الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيفين ماضي: أعتز بانطلاقتي الإماراتية وأسعى للانتشار عربياً

نيفين ماضي: أعتز بانطلاقتي الإماراتية وأسعى للانتشار عربياً
24 أكتوبر 2011 23:02
عندما تشاهدها مباشرة للمرة الأولى لا تملك سوى أن تشعر بالدهشة، فهي الآن صبية ناضجة تعرف كيف تقدم نفسها، وكيف تجاري النجوم الحقيقيين في مظهرها وأدائها وحديثها أيضاً، تحسب أنك تركتها لتوك طفلة في فيلم «بنت مريم» الذي أبدت عبره تألقاً استثنائياً، وتحاول التغاضي عن سنين مرت كانت نيفين ماضي خلالها تحرص على استغلال كل لحظة منها في تدعيم حضورها الفني، وفي صقل شخصيتها الاجتماعية، وفي تحقيق الانتقال الواثق من مرحلة الهواية إلى زمن الاحتراف، هي تدرك أنها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة التي تستمد بعض ألقها من براءة الطفولة، كما توقن أن ترسيخ حضورها صار مرهوناً بتطوير ملكاتها الفنية حصراً، وهي تعمل على ذلك بإصرار واضح. هناك بدايات فنية متعددة لنيفين ماضي يصعب تحديد حجرها الأساسي.. هل هي من تلك المسرحية التي كانت ترتجلها في الحارة وتوزع أدوارها على رفاقها قبل أن تتجاوز الثامنة من عمرها؟ أم أنها من لحظة إطلالها على المسرح الحقيقي مع المخرجة أمل السويدي في مسرحية «غابة الوسواس» حيث انتزعت إعجاب مشاهدين حقيقيين جاءوا خصيصاً لمشاهدة أدائها؟ هم فعلوا ذلك بعدما سمعوا عن طفلة تعرف كيف تسترعي الانتباه من خلال دور أرنوبة الذي أسند لها.. أم في تلك الخطوة النوعية التي خطتها واثقة عبر مسرحية «باب الأمل» للمخرج علي جمال، لتتجه منها نحو مسرحية «مملكة القرود» وتنال جائزتها الأولى؟ نحو السينما لعل كل ما سبق لم يكن سوى تمهيد لإطلالتها السينمائية الواثقة عبر أفلام عدة منها «جمعة والبحر» لهاني الشيباني، و»بنت مريم» لسعيد سالمين، و»قبلة الفراشة»، وصولاً إلى ظل البحر» لسالمين مجدداً، وهو كانت له مشاركة في مهرجان أبوظبي السينمائي، في دورته الخامسة، الأمر الذي مكنها من الوصول إلى شريحة واسعة من المشاهدين، وساعدها في تكريس نجومية مستحقة بفعل الجوائز العديدة التي حصلت عليها في أكثر من مناسبة.. أسئلة كثيرة تطرحها التجربة الفتية قد يصعب إدراك الإجابات الحاسمة لها، لكن ما يعنينا اليوم أن الطفلة التي بدت واثقة من نفسها في البدايات، لا تزال كذلك وقد اكتسبت الكثير من صلابة العود، ومن علامات النضج الفني، حيث صارت لديها القدرة على حسن الاختيار، إضافة إلى معرفة دقيقة بمكانها الحالي وبما تصبو إليه في المستقبل، ناهيك عن الطريق المؤدية نحو ذلك المستقبل. .. والتلفزيون أيضاً عبر إطلالتها السينمائية استرعت نيفين اهتمام العاملين في الحقل التلفزيوني، وأثمر ذلك عن تجربة ناجحة مع الفنانة حياة الفهد التي أفردت لها حيزاً في مسلسل «أبلة نورة»، إضافة إلى العديد من الأعمال الخليجية التي استقطبت اهتمام شريحة واسعة من المشاهدين، وتكشف أنها كانت مرشحة للعمل في «باب الحارة» المسلسل السوري الذي حاز قبولاً شعبياً استثنائياً، لكن ظروف الدراسة حالت دون ذلك، وفي هذا السياق توضح نيفين، التي أنهت دراستها الثانوية، وتنوي التخصص في مجال الإعلام، أن موضوع الدراسة لا يحتمل مزاحاً بالنسبة لها، خاصة أن والدتها التي رعت، ولا تزال، تتابع خطواتها الفنية بدقة واهتمام، قد حسمت الأمر منذ البداية، وأفهمتها أن أي تراخي في التحصيل الدراسي سيؤدي بها إلى الابتعاد عن الفن حتماً. براعة استعراضية هذا الحرص من جانب والدة نيفين على مستواها الدراسي لا ينفي، ولا يتعارض كذلك، مع كونها داعمة رئيسية لمشروعها الفني، وللأمر علاقة بتجربة الوالدة الحياتية، حيث توضح نيفين أن أمها ليست أقل منها موهبة، وهي كانت تطمح للعمل في مجال التمثيل لكنها جوبهت بمعارضة الأهل، وها هي تحاول أن تستدرك الزمن فتحقق عبر ابنتها ما لم يساعدها الظرف على إنجازه. إلى جانب موهبتها التمثيلية تملك نيفين براعة في مجال الرقص والغناء أيضاً، الأمر الذي يحرك لديها شهية تقليد نجمات الاستعراض في السينما العربية، من أمثال شريهان والراحلة سعاد حسني، وهي لا تترد في القول أنها ستسعى للمساهمة في إحياء أمجاد التنويع الأدائي في المشهد العربي، وقد تلقت أكثر من عرض لتقديم هذه الأدوار، وإن كانت لم تحسم أمر القبول بها، إلا أنها لم ترفضها أيضاً، ولا يزال الأمر مدار نقاش ينتظر أن يؤول إلى نتيجة مناسبة في الوقت الملائم. هادفية الدور تدرك نيفين أن الوصول إلى القمة أسهل من الحفاظ عليها، لذلك لم تنظر إلى نجاحها في بداية مسيرتها المهنية باعتباره حقاً مكرساً سيبقى ملازماً لها على امتداد مسارها العملي، ولم تعتبر أن أفلامها التالية ستحظى حتماً بالجوائز التي نالها فيلم «بنت مريم»، بل هي امتلكت من متانة التجربة ما شجعها على الاعتقاد أن الجائزة ليست مرادفة للنجاح بأي حال، فالأساس هو قبول الجمهور للجمهور، وهو استطراد، في كم الهادفية التي يختزنها الدور أيضاً، وهذا ما دفعها للاقتناع أن ما أثارته في فيلم «قبلة الفراشة» من تحذير للفتيات المراهقات، ومنعهن من الانزلاق نحو مهاوي الشرور المحيطة بهن، كان كافياً لمنحها إحساساً بالرضى قد لا توفره جوائز الدنيا بأكملها، وهذا أيضاً ما جعلها ترهن تقييمها للأدوار المقترحة عليها بمقدار ما تنطوي عليه من دلالات وعِبر ورسائل تكفي لترسيخها في نفوس المشاهدين. الحضور أساساً لا تقيم نيفين فواصل كبيرة بين حضورها التلفزيوني ومكانتها السينمائية، فالأساس بالنسبة لها أن تكون ممثلة حاضرة تمتلك خاصية التواصل مع جمهورها، وإمداد هذا الجمهور بما يمتع ويفيد، لذلك هي كانت متفاعلة مع مختلف الأدوار التي أدتها بطرق متوازية، فلم تمنح دوراً أقل مما يستحقه من اهتمام وجهد، ولم تنحاز لشاشة كبيرة على حساب أخرى صغيرة أو بالعكس، المعيار الوحيد الذي تحكم بأدائها يتمحور حول منح الدور حقه من الاهتمام، وامتلاك خاصية الإقناع بجدارة متوقعة منها، ذلك أنه ليس من دور أفضل من آخر، بل هناك أدوار تتفاوت في مستوى قدرة مؤديها على الإقناع. مسقط رأسها الفني تعتز نيفين ماضي بكون دولة الإمارات مسقط رأسها الفني، ومحط طفولتها، ومسار خطواتها الإنسانية والفنية التي ترسخت وازدادت وثوقاً بفعل الرعاية والاحتضان اللذين قوبلت بهما من القيمين على الشأن الفني، لكنها لا تخفي بالمقابل أنها تطمح لأن تكون نجمة على مستوى العالم العربي، وهي تسعى إلى ذلك، كما أنها واثقة من أنها ستدرك يوماً أمنياتها، أو البعض منها على الأقل، ما دامت تسعى نحوها بحب ورضا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©