الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المملكة : هوليوود تقتحم خلايا الإرهاب في السعودية!

المملكة : هوليوود تقتحم خلايا الإرهاب في السعودية!
18 فبراير 2007 00:23
إبراهيم الملا: يبدو أن هوليوود وبعد انتهاء الحرب الباردة أصبحت في حالة بحث مسعور عن أعداء جدد تعوض بهم غياب الجواسيس السوفييت وعملائهم الخطرين في دول الكتلة الاشتراكية الذين طالما عمقوا الصورة الكلاسيكية لصراع الخير والشر في أفلام الحرب المباشرة، والحرب الاستباقية والمعارك الجانبية والخفية بين أجهزة الاستخبارات، تلك الأفلام التي أشاعت لدى المشاهد الغربي نوعا من البهجة الممزوجة بالتشفي عند الانتصار على الأيقونات السياسية والرموز الفكرية في المعسكر الشرقي المتبوع بخيالات الشر والتآمر والتخريب· المد الأصولي ولكن مع انحسار المد الشيوعي وذوبانه وأفوله، ومع انسحاب آخر جندي سوفييتي من أفغانستان، وما تبعه من نهوض المد الأصولي الإسلامي ـ حسب التصنيفات الغربية التي لا تميز كثيرا بين الإسلام كحالة روحانية وكديانة متسامحة وبين التطرف الديني كتوجه غريب وضال في منظومة الأديان السماوية كلهاـ فإن هوليوود وفي نطاق بحثها المسعور عن أعداء مفترضين في الفكر الشعبي الأميركي، وجدت في العرب والمسلمين النماذج العدائية المعوضة والقادرة على إطفاء عطش هذا البحث، فظهرت أفلام مثل : ''مت وعش في لوس انجلوس'' في العام ،1985 و''قوة الدلتا'' 1986 ، و''رهائن'' 1986 ، و''الحصار'' 1998 الذي أدى دور البطولة فيه الممثل الشهير ''دنزيل واشنطن'' واعتبر الفيلم إحدى التنبؤات السينمائية التي استبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر· ثم ظهر في العام 2000 فيلم ''قواعد الاشتباك'' وهو الفيلم الذي صنف كأشد الأعمال السينمائية عنصرية وتحريضا ضد العرب والمسلمين والذي أساء وبشكل خاص للشعب اليمني وصوره كشعب دموي ومتوحش، يحتجز الرهائن في السفارات، ويقاوم ويقتل جنود المارينز الساعين لتحرير هؤلاء الرهائن· ورغم ظهور عدة أفلام متوازنة في طرحها الأيديولوجي وأقرب للتحليل والبحث في إشكاليات المأزق العسكري لأميركا في الشرق الأوسط مثل: ''جارهيد'' أو ''رأس الجرة'' وفيلم ''سيريانا'' الذي تطرق للجهات الخفية الممولة للعناصر الإرهابية، وأخيرا فيلم ''الملوك الثلاثة'' الذي يروي قصة جنود أميركيين يبحثون عن أموال كويتية مسروقة ومهربة إلى العراق بعد حرب الخليج الأولى· حالة شرق أوسطية هذه المقدمة الموجزة التي سقناها تناولت بعض الأفلام المتماسة مع الإرهاب كحالة شرق أوسطية مزمنة، وكحالة سينمائية مدرة للأرباح ومثيرة ومستقطبة لهوس المتفرج الغربي الباحث بدوره عن أعداء جدد يلونون الشاشة بالدم والبارود وغبار المعارك الضارية· وآخر الأفلام الداخلة في سياق''الرهاب الديني'' أو ''الإسلاموفوبيا'' والمزمع عرضها في أبريل القادم فيلم ''المملكة'' الذي يذهب بعيدا هذه المرة داخل العمق السعودي· في مدينة ''الرياض'' بالتحديد، تدور قصة الفيلم حول وحدة أميركية خاصة ممثلة بعملاء ''الإف بي آي'' تقوم بالتحقيق في هجوم إرهابي تعرضت له مجمعات سكنية وعائلية لموظفين أميركيين في الرياض· ولكن بدلا من أن يأخذ التحقيق مساره الطبيعي وينتهي خلال أسبوع واحد بالقبض على عناصر الخلية الإرهابية وعلى رأسها المدبر والذي يحمل اسما حركيا هو··· ''أبو حمزة'' أو ''الشبح''، تتحول العملية برمتها إلى حرب مستعرة بين هذه القوة الأميركية الخاصة وبين العناصر المتطرفة من جهة، وإلى حرب أخرى خفية وشرسة مع أفراد الأمن السعودي ورجال أعمال أثرياء متعاطفين مع هذه العناصر· المعركة تتحول إلى حرب مزدوجة ومعقدة وذات ملابسات وتداعيات خطيرة تدور عجلتها الجهنمية في شوارع ومباني المدن السعودية ووسط الصحراء والأوكار السرية والمهجورة لتلك العناصر المتطرفة· وبدلا من أن يخلص الفريق الأميركي الى نتائج مرضية من التحقيق، يتحول أفراده إلى مجموعة مهددة تبحث لنفسها عن النجاة من هذه الورطة المهلكة· الفيلم من إنتاج شركة ''يونيفرسال بيكتشرز'' الأميركية، ومن إخراج ''بيتر بيرج'' وشارك في إنتاج العمل المخرج الشهير ''مايكل مان'' صاحب الفيلم الذائع الصيت ''حرارة'' والذي جمع ولأول مرة في تاريخ السينما بين ممثلين رائعين هما ''روبرت دي نيرو'' و''آل باتشينو''، أما دور البطولة في فيلم ''المملكة'' فأسند للممثل المعروف '' جيمي فوكس'' الحائز على أوسكار أفضل تمثيل رجالي قبل عامين عن فيلم : ''راي'' الذي يحكي قصة المغني الأميركي الأسود ''راي تشارلز''· عمل محايد وتقول الأخبار القليلة الواردة عن الفيلم إنه عمل سينمائي محايد يضع عامة الشعب السعودي في خندق واحد ضد الحرب المشتركة مع الخلايا الجهادية التي لا تميز بين الأبرياء والمدنيين، وبين العسكريين سواء في داخل المملكة أو في البلدان الغربية والعربية الأخرى· ويذكر أن إمارة دبي كانت إحدى وجهات التصوير المفضلة في الفيلم، بجانب مواقع تصوير تم اختيارها بدقة في دول أخرى··· مع تغيير بعض التفاصيل والديكورات الخارجية وأشكال المباني ولافتات الشوارع اقترب الفيلم كثيرا من الأجواء المدنية والصحراوية في السعودية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©