، الرماية بالألوان، ملعب كرة قدم السيارات اللاسلكية، ضمن ميادين مرصوفه وأخرى رملية، كما يضم ملعباً للكريكيت، وميداناً لسباق سيارات الكارتينج. جملة فعاليات وقال الدرمكي: يعتبر نادي العين للهواة أول ناد في العين، يحتضن ممارسي هذه اللعبة الشائقة، ويؤمن لهم كافة ما يحتاجون له، ويوليهم جل اهتمامه، حيث تعتبر هذه الهواية النواة الأساسية، التي ساهمت في إنشاء وتطور النادي، حتى أصبح من النوادي العريقة، التي تهتم بمختلف الهوايات والرياضات الفريدة، مثل رياضة الكريكيت وسباق الدراجات النارية وسباق سيارات الكارتينج، والعديد من الهوايات الأخرى، التي يهتم بها الشباب وتحتاج إلى مكان مناسب ومهيأ تحت إشراف وأيدي خبراء، وبأفضل وسائل الأمن والراحة، مشيراً إلى أن الفضل يعود في هذا الإنجاز إلى الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان مؤسس ورئيس نادي العين للهواة، الذي أخذ على عاتقه مسؤولية تطوير النادي وتأمين كافة المستلزمات التي يحتاجها. وأضاف: في هذه الهواية تختلف أنواع الطائرات بأشكالها وأحجامها، ولكل واحدة منها مواصفات معينة وطريقة تشغيل مختلفة، فهناك ثلاث أنواع رئيسية، وهي طائرة الهليكوبتر والطائرات الاستعراضية ذات المراوح وطائرات الجت، وهناك من هذه الأنواع طائرات للمبتدئين تبدأ أسعارها من ثلاثة آلاف درهم، وتتدرج إلى 80 ألف درهم، وتزيد هذه الأسعار وتقل حسب النوعية والإضافات التي تزود بها فيما طائرات الجت النفاثة تزيد على هذه الأسعار بكثير حسب الراغب. عاشق للطيران والتقت «الاتحاد» عدداً من ممارسي هذه الهواية، وحول هذا الموضوع يقول علي محمد عبدالله 28 عاماً أحد عشاق هذه الهواية، إنه يمتلك أربعة أنواع من الطائرات، ما يعكس حبه «للتطيير»، ويعتبر نفسه من الممارسين لها، وقد استغرق أسبوعين حتى استطاع تعلم هذه الهواية والتمكن منها وما زال يتعلم المزيد، نظراً لتعدد مجالات الهواية. يتكفل بالمهمة وأوضح ريسار 35 عاماً من الجنسية الفلبينية، أنه يحب هذه الهواية ويستمتع بممارستها، ولديه طائرة مروحية، ويقوم على صيانتها بنفسه ويشرف على كامل إضافاتها من تزويد وقطع، مشيراً إلى أن نادي العين للهواة أفضل مكان لممارسة هواية التطيير، لما يقدمه من خدمات، ولأنه واسع، كما أشار إلى تجهيزات النادي واتساعه النادي ومقومات الأمان فيه ملء الفراغ ويقول عيسى البلوشي 41 عاماً، إنه اتخذ هواية التطيير للاستعراض، وإنه يمارسها للتسلية وملء وقت الفراغ فقط ،ويقول إن أجور الصيانة فقط تكلفه بين 500 - 600 درهم بالشهر، وإنه يستطيع أن يمارس هوايته في أي مكان مناسب، لأنه يقتني طائرة مروحية، ولا تحتاج إلى مدرج. محترف طيران وأشاد مانع الشامسي عضو في النادي من هواة الطيران اللاسلكي بالخدمات التي يقدمها النادي لمحبي هذه الرياضة والإمكانيات والتجهيزات التي يضمها نادي العين، مشيراً إلى أنه بدأ الانخراط في هذه الهواية في العام 2008 وتطورت هذه الهواية بفضل رعاية النادي حتى بات أحد هواة الطيران اللاسلكي المحترفين بطائرة الجت النفاثة، وباتت له مشاركات دولية، منها مشاركة دورية في الهند في يناير الحالي وأخرى في ألمانيا في سبتمبر من كل عام مع أعضاء فريق النادي. ولفت إلى أن طائرات المحترفين تختلف عن طائرات المبتدئين بالسرعة وبدقة الحركة والإضافات التي يتم تزويدها بها، مشيراً إلى أن محركات هذه الطائرات تعمل على أكثر من نوع من الوقود، فبعضها يعمل على الوقود العادي (الجازولين) المتواجد في محطات البترول، والبعض الآخر يعمل على وقود خاص (النيترو)، وكلاهما يسير هذا النوع من الطائرات، ويجعلها قادرة على الطيران لمدة تصل إلى الساعة. تكلفة عالية ورداً على سؤاله حول ارتفاع تكلفة هذه الرياضة، أشار إلى أن التكلفة تعتمد على الشخص نفسه، مشيراً إلى أنها تصل من 3000 - 250 ألف درهم، ونوه بنتيجة أي حادث خاطئ قد يؤدي إلى كسر أو تحطيم جزء من الطائرة مثلاً، فهناك متاجر خاصة لشباب مواطنين اتخذت من هذه الهواية باب رزق، حيث تعمل على صيانة وإصلاح هذه الطائرات وتوفير القطع اللازمة لها. فريق الطيران اللاسلكي تأسس فريق نادي العين للهواة للطيران اللاسلكي عام 2005 بمشاركة مجموعة من الشباب من محبي هذه الرياضة الفريدة من نوعها في العالم، وكان الهدف الأساسي من إنشاء الفريق الترويج لدولة الإمارات ومدينة العين في المحافل العالمية والدولية، كما كان وسيلة لتبادل الأفكار والاقتراحات بين أعضاء الفريق للارتقاء بهذه الرياضة ليس فقط بالإمارات، بل بالوطن العربي أجمع. ويرأس الفريق محمد خليفة الدرمكي بمتابعته الحثيثة وإشرافه المستمر بدعم هذا الفريق، من خلال ما يقدمه لتطوير رياضة الطيران اللاسلكي بكافة السبل، وذلك ضمن نشاط الطيران اللاسلكي النشاط الرئيسي في نادي العين للهواة والمسجل ضمن الاتحاد الدولي للطيران اللاسلكي FIA. مواطنون محترفون يمثل فريق الطيران اللاسلكي مجموعة أسماء الشباب المواطنين من محترفي هذه الرياضة يتميزون بروح الفريق الواحد والاحترافية العالية والجاهزية الكاملة من كافة الجوانب الفنية والتقنية، وهم: محمد خليفة الدرمكي، مانع الشامسي، عبدالله بن هامل، محمد بن دلموج، حمد بن دلموج، عبيد النعيمي، أحمد الشامسي، علي العرياني، سعود الموسى. ويقوم أعضاء الفريق بتصميم وتصنيع طائراتهم الخاصة، وإضافة الطابع الاحترافي بما اكتسبوه خلال ممارستهم لهذه الهواية، كما قاموا بإضافة بعض الأجهزة التكنولوجية الحديثة إلى طائراتهم لكي تحاكي الطائرات الحقيقية، وهم لا يزالون في بحث مستمر عن كل ما هو جديد ومتطور ليتمكنوا من تحقيق الأهداف المنشودة لإكسابهم مزيداً من المهارة في هذا المجال. مشاركات شارك فريق نادي العين للهواة للطيران اللاسلكي في العديد من الأحداث والمسابقات والبطولات، منها المحلية ومنها العالمية وحصدوا عدداً لا يحصى من الجوائز لوصولهم إلى المراكز الأولى، كما أصبح اسم الفريق من أهم فرق الطيران اللاسلكي حول العالم وتتم دعوتهم للعديد من المناسبات والأحداث للمشاركة والتواجد بصفتهم الفريق الحائز جائزة أفضل فريق ولتمثيل اسم دولة الإمارات السباقة دائماً في كافة المجالات خاصة الرياضية منها: بطولة جت باور/ ألمانيا، بطولة الإمارات توب جت. التجمع العالمي لهواة الطيران اللاسلكي / الهند، استعراضات العين الجوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©