الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نافذة على القلب - هتافات

17 فبراير 2007 01:29
حارب الظاهري amarat_h@hotmail.com هتاف يملأ الجسد رنيناً، نحو المجهول! ويفضي بعنفوانك إلى الغربة! أنت في غربة دائمة أحياناً! فلا تشعر! يضج بك الوقت إلى أبعد ما يمكن، فلا اطمئنان يأتيك ولا شيء سوى ألق يحبو، يسترسل الهتاف المرهف إلى درجة تباشير الخوف، شتات الموت! أصوات مجهولة تلازم صوان السمع! وأخرى معلومة لديك، يميزها عقلك، حين تبدو، وحين تتخلل سمات الجسد! دعوة مفتوحة نحو الاقتراض المادي، تسهيلات ''بنكية'' مريضة، تتراءى إليك النهاية وعواقبها قبل البداية الساذجة! صورة قديمة على جدار الذاكرة! أفواج بشرية، جافة وجوهها، وقسماتها الأحزان، تقاد إلى السجون! فترفض الهتاف الملح، وتضحك من وحي الفوز والانتصار! لكن صمتاً مطبقاً ينتظرك! تبدو بلا أهمية وأنت بلا مال! تحاول أن تتلذذ الهتاف! يأتيك وكأنه يجرك نحو الخيبات! تسترجع الأصوات من جديد! عزف مختل أو صوت أنثوي بارد آت ليحطم عقلك الرجولي أو يهفو بك إلى الهاوية! ليس هناك من اكتظاظ في سفر الخسارة! وللحياة ليال مظلمة، كاسرة للعواطف الراقية إنها آسرة تلك الأنثوية وبلا شفقة تقتادك! وعلى كل جنب تحيلك وليس لوقتك سوى الانهيار، وتراك بأم عينها وأنت يلهو بك ذلك الانصهار المباغت! يالك من فتى يافع عيناك على الدنيا وعين الدنيا عـــــــليك! تلهو بك، وتتذبذب، يعتصر أوراقك هتافها ويضيء حولك الشموع، وتمتد خطواتك كأنك في زفافك الأخير! وأنت في غمرة الفرحة تقول لك حبيبي! أيها أقرب إليها قلبك أم مسامات جيبك! تلتف حول أوردتك الدموية! يختل عقلك فلا تقوى على الصحو المبكر ولا النهوض المتأخر من وابل الصدمة الماكرة! هذا الليل كالحلم ساجد أمام غربة انتظارك المتوهجة! كل شيء في الحياة يختلج الجسد والمشاعر إلا أن تبدو الجميلة الساحرة بائعة لبضاعة عفنه على الطرق العصرية المتاحة! وكل على هتافه يمضـــــــي! فالأهــــــــداف تتقوس، وتتموج أحياناً وعلى هذه المقاييس يبقى الهتاف أو ينحسر، فأكثر الهتافات التي تسيطر على أوقاتنا هي عالم من الانزعاج! إصرار على القبض لا يهدأ رنين يموج في النفس لا يقبل الانحسار ولا يقبل التريث، فكيف ما أرادك تسير نحو برمجة هتافية لا تكل ولا تمل! الكل يبحــــث عن هتافه، وعن نفسه، وكأنه يدرك بأن وقتك له، حين تصبح هدفاً كونك وحين لابد أن تترجم الأهداف الى واقع، لكن هناك مساحة من الصمت تبحث عنها لكي تعيش بسلام وبعيداً عن الغوغاء والهتافات الخاسرة والمريرة والمتعبة للنفس والتي تحيلك الى سلعة !!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©