الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أمهات شبه غائبات..وأطـفـال فـي عهـدة الخـدم

أمهات شبه غائبات..وأطـفـال فـي عهـدة الخـدم
17 أكتوبر 2015 09:38
وسط هذه الأجواء المحمومة، الحياة المستعرة، والمشتعلة تارة بالأفكار، وأخرى بالأماني والأحلام، يصبح للخدم النصيب الأكبر في نشر ونثر ثقافتهم في عقول الأطفال ونفوسهم، حتى يصبح الطفل محملاً بثقافة مختلقة، ولغة غثيثة رثيثة تخرج من شفتيه وعقدة لسانه، وكأنها سهام ملتهبة، أو نكات تفضح الواقع الذي نحياه ويكشفه الأطفال بعفوية وبراءة لا متناهية، دون مواربة أو خوف. الأطفال أمانة في أعناق الوالدين، ومن واجبهم الحفاظ على سلامتهم وأمنهم، وتنشئتهم التنشئة السليمة المتشبعة بروح المجتمع، وقيمه العليا، ومفرداته الغنية الأصيلة، وكرمه ونجدته، تولي بعض الأسر للخادمات، رغم انتمائهن إلى خلفيات ثقافية ودينية متنوعة، «ثقة مطلقة في تربية الأبناء»، رغم أن قانون الإمارات، يصف مجرد ترك الطفل بمفرده مع الخادمة من دون رقابة، وصف جريمة تعريض الآخرين للخطر، ويعاقب عليها الأبوين أو من يكون الطفل في حضانته. هاجس مقلق لقد باتت ظاهرة اعتماد العائلات على الخادمات في رعاية أبنائها هاجساً مقلقاً للمختصين وأولياء الأمور، رغم أن القانون في الإمارات يملك بسط سلطة رقابته بإلزام الوالدين بأداء واجباتهم تجاه أطفالهم، والتأكد من أن كل طفل في الدولة يحصل على كامل حقوقه التي يكفلها له القانون. غير أن الكثير من الأسر التي توفر عاملات للعمل في المنازل، تحمل الخادمات مسؤوليات رعاية الأطفال، وتربيتهم، وتدبير شؤونهم، حين انشغال الأبوين، أو في أوقات غيابهما عن المنزل، رغم أهمية عملية إشباع حاجات الطفل من طرف الأبوين في جو من الحب والعطف، الأمر الذي له القدرة على التكيف في بيئة طبيعية هي في النهاية مجتمعه. وقالت إيمان أحمد أبو الرب، موظفة في أحد مكاتب استقدام العمالة، إنها كموظفة في هذا الموقع ترى ما لا يراه أولياء الأمور، وتطلع على قصص محزنة في هذا المجال بسبب ترك الأطفال مع الخدم، ولذلك فهي ترفض ترك الأبناء مع الخدم لأنه ما من أحد يمكنه أن يحل مكان الأبوين، بل إن الخادمة قد تكون أمامك طيبة وودودة، ولكنها حين تغيب عنها تتصرف بطريقة أخرى. وطالبت بوجود حضانات مركزية تكون خاصة بموظفي القطاع، وقريبة من مكان العمل، حتى يتمكن الأب أو الأم من الاطلاع على وضع الطفل في أي وقت. ردات فعل متشنجة شددت على أن ترك الأطفال عند الخدم، يمثل خطراً عليه، خاصة أن ردات فعلها ستكون متشنجة بسبب ما تستهلكه من طاقة في أعمال المنزل، مما يصعب عليها تقبل سلوكيات الأطفال أو التعامل معهم بعطف ورحمة، ولتأثيرها على سلوكياته مستقبلاً. من جهتها قالت رنا علي الخواص، إنها رفضت عروض العمل حتى يبلغ أطفالها سن الدخول إلى المدرسة، مؤكدة أن غياب دور الأم يؤدي إلى التنشئة الاجتماعية الخاطئة، خاصة أن هذه التنشئة ينبغي أن تبنى على توجيه الأبوين. وطالبت بإعداد برامج للتوعية، تدعم دور المرأة في تربية أطفالها، وتنبذ الاتكالية، وتؤكد أن الاعتماد على الخادمة يلغي دور المرأة، ويضر بعملية التربية للنشء. حلول مناسبة من جهته قال راشد علي العلي: إن انتشار ظاهرة ترك الأطفال مع الخدم أصبح هاجساً مقلقاً ما لم يتم تدارك الوضع بحلول مناسبة، منها الاعتماد على مربيات متخصصات، في ضوء تزايد الأدوار العملية للمرأة، التي تتطلب غيابها والتوفيق بين عمل المرأة والحد من الاعتماد على الخادمات، وتعويد أبنائنا على الاعتماد على النفس، وتحديد الأعمال الموكلة للخادمة وإبعادها عن تربية الأطفال ما أمكن، والتوسع في إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال، واستخدام الخادمات عند الضرورة القصوى كحالات الإعاقة، أو الأمراض المزمنة. وقال فيصل محمد الشحي إنه مع دعم دور المرأة الفعلي من خلال تفعيل وظائفها التقليدية في التربية، فإن كان لابد من ترك الأطفال مع غيرها، فتجب الاستعانة بالمربية المؤهلة تربوياً لهذه المهمة، لأن طبيعة عملها مع الطفل مختلفة عن غيرها، ولديها القدرات والمهارات الكافية في التعامل مع الأطفال، مع وجود نظام دور الحضانات المركزية في العمل بهدف الحفاظ على أطفال العاملين والعاملات. أخطار جسيمة وقال خالد المهيري: أنا ضد الاعتماد على الخدم في التربية، لما له من أخطار جسيمة ووخيمة على تربية الأطفال والتأثير على لغتهم الأم اللغة العربية، ناهيك عن كونها غير مسلمة وهو الخطر الأكبر الذي يعرض أطفالنا لتعلم ثقافة جديدة ودخيلة على مجتمعنا، وأرى أن البديل المناسب هنا هو وضع حضانات مرخصة من قبل الجهات المعنية، ما يسهّل على الأم التواصل والاتصال بمركز الحضانة، وإرضاع الطفل في وقته، أو وضع الطفل عند الأهل من الدرجة الأولى، كالأب والأم والإخوة والأخوات، كما يفضل عند وضع الطفل في الحضانة أن يترك في يد مشرفة مواطنة تقوم به وترعاه فهي ابنة البلد وستخاف عليه من الإهمال بل ستحرص عليه وكأنه ابنها. وأضاف: من الطرق الآمنة للحفاظ على الأطفال في حال غياب الأبوين هو وضع الأطفال عند الوالدين أو أشقاء وأخوات الزوج أو الزوجة بحسب ما يراه كل منها الأنسب، كما أن القانون لا يجرم أو يعاقب من يضع أطفاله أو يتركهم عند الخدم، فالأصل هنا معاقبة الإهمال، أو التقصير الذي يتسبب فيه الوالدان. وأشار إلى أهمية إنشاء حضانات داخلية لأطفال الموظفات في جهات العمل أفضل من ترك الأطفال عند المربيات والخدم، لما له من أثر بالغ في الشعور والإحساس بالأمن والطمأنينة على حياة أطفالهم. من جانبه قال عبدالله سالم الكندي: أنا ضد الاعتماد على الخدم في التربية، لما له من أخطار جسيمة على ثقافة الطفل، والتي تمس الدين بشكل رئيسي ناهيك عن اختلاف ثقافة اللبس والطعام، كما أن الجهل وعدم المعرفة بالسيرة الذاتية للخادمة، والمزاجية لها أثر كبير على حياة الطفل، خاصة إذا ما كانت تمر الخادمة بحالة نفسية، فقد تسيء التصرف فتضرب أو تلحق ضررا بالأطفال لعدم مبالاتها أو إهمالها. تنمية الاهتمام بالأطفال أشار الكندي إلى أن البديل المناسب هنا هو تنمية مهارة الاهتمام بالأطفال وتطوير المعرفة بالجوانب الاجتماعية وتنبيه الأم وزيادة وعيها، بورش العمل والدورات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية لما لذلك من أثر طيب في تقوية الاهتمام والاعتناء بالأطفال ورعايتهم، وزرع الرغبة في الاهتمام بالطفال وجلبهم مع الوالدين في أغلب الميادين والتجمعات الاجتماعية، كما أن القانون لا يعاقب أو يجرم من يعتمد على الخادمة، بل يعاقب من يقصر ويهمل في واجبه تجاه أطفاله، وهناك قصص كثيرة وشاهدة على ذلك والقضاء المدني كفيل بذلك ويأخذ مجراه في تطبيق القانون. وأضاف: إن إنشاء الحاضنات أمر جيد في جهات العمل، لكن متابعة الجهات المعنية لهذه الحضانات، ووضع رخص للمربيات أمر كفيل في حفظ الأطفال، كما يجب عزل المربيات من مكاتب الخدم، وجعل استقطابهم في بند وقطاع خاص، يضمن المعرفة بشروط وقانون استقطاب المربية. من جهته قال خليفة الدرمكي: أنا ضد الاعتماد على الخدم في التربية، لما له من أخطار على لغتهم الأم اللغة العربية، ناهيك عن كونها من ثقافة أخرى وهو خطر آخر يعرض أطفالنا لتعلم أشياء جديدة، ودخيلة على مجتمعنا، وأرى أن البديل المناسب هو وضع أو تخصيص ساعات عمل معينة، ما يسهّل على الأم الوصول للبيت والتواصل مع أبنائها، ومتابعتها لهم، بحيث يكون هناك نوع من التنسيق بين الأم والمربية وتحديد دور كل منهما. وأضاف: من الطرق الآمنة للحفاظ على الأطفال في حال غياب الأبوين هو وضع الأطفال عند الجد أو الجدة، أو تخصيص حضانة خاصة في الفترة المسائية ووضع الأطفال عند موظفات الخدمة الاجتماعية وإعطاؤهن راتبا إضافيا على ذلك. تصاعد حوادث الإهمال تقول خولة النعيمي: أنا أم وموظفة، لدي طفل يبلغ من العمر سنتين، ومنذ الشهر الثالث لولادته وضعته في الحضانة حتى الوقت الحالي، لأنني لا أثق في تربية الخدم للأطفال، ولا أحبذ جلوس الخادمة مع الطفل لفترة طويلة، كما أن الطفل في الحضانة يكتسب مهارات متعددة، ويصبح له شخصية اجتماعية، من خلال اللعب مع الأطفال الآخرين في الحضانة، هذا غير التعليم المبتكر الذي يتلقاه الطفل. وكون أنني أم عاملة فأنا مضطرة وبشدة لترك طفلي لدى من يقوم برعايته، والحضانة هي الأفضل، لذلك فإنني أؤيد وبشدة تأسيس حضانات لأبناء العاملات في جميع المؤسسات، وهو الأمر الذي يُكسب الأم العاملة الثقة، والراحة بأن أطفالها في مكان آمن ويمكنها متابعتهم بسهولة ويسر، وبالتالي ستكسب المؤسسة موظفة تعمل بإنتاجية أكثر، ونسبة غياب وتأخير أقل، ولا أنكر أن الكثير من الأمهات العاملات يعتمدن على الخادمات بشكل كبير في أمر رعاية أطفالهم، وأنا ضد ذلك، لأن الخدم يتم استقطابهم من بيئات وعادات ولغات مختلفة تماماً عنا، فنجد أن الأطفال يكتسبون عادات سيئة. من جهة أخرى وبسبب انشغال الخادمات بالأعمال المنزلية، فإننا نجد حوادث إصابات الأطفال الناتجة عن الإهمال بازدياد، وانتشار مقاطع فيديو لتعذيب أطفال على يد الخادمات. وحذرت النعيمي الأمهات من ترك الأطفال عند الخادمات لفترات طويلة، ففي النهاية هن لسن مربيات أو أمهات، وتم إحضارهن من أجل تنظيف المنزل والقيام بالواجبات المناطة بها. لا توجد ثقة كاملة تقول منال أحمد «موظفة»: اضطررت لتركيب ما يقارب من 10 كاميرات مراقبة في المنزل، لأنني أقوم بترك ابني في المنزل مع الخادمات، خصوصاً أنني في منطقة لا تتوفر فيها الحضانات، مشيرة إلى أن دور الخادمة مع الطفل ينتهي بمجرد وصولي للمنزل بعد انتهاء وقت عملي. وأضافت أنني لا أتساهل في الاعتماد على الخادمة في تربية ورعاية أبنائي، حتى في أوقات غيابي عن المنزل لغير العمل، فإنني أفضل ترك أبنائي عند والدتي، وذلك لعدم وجود الثقة الكاملة بالخدم، والتي إن تم إعطاؤهم إياها، سوف نلقى ما لم نحمد عقباه. فالخادمات يأتين من بلدان وثقافات مختلفة، ولا يمتلكن الخبرة ولسن مؤهلات علمياً وتربوياً للعناية بالأطفال، وقد تكون منهكة من عمل المنزل والمهام التي تؤديها فيه، ويصعب عليها التعامل بلطف مع الطفل، وبالتالي فإنها سوف تشفي غلها على الأطفال وتُفرغ نفسيتها السيئة عليه، وسوف تمارس أنواعا مختلفة من الانتقام. وأشارت إلى أن أغلب ما تشتكي منه الأمهات في الوقت الحالي هو أنها لا تعرف سبب أن طفلها «عنيد»، والإجابة باختصار واضحة، فعند الاعتماد على الخادمة في التربية هي لا تملك بالتالي الحق في تقويم وتوجيه سلوك الطفل، فهي تراقبه فقط، لذلك يعتاد الطفل على نمط من السلوك العنادي، فتراه يعبث ويحطم ألعابه ويفعل ما يريد، لعدم وجود من يقوم سلوكه وينهره عن أفعاله. الإحساس بالمسؤولية أما سامية أحمد فتقول إن الخادمات أصبحن ضرورة ملحة لكل الأسر، في ظل خروج المرأة للحمل، مشيرة إلى أن حظها كان موفقاً في الخادمات المربيات اللاتي أحضرتهن، وإن كونها امرأة عاملة فإنه ليس لديها خيار غير ترك طفلتيها مع الخادمات، واللاتي يقدمن العناية والرعاية لطفلتيها حتى عودتها إلى المنزل. وأضافت: أنا لست ضد رعاية الخدم للأطفال، لكنني ضد أن تترك الأم أمر التربية والعناية بالطفل كاملاً على الخادمة، فترى بعض الأمهات يعملن ومن ثم يخرجن للتسوق، وعند العودة للمنزل تسأل الخادمة عن الطفل، مجرد السؤال ولا تقوم بالاطمئنان عليه ومعاينته، إن كان تعرض لأي أذى جسدي. الأم مدرسة يقول رعد المنتصر: بالنسبة لي شخصياً فأنا ضد الاعتماد الكلي على الخدم في تربية الأبناء، ولا يوجد هناك بديل عن تربية الأم لأبنائها «فالأم مدرسة إذا أعدتها أعددت شعباً طيّب الأعراقِ». مضيفاً: ولكن للضرورة أحكام، والحضانات هي الحل الأمثل لترك أبنائنا فيها، وهي الأيدي الأمينة من بعد الأم. وبالنسبة للقانون لا أعتقد أنه يجرم، ولكن يجب وضع ضوابط يتحملها بالدرجة الأولى الآباء والأمهات، في حال كان هناك تقصير في التربية ومتابعة سلوك الأبناء. ومن الضروري أن تكون هناك حضانات، حيث يكون الطفل قريب من والدته، ويكون تحت رقابة وبأيد أمينة تحافظ على سلامة الطفل. وأشارت ندى حسن إلى أنه لا يجوز الاعتماد على الخدم في كل شيء، وخاصة في تربية الأبناء، حتى لا تتشكل ثقافة الأطفال بعيدة عن ثقافة مجتمعنا. وفي تصوري لا توجد هناك أي بدائل سوى توفير الحضانات في داخل كل جهة عمل كي يسهل على الأم مشقة التفكير، ومن ثم العطاء في العمل بشكل أفضل لقربها من ابنها. وأضاف عبدالعزيز الحمادي أن هناك أسرا تجبر بالاعتماد على الخدم في تربية أبنائها كون الوالدين يعملان لفترة طويلة خارج المنزل، وليس لديهما من يرعى الطفل، سوى الخدم داخل المنزل. وفي اعتقادي لا يوجد هناك بديل إلا أن تضطر الأم بوضع ابنها عند خادمة إلى أن تأتي إلى المنزل. أين القوانين؟ للأسف الشديد لا توجد هناك قوانين تجرم هذه المسألة على الرغم من المشاكل التي قد تواجه الأطفال من قبل الخدم، والأمور التي ربما تسيء لمستقبل هؤلاء الأطفال وبراءة سنهم. مشيراً الحمادي إلى أنه يتمنى أن يكون هناك أماكن متخصصة ذات مساحات صغيرة وسط مباني العمل كي يكونوا بالقرب من أمهاتهم. وشارك حمد المنصوري مبيناً أن اليوم لا نستطيع التخلي عن الخدم في المنزل، لأنهم أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المنزل، ولكن لا يعني ذلك بأن يساهموا في تربية فلذات أكبادنا، بل لهم عملهم ولكن مسألة التربية تقع على عاتق الوالدين وهي أمانة في أعناقهم ولا أحد يتحمل مسؤولية أحد إلا والديه، ولا يوجد قلب أرحم من قلب الأم على ابنها. مسنداً قوله بأنه لا توجد بدائل أسمى وأرقى من حضن الأم، فحضنها هو المأوى، والملجأ لمشاعر الطفل، في لحظة الاحتواء، والانطواء، والاختباء. مضيفاً أن القانون اليوم لا يعاقب ولا يجرم تربية الأبناء على أيدي الخدم، ولكن أعتقد بأنها ثغرة ويجب الالتفات إليها بأسرع وقت، لأنها مؤثرة مع الوقت على الجيل، جيل الوطن، فالوطن اليوم بحاجة إلى جيل واع، خال من النفسيات المشوشة، ويحمل ثقافة قوية راسخة وليست هشة، متزعزعة، فيد الأم هي خير يد لتربية ابنها، وخير جليس، وأنيس. وقال المنصوري: أتمنى أن تكون المؤسسات مسؤولة وتنظر إلى المسألة بحسم، ووضع الحضانات أمام أعين الأمهات وبالقرب منهن كي تكون هناك إنتاجية فعالة من قبلهم، وبضمير حي يخدم المؤسسة ويخدم هذا الجيل. رغم صعوبات الحياة، وتكاثر المسؤوليات على عاتق الأسر، تبذل الأم جهوداً كبيرة بين التربية والعمل، والمطالب التي لا تتوقف. المسألة باتت معقدة، وتحتاج منا جميعاً إلى مراجعة عميقة ومسؤولة، بعض الأسر بحاجة إلى تأمين لقمة العيش الهنية، الجميع يكد ويجتهد ويتعب في سبيل توفير الحياة الرغيدة لأبنائه وأفراد أسرته، وتأمين مستقبلهم، وسط هذه الأجواء، يصبح للخدم النصيب الأكبر في نشر ثقافتهم في عقول الأطفال، حتى يصبح الطفل محملاً بثقافة مختلقة، ولغة ركيكة تخرج من شفتيه، لتفضح الواقع الذي نحياه ويكشفه الأطفال بعفوية. غياب الحب والحنان الأبوي يفقد الطفل الأجواء العائلية والعاطفة والسلام المجتمعي حوادث إصابات الأطفال الناتجة عن الإهمال في تزايد موظفة تركب 10 كاميرات في المنزل لمراقبة الخادمة! ترى حصة العويني أنه بسبب مشاغل الوالدين لا يجدون حلاً غير الخادمة للاعتناء بأطفالهم، ومن الممكن ألا يكون لديهم أقارب بالقرب منهم لترك أولادهم معهم، لذا بمقدور الأهالي توفير معايير السلامة كوضع كاميرات مراقبة وقفل الأبواب برمز سري لتمنع خروج الخادمة أو جلبها لغرباء داخل المنزل، وبإمكان الأم أن تقوم بتجهيز مسبق لطعام طفلها كي لا تصنع له الخادمة أي شي يؤثر سلباً على صحته، وفي حال وقوع أي مكروه للطفل من قبل الخادمة، يلام الوالدان على ذلك لأنهما اعتمدا على الخادمة أكثر من اللازم، فترك الأولاد طوال اليوم تحت مسؤوليتها يسبب جهداً وإرهاقاً كبيراً مع مشاغل المنزل. الكاميرات لا تمنع الجريمة يرى أحمد موسى أن الاعتماد على الخادمة في تربية الأبناء من الأسباب التي تزيد من جرائم المجتمع ونحن في غنى عن ذلك، حتى وإن كان لظرف العمل، إنني لا أثق أبدا بأن أعرض أبنائي ببقائهم مع الخادمة لوحدهم وأتركهم في بيت أحد من إخوتي أو والدتي وإن لم أكن في المنزل، وكذلك والدتهم أقوم بتأجيل عملي ليوم آخر، لأنه في فترة جلوسهم مع الخادمة من المؤكد سيتعلمون عادات سلبية، ولا نتكل على الكاميرات الموصلة مع أجهزة الهواتف للاطمئنان هي وسيلة لتفقد تحركات الخادمة في المنزل. ترى رانيا حسن أن التربية الصحيحة للطفل تستوجب وجوده في وسط اجتماعي في مرحلة مبكرة من عمره، حتى يتعلم المشاركة الجماعية، وغيرها من السلوكيات التي تكون شخصيته. وتقول: الطفل في أول مراحله العمرية بحاجة إلى حنان الوالدين، حيث يحتاج للاحتضان والحنان، وعيش الأجواء العائلية العاطفية، حتى يتم تغذية روحه، ولكن في الوقت الحالي تخلت الأمهات عن هذا الأمر، وأوكلن هذه المهمة للخادمة، فأصبحت الخادمة بطريقة أو أخرى مسؤولة عن الأبناء ورعايتهم، فتشعر بالأسى عندما ترى الطفل مع الخادمة في المراكز التجارية عندما يبدأ بالبكاء لتحمله الخادمة، ومنهم من لا يريد والدته أن تحمله، فالخادمة هي من ربت، وأطعمت وهي من قامت باحتواء الطفل في المراحل التي كان بحاجة للاحتواء وتكوين الشخصية، والعاطفة. احتواء الطفل استطلاع:منى الحمودي، محمد الأمين، جمعة النعيمي، هزاع أبوالريش، ميثاء العلي تقول سامية أحمد إن الخادمات أصبحن ضرورة ملحة لكل الأسر، في ظل خروج المرأة للحمل، مشيرة إلى أن حظها كان موفقاً في الخادمات المربيات اللاتي أحضرتهن، وإن كونها امرأة عاملة فإنه ليس لديها خيار غير ترك طفلتيها مع الخادمات، واللاتي يقدمن العناية والرعاية لطفلتيها حتى عودتها إلى المنزل. وأضافت: أنا لست ضد رعاية الخدم للأطفال، لكنني ضد أن تترك الأم أمر التربية والعناية بالطفل كاملاً على الخادمة، فترى بعض الأمهات يعملن ومن ثم يخرجن للتسوق، وعند العودة للمنزل تسأل الخادمة عن الطفل، مجرد السؤال ولا تقوم بالاطمئنان عليه ومعاينته، إن كان تعرض لأي أذى جسدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©