الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إعلان تحرير ليبيا وإطلاق التحول الديمقراطي

إعلان تحرير ليبيا وإطلاق التحول الديمقراطي
24 أكتوبر 2011 12:52
أعلن المجلس الوطني الانتقالي الحاكم أمام عشرات الآلاف من مدنيين وعسكريين ومسؤولين في بنغازي أمس، إسدال الستار نهائياً على العهد الدكتاتوري الفردي المخلوع الذي حكم البلاد على مدى 42 عاماً، بإعلانه “تحرير كامل التراب الليبي بمدنه وقراه وسهوله وجباله وصحرائه وسمائه” من حكم العقيد معمر القذافي الذي اعتقل وقتل في مسقط رأسه بسرت منذ 3 أيام، مؤذناً ببداية مرحلة جديدة تقودها حكومة مؤقتة سيتم تشكيلها في غضون فترة تتراوح بين أسبوع إلى شهر، لتفضي إلى نظام حكم ديمقراطي. وقد سارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اعتبار هذا التطور “عصراً جديداً من الأمل” في ليبيا داعياً إلى مصالحة وطنية بين الليبيين في إطار عملية ديمقراطية في بلد آمن ومستقر وتعهد بالمساعدة لإنجاز هذا التحول. كما رحب أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن بحرارة بإعلان التحرير الكامل لليبيا وذلك بعد يومين من تحديد الحلف للحادي والثلاثين من أكتوبر الحالي لإنهاء عملياته فوق البلاد، حاثاً الليبيين على نبذ الخلافات والتركيز على بناء ليبيا الجديدة بعد هذا الانتصار العظيم. ونوه قادة الاتحاد الأوروبي بشجاعة الليبيين وطالب بتشكيل حكومة لا تقصي أحداً لقيادة لتنطلق في مرحلة انتقالية ديمقراطية سلمية وشفافة لكافة الليبيين. كما رحبت باريس “بشجاعة ووحدة وكرامة” الشعب الليبي بينما تحدثت لندن عن “انتصار تاريخي للشعب الليبي”. وكان رئيس السلطة التنفيذية في المجلس الانتقالي محمود جبريل أكد صباح أمس، أن المشاورات جارية بشأن تشكيل حكومة مؤقتة خلال فترة ما بين أسبوع وشهر، لتحل بذلك محل المجلس الانتقالي، مبيناً أن الانتخابات بشأن تشكيل مجلس وطني جديد (برلمان) في البلاد ستلي ذلك بأسرع وقت ممكن. من جهة أخرى، أفاد طبيب شارك في تشريح جثة الزعيم الليبي الراحل فجر أمس، أن القذافي توفي متأثراً بإصابة ناجمة عن عيار ناري في الرأس وآخر في البطن، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عما إذا كانت الوفاة ناجمة عن رصاصة في الناحية اليسرى من رأس القذافي، مستطرداً “هناك عدة مسائل أخرى. علينا رفع التقرير إلى النائب العام. كل شيء سيعلن ولن يتم إخفاء أي شيء”. وفي بداية إعلان التحرير، وقف عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس والناطق الرسمي باسم السلطات الجديدة والذي لف جسده بعلم الاستقلال ذي الألوان الثلاثة على المنصة مبتسماً وهو يعلن الاستقلال، وردد الهتاف الذي سمع لأول مرة في مصر بعد إطاحة الرئيس حسني مبارك قائلاً للحشود “ارفعوا رؤوسكم عالياً، إنكم أحرار أيها الليبيون”. وأضاف “الشعب الليبي يؤكد احترام القوانين الدولية واحترام المصالح المتبادلة والتعاون مع كل الدول، خصوصاً دول جوار ليبيا”. وتابع أن الشعب الليبي وهو يؤسس دولة القانون يؤكد للعالم “احترام كل الاتفاقيات والمعاهدات والعقود المبرمة وفق المعايير الدولية”. وأضاف “إننا ندخل مرحلة جديدة تتطلب مزيداً من المسؤولية من طرف الجميع، تحيا الثورة وتحيا ليبيا”. ولدى مخاطبته للحشود التي كانت تردد النشيد الوطني الجديد بينما نظم المقاتلون استعراضاً عسكرياً، دعا رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إلى المصالحة الوطنية والاحتكام إلى القانون وعدم أخذ الحق بالقوة والأيادي قائلاً “أدعو الجميع إلى التسامح والعفو والصلح. ونزع الحقد والبغضاء والكراهية من النفوس” وشدد على سعي السلطات الجديدة إلى أمن وطني منظم وإلى جيش وطني يحمي الحدود الوطنية. وقال عبد الجليل “نحن كدولة إسلامية اتخذنا الشريعة المصدر الأساسي للتشريع ومن ثم فإن أي قانون يعارض المبادئ الإسلامية فهو معطل قانوناً. وقال إن كفاح الليبيين ضد القذافي بدأ منذ انقلاب 1969، ولكنها ثورات قد قمعت في حينها، سواء داخل معسكرات الجيش أو في المدن الرياضية أو في السجون، أو في الميادين العامة، مشيراً إلى أن شهداء سجن أبوسليم كانوا شرارة ثورة فبراير. وأعلن عبد الجليل عن ترقية جميع شهداء الثورة من العسكريين ورجال الآمن والمدنيين، قائلاً “إن مزايا مادية قد رصدت لأسر هؤلاء الشهداء سيعلن عنها فيما بعد، كما أكد عن ترقية استثنائية لكل من شارك بالقتال في هذه الثورة من العسكريين والمدنيين. وأعلن رئيس المجلس الانتقالي عن تعطيل القوانين التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع، وأورد قانون الزواج والطلاق خلال العهد البائد مثالاً على ذلك باعتباره يمنع تعدد الزوجات. أوضح في كلمته ببنغازي أن النية في ليبيا تتجه لإعادة النظر في القوانين المصرفية قائلاً “إننا نسعى لتكوين مصارف إسلامية بعيدة عن الربا، مشيرا إلى أن على الترهوني سيوضح في وقت لاحق جملة من القرارات في هذا الشأن من ضمنها إعفاء القروض الاجتماعية والسكنية في حدود 10 آلاف دينار من الفوائد، وأنه قد يصار إلى إلغاء كل الفوائد على كل القروض. وأشار إلى أن أي قانون مخالف للشريعة سيكون باطلاً. ودعا عبد الجليل في أول خطاب له بعد الاستقلال اليوم الأحد إلى المصالحة الوطنية والتسامح ونبذ الحقد والبغضاء والحقد والاحتكام إلى القانون، باعتبار هذا أمرا ضروريا لنجاح الثورة ولنجاح ليبيا المستقبل. وأضاف “نحن نسعى إلى تشكيل جهاز أمن وطني منظم وإلى جيش وطني يحمي الحدود الوطنية”. ولفت عبد الجليل، إلى أن “الثورة “ بدأت سلمية للمطالبة بالحد الأدنى من الحقوق المشروعة، لكنها ووُجهت بعنف مطلق، فسخر الله من ينصرها، بداية من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عبر القرار 1973 لحماية المدنيين في ليبيا، هذا القرار الذي اشرف عليه حلف شمال الأطلسي بكفاءة ومهنية راقية، وعاونه الكثير من الأصدقاء والأشقاء حتى تحقق لليبيين مبتغاهم ونصرهم”. وأثناء الاحتفال، تعانق مقاتلون أمام الأعلام والتقطوا صوراً مكرمين من سقط في ساحة المعركة من رفاقهم “الشهداء” فيما انتشرت قوات من الشرطة لضمان الأمن. وكان صالح الغزال رئيس المجلس المحلي في بنغازي الذي افتتح مراسم الاحتفال في ساحة الشهداء ببنغازي مهد الثورة، وقال إن الله قد أنعم على الليبيين بمصطفى عبد الجليل واصفاً إياه بأنه رجل الساعة. وهتفت الحشود التي كانت تستمع إلى الموسيقى الليبية وتلوح بالأعلام ذات الألوان الثلاثة. وأثنى غزال على من لاقوا حتفهم من مقاتلي المجلس وأشار إلى “النهاية المهينة” للقذافي، قائلاً “هذه النهاية الذليلة المهينة أراد بها الله العبرة والموعظة لمن يعتبر من اولئك الذين يمارسون أبشع ألوان الظلم والتنكيل لشعوبهم ولمن يمكن لهم ويستخلفهم من بعده”. وأعلن المجلس الانتقالي أنه ينوي إدارة ليبيا حتى انتخاب المجلس التأسيسي الذي يضم مئتي عضو خلال 8 أشهر، وذلك قبل إجراء انتخابات عامة في غضون 20 شهراً. ويقول مراقبون إن تشكيل الحكومة قد يصبح أمراً معقداً بسبب الصراع على السلطة بين الليبراليين والإسلاميين والتوتر بين المناطق والعداوات القبلية والطموحات الشخصية من أجل السيطرة على موارد النفط. وقد أعلن جبريل انه ينوي عدم المشاركة في الحكومة الجديدة محذراً مسبقاً بعد 8 أشهر من حرب أهلية، من أن إعادة إعمار ليبيا “لن تكون مهمة سهلة”. وتابع جبريل للصحفيين بالانجليزية على هامش أعمال المؤتمر الاقتصادي العالمي بالبحر الميت في الأردن أمس، “بدأت المشاورات بشأن تشكيل حكومة مؤقتة. أعتقد أن هذه العملية ستستغرق بين أسبوع وشهر على وجه التقريب. هذه هي توقعاتي. قد يستغرق الأمر وقتاً أطول أو أقل”. وأوضح أن الانتخابات بشأن تشكيل مجلس وطني جديد (برلمان) في البلاد والذي سيحل محل المجلس الانتقالي، ستلي ذلك بأسرع وقت ممكن. وأوضح أنه لا يعتزم الترشح لأي منصب رسمي في ليبيا. وأوضح جبريل أن “وظيفة المؤتمر الوطني ستكون اختيار اللجنة المكلفة بوضع الدستور واختيار الحكومة المؤقتة التي ستشرف على إجراء الاستفتاء على الدستور ثم هناك الانتخابات البرلمانية حيث سيكون لدينا أول برلمان في ليبيا بعد 42 عاماً من مصادرة الحياة الديمقراطية”. وقال إن “رئيس البرلمان الجديد المنتخب سيكون رئيساً مؤقتاً للبلاد”. وأضاف “بعد إجراء الانتخابات البرلمانية ستكون هناك انتخابات رئاسية وبانتهاء هذه الانتخابات ستكون لدينا أول حكومة منتخبة”. وتابع “لذلك نحن نأمل المضي في كل تلك المراحل في أقرب وقت ممكن حتى تبدأ الحياة الديمقراطية في ليبيا وعملية التنمية”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©