الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوسف وهبي.. «ابن الباشا» سفير الفقراء

يوسف وهبي.. «ابن الباشا» سفير الفقراء
6 نوفمبر 2014 18:50
سعيد ياسين (القاهرة) يوسف وهبي، عميد المسرح العربي، أحد الرموز المهمة في تاريخ الفن، الذين تزداد قيمتهم بمرور الزمن، جمع بين التأليف والإخراج والإنتاج والتمثيل بمهارة فائقة، وقدم مختلف الألوان التراجيدية والاجتماعية والكوميدية، وحرص أن ترتقي أعماله بالمستوى الثقافي والاجتماعي للجمهور، وعكست أفلامه واقع البسطاء والأثرباء في الأربعينيات والخمسينيات، ومنها «ابن الحداد، ابن الفلاح، الأفوكاتو مديحة»، وامتد نشاطه الفني إلى الأقطار العربية لتعريفها فن التمثيل. الهروب ولد في 14 يوليو عام 1898 بمحافظة الفيوم، لأب كان يعمل مفتشاً للري، وصاحب فكرة حفر ترعة عبدالله وهبي بالفيوم، التي حولت آلاف الأفدنة من صحراوية إلى زراعية، كما أنشأ أكبر مسجد بالفيوم في ذلك الوقت، عشق التمثيل وشغف به عندما شاهد فرقة لبنانية تقدم عروضها في محافظة سوهاج، ووسط دهشة أسرته التي كانت استقرت في حي المنيرة بالقاهرة التحق بالسيرك للعمل كممثل، وهو ما أغضب والده فطرده، ثم ألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه لإصلاحه وتهذيبه، لكن يوسف لم يستجب وهرب إلى إيطاليا لتعلم المسرح بإغراء من صديقه وجاره محمد كريم، ولم يعد إلى مصر إلا بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا عام 1921. وبميراثه عن والده كون فرقة «رمسيس» المسرحية التي ضمت عدداً من عمالقة التمثيل، منهم حسين رياض وأحمد علام وفتوح نشاطي وعزيز عيد وأمينة رزق وفاطمة رشدي وعلوية جميل، وقرر تقديم شيء مختلف عن ما يقدمه علي الكسار ونجيب الريحاني في فرقتيهما، وكانت أولى مسرحياته «المجنون» التي عرضت على مسرح راديو عام 1923، وأتبعها بـ «كرسي الاعتراف»، التي نقلها لاحقاً إلى الشاشة الفضية مثلما فعل مع مسرحيات أخرى منها «راسبوتين» و«أولاد الفقراء»، وكانت من بين روائعه المسرحية «عطيل» و«سر الحاكم بأمر الله» و«الكوكايين» و«يوليوس قيصر» وغيرها. لقب «البكوية» وقدم يوسف وهبي من خلال فرقته أكثر من 300 رواية مؤلفة ومعربة ومقتبسة من روائع الأدب العالمي، وساعده على ذلك إجادته للغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية إلى جانب العربية، وكون مع المخرج محمد كريم عام 1930 شركة سينمائية باسم «رمسيس فيلم» بدأت أعمالها بفيلم «زينب»، وفي عام 1932 أنتج «أولاد الذوات» الذي كان أول فيلم عربي ناطق، علماً بأنه اقتبسه عن إحدى مسرحياته الناجحة، وكتب سيناريو وحوار الفيلم ولعب بطولته وأخرجه محمد كريم، وفي عام 1935 كتب فيلمه «الدفاع» وأخرجه بالتعاون مع نيازي مصطفى، وفي عام 1937 قدم فيلمه الثالث «المجد الخالد» من تأليفه وإخراجه وبطولته، وأعقبه بتأليف ثلاثة أفلام أخرجها توجو مزراحي وهي «ليلة ممطرة» و«ليلى بنت الريف» و«ليلى بنت المدارس» وعقب نجاحها الكبير كتب عام 1944 فيلم «غرام وانتقام» الذي أخرجه بنفسه ولعب بطولته أمام أسمهان، وحصل علي لقب «البكوية» عقب حضور الملك فاروق أول عرض للفيلم في دار سينما «ريفولي»، وأتبعه بـ 30 فيلماً قام باخراجها، ونحو 40 أخرى قام بتأليفها، وشارك في بطولة أكثر من60 فيلماً منها «غزل البنات» و«مفتش المباحث» و«المجد الخالد» و«الحب الكبير» و«ليلة ممطرة» و«إشاعة حب»، كما شارك في مسلسلات منها «كيف تخسر مليون جنيه» عام 1978 و«أيام لا تضيع» عام 1980، و«صيام صيام» عام 1981 وأدي جميع مشاهده فيه على الفراش من شدة مرضه. جوائز متنوعة وانتخب وهبي نقيبا للممثلين عام 1953، وعمل مستشاراً فنياً للمسرح بوزارة الإرشاد، وحصل على وسام تقدير من مجلس قيادة ثورة 1952، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1960، وجائزة الدولة التقديرية 1970، ودرجة الدكتوراة الفخرية عام 1975، ووسام «الجراند أوف سيسيه» من ملك المغرب، كما منحه بابا الفاتيكان وسام «الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية» وهو أول مسلم يحصل على هذه الجائزة. ولم يرزق بالأولاد، وقضى أيامه الأخيرة وحيداً تقريباً بعدما خسر جزءاً كبيراً من ثروته في الرهان في سباقات الخيل، وحفظت له ثروة زوجته مظهره في أيامه الأخيرة، ولم يكن يتصل به سوى الأوفياء من أصدقائه وتلاميذه ومنهم عمر الحريري وأمينة رزق، ودخل المستشفى أول أكتوبر عام 1982 إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجه سقوطه في الحمام، وتوفي أثناء تلقيه العلاج 17 أكتوبر من العام نفسه إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©