الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي: الحقيقة والفضيلة كتابان عظيمان يسكنان وسط الدمار والخراب

سلطان القاسمي: الحقيقة والفضيلة كتابان عظيمان يسكنان وسط الدمار والخراب
6 نوفمبر 2014 02:35
الشارقة (الاتحاد) أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أنه يرى «الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض، ساكنين وسط كل الدمار والخراب الذي يحطيان بهما» مضيفاً أنه يعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكي تشرق شمس الحقيقة، شمس الفضيلة عبر الكتاب. جاء ذلك، خلال افتتاح سموه صباح أمس، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام في الفترة من 5 إلى 15 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1256 دار نشر من 59 دولة. كلمة مؤثرة وقال صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته الافتتاحية عن الظروف التي واكبت هذه الكلمة: «قبل يومين، كنت على مائدة الطعام مع أولادي، فأصروا أن ألقي كلمتي ارتجالاً، فتركت الموضوع إلى هذا الصباح، من دون تحضير، حتى إذا جلست في هذا اليوم، في غرفتي هادئاً، وما حولي ساكناً، وإذا بقلبي يطرق طرقات متواصلة، قلت ماذا بك يا قلب؟ هل هذه حوافر خيولك تغدو إلى نصر، أم حوافر خيلك متراجعة بالهزيمة، فلم يجب؟». وأضاف سموه: «قلت: هل هذه الطرقات طرقات مطارق مصانعنا، أم أنها تفجيرات ومعاول تهدم.. ثقافتنا ومتاحفنا وعلمنا.. فسكت.. قلت: أيها القلب.. لقد أشقيتني وأتعبتني.. كل ما دعمت منك شرياناً مال شريان.. رأفة بي.. قال: أيعجبك الذي يحدث الآن في عالمنا العربي من الخزي ومن التدمير والتشريد.. استحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الإنسانية؟.. استحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الشيم العربية؟.. استحلفك بالله هل هذا من تعاليم الدين السمح». وأردف سموه: «قلت: مهلاً يا قلب.. استكن، لا تدفعني إلى أن ألعن الظلام بل ادفع بي لأوقد شمعة تنير لنا الطريق في هذا العالم المتظلم.. قال: عرفت شمعتك.. قد كنت أعرفها منذ كنت صغيراً.. في شأن الكتب أخذت خنجرك الذهبي وأنت لم تبلغ الثانية عشرة من عمرك، فرهنته لتشتري به كتباً، ألم يحدث؟.. قلت له: حدث.. وإخوتي كلهم، كل واحد لديهم خنجر مذهب فأين خناجرهم؟.. قيمة خنجري لا تزال في صدري علماً ومعرفة.. قال: شاهدتك في أول معرض للكتاب.. تجول ولم يكن من الزوار إلى ذلك المعرض في أول دورة له من يشتري هذه الكتب.. ولم أشاهدك حزيناً بل كنت أشاهدك ذا عزيمة.. حتى إذا قال الآخرون نكتفي بهذا.. لأن لا يصلح أن يكون معرض للكتاب في هذا الجزء من العالم العربي.. وبادرت واشتريت كل الكتب.. جزء منها في المكتبة العامة وجزء في المدارس وجزء لي شخصياً.. واستمر التصميم على متابعة إقامة ذلك المعرض.. قال: قلبي وأنت الآن تصل إلى الدورة 33.. وهنا مثل ما شاهد معك اليوم.. المكتبات العالمية أتت إلى هذا المعرض.. وكُتاب الدنيا أتوا.. والمؤسسات الفكرية أتت هل استكفيت.. قلت له: لا.. قال: وماذا تريد؟». وأضاف سموه: «قلت لقلبي: أنا قرية في عالم كبير اسمه العالم العربي.. أنا نقطة في محيط.. ليت لي تلك الأذرع التي أصل بها كل مكان في هذا العالم العربي.. الذي أصبح في هذا الموقف المخزي أمام الدنيا... قال: كيف تراه.. هل تراه حقيقة». واختتم سموه كلمته المؤثرة: «قلت لقلبي: إني أرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض.. ساكنين وسط كل الدمار والخراب.. اللذين يحطيان بهما.. أحياناً أجدهما مغطيان بالسحاب عندئذ يتحرك الناس في الظلمات.. ظلمات الجهل.. ظلمات الجريمة.. ظلمات التعصب.. ظلمات الهمجية، وإني أعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكي تشرق شمس الحقيقة، شمس الفضيلة عبر الكتاب». مراسم الافتتاح وابتدأت مراسم الحفل الذي قدمه الإعلامي محمد خلف بعرض لفيلم وثائقي لأبرز محطات إنجازات ومبادرات الشارقة الثقافية، وفي مقدمتها معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ انطلاقة دورته الأولى عام 1982، تلاه كلمة سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، جاء فيها: «تزدان الشارقة كعهدها بحللها الوضاءة، في سبيلها القويم للتأكيد على مبتغاها الثقافي الجاد ومسعاها المعرفي الرائد، الذي ينهل من معين وأفكار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ذلك المعين المعطاء، وتلك الأفكار الساطعة، الرامية للجدة في العمل نحو بناء الإنسان، وتدعيم أواصر اللقاء الفكري والحضاري بين الشرق والغرب، والتي منحت الشارقة موقعها المتفرد، كونها عاصمة للثقافة العربية، ثم نالت بفضلها مكانتها المرموقة بوصفها عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام، حيث تسهم في تحقيق النجاحات المشهودة لدولة الإمارات العربية المتحدة، على الصعد والميادين كافة». وأضاف العويس: «لقد امتد الحضور الثقافي للشارقة إلى أرجاء العالم، ناقلاً الحقيقة السمحة لحضارة العرب والمسلمين، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي نحتفي اليوم بدورته الثالثة والثلاثين، تحت شعار «الكتاب للجميع»، هو أحد أبرز ذلك الحضور، ببلوغه المرتبة المتقدمة بين المعارض العالمية الكبرى، ليقف بذلك شامخاً وشاهداً ومُحدثاً عن رسوخ المشروع الثقافي للشارقة، المتألقة دوماً وأبداً في حضرة الكتاب، وفي رحاب الكلمة». وألقى معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية (إيسيسكو) كلمة ضيف شرف الدورة الحالية، والتي استحقتها منظمة «الإيسيسكو» تقديراً لجهودها بدعم الثقافة في العالم الإسلامي، وقال التويجري في كلمته: «أتشرف بتسلم جائزة الشخصية الثقافية لعام 2014، وهو تكريم أعتز به أيما اعتزاز، وتشريف أقدره بالغ التقدير، لي وللمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)». وأضاف التويجري: «لقد جعل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من الثقافة قوة دفع للنهضة الشاملة التي تصنع التنمية المستدامة، واستطاع بإيمانه وبثاقب فكره وبرؤيته البعيدة، أن يفجر ينابيع الثقافة في حقولها المتنوعة، وأن يستثمر الوسائل الثقافية في صناعة التقدم والرقي والرخاء والازدهار، فكان سموه القائد المثقف المبدع، ليس في حقل الإبداع الذاتي من خلال الفكر والقلم فحسب، ولكن كذلك في حقول العمل الثقافي الشامل والفاعل والمؤثر والمنتج للتطور والنماء». ثم ألقى سعادة عبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام «اتصالات» الإمارات الشمالية، كلمة «اتصالات»، الراعي الرسمي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وقال: «يسعدني الوقوف أمامكم في هذا التجمع الثقافي الكبير في مدينة العلم والنور، الشارقة، حاضنة الثقافة وعاشقة الحروف والكلمات والكتب. ويشرفني أن أكون في حضرة حاكم أثرى المعرض بدعمه السخي، فجعله وجهة للباحثين والمثقفين، وأعاد في الشارقة أمجاد قرطبة وجهة النسّاخين والعلماء والمؤلفين في عصر من تاريخنا جميل». وأضاف: «يعود المعرض هذا العام بأكثر من ثلاثة عقود من النجاح ليذكرنا بالمكانة الكبيرة التي أصبح يحتلها من بين أبرز الفعاليات الثقافية، ليس في منطقة الشرق الأوسط بل في العالم، برؤية مثقف كبير أدرك منذ الصغر أن الكتب ثمرات الفكر والإبداع وأهم وسائل العلم والمعرفة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©