الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صناعة الدوافع» تحفز رغبة الطفل التوحدي للتعلم

«صناعة الدوافع» تحفز رغبة الطفل التوحدي للتعلم
6 نوفمبر 2014 18:44
خورشيد حرفوش (أبوظبي) تتفاوت شدة علامات اضطراب التوحد بطبيعة الحال من طفل إلى آخر، لذالك قد لا تظهر العلامات مجتمعة عند بعض الأطفال. وانطلاقاً من أهمية التدخل المبكر لتنمية اللغة وتحفيز الطفل على اكتسابها بدافعية يوضح خالد بركات، اختصاصي التخاطب في مركز أبوظبي للتوحد، أهم الجوانب التي يمكن أن تساعد في تنمية التواصل وتنمية اللغة لدى طفل التوحد، ويقول: «كي يحصل الطفل على ما يريده عليه أن يتواصل أولاً، فإن تعليم التواصل لطفل مصاب بالتوحد سواء (نطق- إشارة- صور - إيماءات ....الخ) يعتمد أولاً وأخيراً على فكرة واحدة، وهي «لكي يحصل الطفل على ما يريده عليه أن يتواصل أولاً»، ويعتمد ما سيقدمه الطفل من تواصل على مستواه، فنجد طفلاً يبادر بهز رأسه بالموافقة «نعم»، ونجد طفلاً آخر يقوم بإخراج أصوات تعبيريه نحو (أ) أو (ب)...إلخ، ونجد من يقول لنا كلمة نحو (بعد-تاني- كمان)، بل وقد يتعدى المستوى لأن يعبر الطفل باسم الشيء الذي يريده نحو شيبسي أو العب أو سيكل-كمبيوتر...إلخ سواء كان تعبيره باستخدام كلمة مفردة واحدة، كما هو غالب أو باستخدام جمله كاملة في الطلب. يكمل بركات: «قد طورت برامج عدة لتعليم الطفل المصاب بالتوحد المبادرة في الطلب والتواصل بشكل مناسب، ولعل من أشهر هذه البرامج برنامج PECSوهو اختصار للترجمة للمصطلح (Picture Exchange Communication System) نظام التواصل بتبادل الصور، وأهم ما يميز هذا النظام كلفته المادية البسيطة جداً، وإمكانية استخدامه لجميع الحلات باختلاف قدراتها، كما أنه يعد نظاماً جيداً لتكوين لغة استقبالية للأطفال غير الناطقين، كما يمثل تطوراً ملموساً للغة التعبيرية المنطوقة، ولعل نجاح البرنامج يركن لتغطيته جوانب القصور الثلاثة الأساسية لدى المصابين بالتوحد، وهي القصور بالتواصل والتفاعل والتخيل». وتعتمد آلية البرنامج على مراحل عدة، ونوجز فكرتها للقراء في اختيار المعززات التي يفضلها الطالب بقوة وإعداد بطاقة مغلفة له، والاعتماد عليه، ويطلب منه: «اعطني البطاقة لتحصل على ما تريد»، مع التدرج من بطاقة واحدة لاثنتين فثلاث، فإنشاء جملة. يضيف بركات: «هذا يدفعنا للتأكيد على أن طفل التوحد يرفض التواصل، ولن يقوم بذلك سوى في وجود دافع كبير بالنسبة له، وهنا يجب أن نتعلم مهارة صناعة الدوافع الكبيرة التي ستحرك الرغبة لدى الطفل في الحصول عليها، فعلى سبيل المثال الحلوى محببة لأغلب الأطفال، ولكن الإشباع منها بتقديمها في أي وقت يؤدي لضعف الرغبة لديه فيها، ويجب أن نبعد الشيء لفترة كافية لإحداث رغبه فيه تماماً كفكرة العطش والماء، فكلما لم نحصل على الماء ذاد إحساسنا بالعطش والرغبة في الشرب». أيضاً يجب الأخذ في الاعتبار أن طفل التوحد روتيني حتى في طريقة تواصله، ولذلك لابد من إصرارنا على أن يتواصل الطفل أولاً ليحصل على ما يريد، أياً كانت طريقة التواصل هذه (كلمة-جملة- صوت- هز رأس- بطاقة - سحب يد- بكاء-إشارة) .... مقابل الشيء الذي يريده ستصبح روتيناً لدى هذا الطفل يقوم به، فهذا الطفل يحب الروتين. ولا ننسى أننا سنواجه مقاومة قد تكون شديدة في البداية عند أي تغيير في الروتين، فكن لديك إصرار على أن يتواصل معك مقابل الشيء الذي يريده، فمثلاً لنغير روتين التواصل من خلال البكاء إلى روتين التواصل من خلال الإشارة للشيء، سنواجه رفضاً وضغطاً وتصميماً من قبل الطفل، ولكن كن على يقين أن هذا الضغط والرفض سيضعف مع الوقت، ويتحول لما تريده أنت، بل وسيتحول إلى روتين قد يرفض الطفل تغييره إنْ رغبت في تغييره مرة أخرى. ومن النقاط المهمة كذلك، يجب التأكد من أن قدرات الطفل السمعية جيده بالبداية، ثم نبدأ في تدريبه على الاستماع، فقد يبدر لنا عند مشاهدة طفل مصاب بالتوحد عند مناداته أو طرح سؤال عليه، أنه لا يسمع نتيجة ضعف سمعي لديه، وهي نتيجة منطقية في ظل عدم استجابه تامة من الطفل تماماً، كالمصاب بالصمم. القدرات السمعية لعل ما يثير حيرتنا هنا التفات الطفل لأصوات معينة، كصوت أغنية أو برنامج ما، وهنا يجب الجزم بأن أطفال التوحد لديهم القدرات السمعية نفسها للأطفال الطبيعيين، وأن وجود ضعف أو صمم من عدمه يمثل نسبة الإصابة نفسها بالأطفال الطبيعيين. ولتفسير هذه الظاهرة، فإننا نتحدث هنا عن ضعف مهارات الاستماع، فهو لا يستفيد مما يسمعه لأسباب عدة قد ترجع لصعوبة معالجة كل ما يسمعه، ولهذا يجب تدريب الطفل على الاستماع بشكل مبسط ومتدرج مع أقران ما يسمعه بالصور الرمزية لتعويض الخلل بالتخيل لديه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©