زلزال عنيف يهز تركيا وترجيح سقوط ما بين 500 وألف قتيل

ضرب زلزال بقوة 7,6 درجة بمقياس ريختر أمس محافظة فان التركية (جنوب شرق) قرب الحدود الإيرانية أسفر عن انهيار عشرات المباني في شتى انحاء المنطقة وسط إحصاءات أولية ترجح سقوط ما بين 500 الى ألف قتيل. وقالت وكالة "جيهان" للأنباء انه تم إحصاء جثث ما يزيد على 50 شخصا في مستشفى في بلدة إرجس قرب مدينة فان مركز الزلزال. بينما قدر مصطفى جديك مدير مرصد قنديلي لرصد الزلازل في اسطنبول ارتفاع الحصيلة ما بين 500 الى ألف قتيل، وذكر أن قوة الزلزال 7,2 درجة ووقع على عمق خمسة كيلومترات. بينما ذكرت ادارة المسح الجيولوجي الاميركية أن قوة الزلزال بلغت 7.6 درجة. وكانت إدارة الأحوال الطارئة في انقرة أعلنت "ان الزلزال كان قويا جدا وشعر به سكان فان (380 ألف نسمة) ومدن بيتليس وسيرت وباتمان وأرضروم وبينجول وأغري وموش وديار بكر، وتسبب بأضرار وخسائر بالأرواح البشرية". وقال نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي "ان أربعين بناية على الأقل انهارت في المحافظة"، وأضاف "أن 10 مبان في وسط فان انهارت بالإضافة إلى ما بين 25 إلى 30 مبنى في بلدة ارجيس". وأكدت وسائل الإعلام ان أشخاصا طمروا تحت انقاض منازلهم. وقالت وكالة أنباء الأناضول "أن 50 شخصا نقلوا الى المستشفيات، وان الهزات الارتدادية متواصلة واحداها بلغت قوتها 5,6 درجات". وأوضحت السلطات المحلية ان المطار المدني لا يعمل اذ تعرض لأضرار وتم اغلاقه وتحويل الرحلات الى ارضروم على بعد حوالى 400 كلم شمالا. وقال رئيس بلدية فان بكير كايا لمحطة "ان تي في" "إن بعض المباني تعرضت لأضرار. لكننا لم نتلق معلومات عن سقوط ضحايا"، وأضاف "أن شبكة الهاتف تعرضت لأضرار كبرى، وان الزلزال الذي شعر به السكان في المحافظات المجاورة اثار موجة ذعر كبرى". وأظهرت الصور الأولى التي بثت عددا من السكان يغادرون منازلهم وسط فوضى وحالة من الرعب وتناثر للأوراق والأثاث داخل المكاتب. وبدأ الهلال الأحمر إرسال خيم وأغطية ومواد غذائية ورجال إنقاذ الى المنطقة المنكوبة التي تفقدها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع العديد من الوزراء بينهم وزير الصحة رجب أقداغ الذي قال "إن طائرة إسعافات ومروحيات سيتم إرسالها إلى المنطقة المتضررة من الزلزال". وقالت وسائل الإعلام إن خطوط الهواتف والكهرباء قطعت في معظم انحاء المحافظة. وقال رئيس "الهلال الأحمر" لطفي اكان "انه زلزال قوي يعتقد انه احدث خرابا كبيرا". وقالت محطة "سي إن إن تورك" إن بلدة أرجيس التي انهار بها عشرات المنازل شهدت خلال الساعات الأولى من المساء انتشال خمسين جثة، وأضافت أن هناك أكثر من مائة جريح حتى الآن. وكان زلزالان قويان في المناطق الصناعية المكتظة بالسكان في شمال غرب تركيا أوقعا نحو عشرين ألف قتيل في اغسطس ونوفمبر 1999. ويتفق الخبراء على القول ان منطقة اسطنبول مهددة بزلزال قوي. وفي العام 1976 أوقع زلزال اكثر من 3800 قتيل في كالديران في محافظة فان. الى ذلك، أبدت الحكومة الألمانية استعدادها لتقديم مساعدات لتركيا في أعقاب الزلزال العنيف. وقال وزير الخارجية جيدو فيسترفيله "إن ألمانيا تقف إلى جوار تركيا في هذه الساعة العصيبة". ووجه خطابه للحكومة التركية والشعب التركي وأهالي المنطقة المنكوبة قائلا "نشارككم الأحزان". وأضاف "نشاطر ذوي الضحايا والجرحى والذين فقدوا أملاكهم وأموالهم بسبب الزلزال مشاعرهم من أعماق قلوبنا". وأعرب رئيسا حزب الخضر في ألمانيا كلاوديا روت وجيم أوزديمار عن رغبتهما في تقديم مساعدات عاجلة بعيدا عن البيروقراطية، حيث جاء في بيان حزب الخضر "نشعر بالحزن تجاه الكثيرين الذين قتلهم الزلزال المروع الذي أصاب شرق تركيا، كما نطالب بضرورة مساعدة الناجين في إعادة بناء منازلهم على الفور". اسرائيل تعرض المساعدة القدس المحتلة (وكالات) - عرضت اسرائيل امس مساعدتها على الحكومة التركية إثر الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا رغم التوتر الدبلوماسي بين البلدين. وأبلغت السفارة الاسرائيلية في انقرة السلطات التركية بان الدولة العبرية مستعدة لتقديم مساعدة انسانية بعد الزلزال. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان “إن اسرائيل مستعدة لأن تقدم الى تركيا كل مساعدة يمكن أن تكون بحاجة اليها”. كما عرض وزير الخارجية افيجدور ليبرمان مساعدة تركيا في إغاثة منكوبي الزلزال. كما اجري الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اتصالا هاتفيا بهذا الصدد مع نظيره التركي عبدالله جول، وقال “إسرائيل مستعدة في هذا الوقت العصيب لتقديم أي مساعدة مطلوبة في أي مكان في تركيا وفي أي وقت”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إيجال بالمور “إن اسرائيل مستعدة لتزويد تركيا بأي شيء من الغذاء والدواء والعاملين الطبيين والمعدات الطبية وفرق البحث والإنقاذ وتنتظر رد أنقرة”. بينما طلب رئيس أركان الجيش الليفتنانت جنرال بيني جانتس من الجيش ان يكون على أهبة الاستعداد لتقديم مساعدات للمنطقة التي ضربها الزلزال، وقال إن وفدا من الجيش سوف يتوجه الى تركيا في اقرب وقت ممكن اذا حصل على موافقة الحكومة التركية.