الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تعلمنا من مدرسة «أم الإمارات» قيم العطاء والريادة

تعلمنا من مدرسة «أم الإمارات» قيم العطاء والريادة
11 مارس 2016 13:33

لكبيرة التونسي (أبوظبي) أشادت مجموعة من الفنانات التشكيليات ورائدات الحركة الفنية في الدولة بدور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، في تشجيع المرأة الإماراتية، وبدور سموها في تشجيعهن ودعمهن اللامحدود، وحرص سموها على مشاركة المرأة في مختلف الفعاليات الثقافية والفكرية والإبداعية، مؤكدات أنهن تعلمن من مدرسة «أم الإمارات» قيم العطاء والريادة. وربطت هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ازدهار الحركة الفنية في أبوظبي بدعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وحرصها الكبير على رعاية المعارض، وقالت في هذا الإطار: مضى عشرون عاماً على تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، عشرون عاماً من العمل الثقافي التطوعي الذي سرنا فيه على النهج الريادي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حيث استلهمنا من سموها قيم العطاء بلا حدود، وعلى خطاها سرنا في السعي لتحفيز المعرفة، وترسيخ مبادئ التنمية المجتمعية، والتلاحم الوطني، وتمكين المرأة، ونحن في مهرجان أبوظبي 2016 نحتفي بريادتها للعمل الثقافي تحت شعار«الالتزام بالثقافة». وتضيف كانو: «من مدرسة سموّها تعلّمنا العزيمة وريادة المبادرة، ومن البنية المعرفية الراسخة التي أرست أسسَها تعلّمنا العطاء الذي ترجمناه مبادراتٍ خلاقةً في المعرفة والبحث العلمي والتعليم والتكاتف المجتمعي. لقد آمنت سموّها منذ البداية بأن التعليم هو مفتاح التنوير والنهضة الثقافية وتنمية المعرفة، وأن نهضة أي مجتمع مرتبطة بتفعيل دور المرأة الذي يختصر أدواراً عدة، وأشرفت سموها على استراتيجية طموحة لمحو الأمية وتعليم المرأة في الدولة، وأصبحت المرأة الإماراتية بهديٍ من دور سموّها، فاعلةً في الكثير من المواقع والمناصب التي أثبتت فيها جدارتها». وأنارت «أم الإمارات» الطريق لنا، وألهمتنا بوجودها وتوجيهاتها ورعايتها، ودعمتنا منذ البدايات، حيث قدّمنا بحضور سموّها، في العام 2008، أول أمسية أوبرالية شعرية، أدّتها رائدة الأوبرا العربية هبة القواس، وحفلت بروائع شعر الحلاج، وأنسي الحاج، وهدى النعماني، وعبد العزيز خوجة، وقبلها في العام 2007، قدّمنا «في رحاب التاريخ الإسلامي»، وكان أول معرض لمجموعة إسلامية خاصة للدكتور عبد اللطيف كانو، ومقتنيات متحف بيت القرآن في البحرين، وفي الفن المعاصر، كان دعمها اللامحدود للعديد من المبادرات، وبينها معرض التصوير الفوتوغرافي«الحجاب Le Voile»، ومن دعم سموّها لهذا المعرض، تعلّمنا ثقافة الانفتاح والتسامح، وكيف يكون الحجاب رمزاً موحداً للإيمان والإنسانية. استلهام الثقافة وتضيف: لسموّها الدور القيادي لنا في العمل التطوعي الإنساني وخدمة الفئات الأكثر احتياجاً، ومنها استلهمنا مبادرات العمل الثقافي في خدمة الإنسان، وكيف نجعل من الفنون أداةً علاجية للبشرية، ولا بدّ لنا من أن نذكر معرض «تعابير صامتة» بالشراكة مع مراكز إيواء النساء والأطفال، والذي لم يكن لينجح ويستمر لولا دعم ورعاية سموّها. ولأم الإمارات الجهد الرائد في تحفيز الدبلوماسية الثقافية التي كانت في منهجها وقيادتها، والحوار المعرفي الذي أسهمت فيه وأثرته، العامل المؤثر في صناعة الحاضر المزدهر والمشرق لثقافة الإمارات، وستظل العامل الأهم في استشراف تحديات المستقبل الإماراتي، فقد حرصت سموُّها كلّ الحرص على بناء الشراكات الثقافية الراسخة القوية تأسيساً لعلاقات الدبلوماسية الثقافية، من خلال مواقفها المشجعة والداعمة لنا في استقبال كبار ضيفات مهرجان أبوظبي منذ انطلاقه، كشقيقة جلالة ملك إسبانيا دونيا بيلار، بالتزامن مع حفل الأوبرا للتينور خوسيه كاريراس، واستقبالها جلالة ماتيلد ملكة بلجيكا، أثناء توقيع مذكرة التعاون مع كلية الملكة إليزابيث للموسيقى، وبمواقف سموّها المشجعة للتعاون الثقافي والانفتاح على العالم، حققت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أكثر من اتفاقية تعاون ثقافي عالمية، من بينها التعاون مع مهرجان أدنبرة الدولي تحت رعاية جلالة ملكة بريطانيا، والعديد العديد من مبادرات توثيق روابط الدبلوماسية الثقافية بين الإمارات والعالم، وختمت كانو بقولها: «إن الوطن أم والثقافة أم وأمنا «أم الإمارات» بعطائها اللامحدود ورعايتها للعمل الإنساني». دعم المبادرات الفنية من جهتها، تقول الفنانة التشكيلية خلود الجابري: إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لها دور كبير في دعم الحركة الفنية في الدولة، مؤكدة أن سموها كانت- وما زالت- تتبنى نهضة الحركة النسائية، حيث أولت اهتماماً بالغاً للمرأة الإماراتية في المجالات السياسية والدبلوماسية والفنية. وتضيف: كنت من بين أوائل المتخرجات في الدولة، بحيث درست بجامعة الإمارات بالعين، وكنت الخريجة الوحيدة، وأذكر أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت تشرف على تخريج الطالبات، وتمنحهن مكافأة ومكرمات مالية، تشجيعاً لهن على مواصلة الدراسة، كما أن تأسيس الحركة الثقافية والفنية بدأ منذ تأسيس الدولة، ولم تكن قاصرة على الرجال، بل كان هناك اهتمام كبير جداً بالنساء صاحبات المبادرات الفنية، وفي عهدها تأسس المجمع الثقافي وعرف حركة ونشاطاً ثقافياً في الدولة، وأصبح وجهة لرواد الفنون، وأذكر أن أول معرض مشترك للنساء من مختلف الجنسيات للفنون التشكيلية في المجمع الثقافي أقيم برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وحقق صدى طيباً، وكان بمثابة الشرارة التي أطلقت مبادرات أخرى ومعارض كثيرة، ويرجع لسموها الفضل في تبني وتشجيع كل المبادرات النسائية في جميع المجالات. وتضيف الجابري: لا ينحصر دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في مجال الفنون فحسب، بل كانت المؤسس الأساسي للحركات النسائية في الدولة، كما كانت وراء ابتعاث البنات للدراسة في الخارج، كما كانت تستقبل جميع السيدات وتشرف على قضاياهن بشكل مباشر، وتتميز سموها بحسن الاستماع، وتتسم بالتواضع، ونشعر في حضرتها بحنوها وعطفها، وبفضلها ودعمها وتشجيعها اقتحمت المرأة الإماراتية جميع المجالات، ومنها على الخصوص المجال الفني، بحيث أصبحنا نشارك في المعارض الدولية داخل الدولة وخارجها، ونقود- بفضلها- حركة فنية كبيرة، وأصبحت المرأة الإماراتية تشارك في الندوات والمؤتمرات، وتمثل الدولة في جميع الملتقيات الفنية، ووصلت للعالمية بفضل هذا الدعم وهذا التشجيع، وتضيف الجابري: «سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» مثلنا الأعلى وهي النبراس الذي ينير الطريق، وكل نجاحاتي أهديها لسموها خاصة أننا في بداية الطريق، ففي الثمانينيات لم يكن هناك اعتراف بالحركة الفنية التي تخوضها السيدات، ولكن بتشجيع سموها وصلنا للعالمية، بل توجد هناك أروقة فنية تديرها سيدات قبل الرجال، واحترفن المجال الفني، ويقمن باقتناء الأعمال من الخارج، ويشاركن في المعارض والمهرجانات الكبيرة، سواء داخل الدولة أو خارجها، وبتشجيعها أصبحت المرأة الإماراتية موجودة في جميع الميادين، وأصبحت منافساً قوياً لجميع النساء حول العالم. وراء كل رجل عظيم بدورها، تقول الفنانة سمية السويدي: إن انتعاش الحركة الفنية في الإمارات، خاصة وسط أوساط النساء، كانت بدعم وتشجيع من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مؤكدة أن هذا النهج تبناه أيضاً المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، موضحة: انطلاقاً من إيماني العميق المتمثل في دعم قياداتنا لنا واعترافاً مني لهذا الدعم الذي نحظى به، فإن أول إهداء من لوحاتي، والذي كان سنة 2001، كان إهداء لروح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكان هذا بمثابة انطلاقتي القوية، بحيث حققت إقبالاً كبيراً، وتفاعلًا، وخلال السنة الموالية أنجزت 30 لوحة تشكيلية وسوريالية، وخلال سنة 2003 شاركت في أول معرض مع فنانين من الإمارات ولبنان، وتلتها مشاركات في معارض أخرى محلية وإقليمية ودولية». جزء من الثقافة المحلية تشيد الفنانة عزة القبيسي بدور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في دعم الفن واحتضان المبادرات الفنية وتقول: إن الحركة الفنية في الإمارات تعرف ازدهاراً كبيراً في الوقت الحالي، بينما كانت في السابق تعرف العديد من التحديات التي أسهمت «أم الإمارات» في رفعها من خلال الاهتمام بالمرأة، وتأسيس الحركات النسائية، وتمكين النساء في جميع المجالات، وإشراكهن في الدورات والورش، وتضيف: قبل أربعين سنة، لم تكن هناك العديد من التخصصات الفنية، بحيث كنت الخريجة الوحيدة في مجال عملي، لكن بدعم سموها، وبالاهتمام المباشر بدعم الحركة النسائية في جميع المجالات، أصبح الفن جزءاً من الثقافة المحلية، تجاوزنا كل العقبات بفضل الدعم، وبفضل سن قوانين لصالح المرأة، وعلى يديها الكريمتين تم بناء الأساس، واليوم نحصد ثمار ذلك، فتبلورت حركة فنية كبيرة، وباتت مشاركتنا داخل الدولة وخارجها لها ثقلها، ولعل الحركة الفنية وازدهارها في جزيرة السعديات وتأسيس المتاحف الفنية ثمار هذا الدعم، ولكن مازلنا بحاجة إلى الاهتمام بالفن المحلي، بحيث كان للمجمع الثقافي سابقاً في أبوظبي دور كبير في احتضان المواهب المحلية. أم العرب تفضل سوسن خميس، مديرة المرسم الحر، أن تطلق «أم العرب» على سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مؤكدة أن هذا اللقب ليس جديداً، بل هي بمثابة أم فعلية لكل فرد مقيم في الدولة، لافتة إلى أن مواقفها الإنسانية لا تخفى على أحد، ويتجلى اهتمامها بكل الناس في جميع ربوع العالم، وتوضح خميس أن اهتمام سموها لا يقتصر على المرأة فقط، بل يمتد لجميع مكونات الأسرة، فتولي عناية كبيرة للطفل والمرأة، وتضيف:«ألمس ذلك من خلال اللقاءات الشخصية مع سموها، بحيث أشعر بعطفها وحنانها، وألمس اهتمامها بجميع فئات المجتمع من خلال توصياتها». أما من الناحية الفنية، فإن المرسم الحر لعب دوراً كبيراً في رفد الساحة الفنية بمواهب فنية، وكنا نشارك في المؤتمرات والمعارض التي يقيمها الاتحاد النسائي العام منذ القدم بأشغال فنية للمواهب الإماراتية، كما شاركنا في افتتاح متنزه خليفة بجميع أشكال الفنون التي ينتجها المرسم الحر، وواكبنا بذلك انتعاش الحركة الفنية في إمارة أبوظبي، وقبل ذلك كنت مديرة قسم المعارض بالمجمع الثقافي الذي يحظى بالذاكرة الجمعية لسكان أبوظبي، بحيث وقفت عن قرب على دوره الكبير في تأهيل الأسر، وتعميق ثقافتهم. أما عن الحركة الفنية في الإمارات، فتقول سوسن خميس مديرة المرسم الحر في أبوظبي: إن تثقيف الأسرة فنياً، وتعميق هذا الجانب لديها يجعلها تنظر لهذه الفنون وتتذوقها، وبناء الإنسان في هذا المجال سيمد الدولة بأناس يعشقون الفن ويتذوقونه. وتوضح خميس أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تولي اهتماماً كبيرة لتعلم الفن لهذا الجيل، بما لايمس العادات والتقاليد، بحيث تشجع وتدعم التعلم والحفاظ على التراث والهوية الإماراتية، وتضيف خميس أن الدولة تحصد الآن ما زرعته منذ قديم الزمان، وما الحركة الفنية التي تشهدها اليوم وازدهارها إلا حصاد السنين وحصاد الدعم المستمر لسموها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©