اللحاق بالقطار

اللحاق بالقطار هي مقولة تعني باللغة الانجليزية الكثير من المعاني، ربما لا تعني معناها الحرفي، ولكنها تعني اللحاق بالمستقبل أو الإمساك بالفرص أو تعويض ما فات وتأخر. وهذا ما أريد الحديث عنه، وإن كنت سأعني هنا الكلمة بمعناها الحرفي والرمزي، فالحديث هو عن القطار الخليجي، ذلك المشروع الذي تأخر كثيراً جداً، أو المشروع الذي لم نلحق به ولم نتمكن من الإمساك به كفرصة مهمة فاتتنا لسنوات طويلة. قد يعتقد البعض أن مشروع القطار الخليجي الذي يمر عبر دول الخليج مجرد مشروع من مشروعات النقل العام، ولكن قطار الخليج له العديد من الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتجارية والاجتماعية وغيرها من الأبعاد..وهذا القطار الذي تأخر كثيراً والذي طالعتنا الصحف بأن الخطوات التنفيذية على مشارف البدء والتحقيق، سوف يغير وجه الحياة في منطقة الخليج. أولاً يجب أن نعلم أن الأرقام الهائلة التي تحققها المدن الأوروبية في عدد الزوار السياحيين، ناجمة عن السياحة الأوروبية الداخلية التي تتخذ من القطارات وسيلة أساسية في التحرك والتنقل، فهي وسيلة تنقل آمنة وسريعة ومريحة وسهلة ورخيصة، تخيل نفسك تستطيع السفر بين دول الخليج عبر قطار بسعر رخيص ومريح، مع تجربة قد تبدو مثيرة وجذابة للكثيرين. ثانياً خط السكة الحديد بين دول الخليج سيساهم في إنشاء مدن جديدة وخدمات على طول الخط الحديدي، وسيعمل على تنمية مجتمعات جديدة لأجيال جديدة هي أحوج لهذه الأماكن والتجمعات العمرانية، بدلاً من ترك المساحات الصفراء تسيطر على خريطة منطقة الخليج. ثالثا سيساهم القطار أيضاً في تنمية حركة البضائع والتجارة البينية، وسيساهم في خفض أسعار العديد من السلع وسرعة وصولها وتحركها. لماذا إذٍا تأخرنا في هذا المشروع الهام خاصة بعد أن عرفنا أن تكلفته المادية ربما أقل من مشروعات أخرى قد لا تمثل هذه الأهمية، ولا تقدم هذه المميزات، ولا تخدم نفس العدد الذي سيخدمه مشروع القطار..؟ وإذا تم تقسيم التكلفة المادية بين دول الخليج سيكون المبلغ ربما رمزياً مقارنة بمشروعات أخرى. والأغرب من كل هذا أنني قرأت معلومة مفادها أن هناك مناقشات فنية استغرقت وقتاً طويلاً حول سرعة القطار، هل يكون في سرعة القطار الياباني (الطلقة) أم الصيني الأسرع من الطلقة، أم القطارات العادية ذات السرعات المنخفضة. المشروع مهم جداً وحيوي ..ليس المهم سرعة القطار، ولكن المهم سرعتنا نحن في تنفيذ المشروع..وسرعتنا في اللحاق بالقطار، فقد فاتنا الكثير من القطارات في مشروع القطار الخليجي..والمهم الآن أن نلحق بالقطار..بكل معاني الكلمة.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية