الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«موناليزا» مارسيل دوشامب تحرس مدخل «فن أبوظبي»

«موناليزا» مارسيل دوشامب تحرس مدخل «فن أبوظبي»
6 نوفمبر 2014 01:45
جهاد هديب (أبوظبي) هي العذراء أولا، أي السيدة مريم كما هي عليه في الأيقونة الغربية والوعي الفني الذين استخدمه الدين في أوروبا عصر النهضة، ثم هي الموناليزا كما أنجزها ليوناردو دافنشي في العصر ذاته، ثم موناليزا مارسيل دوشامب عندما أضاف لابتسامتها شاربين في أوج مجد الحركة الدادائية في عشرينيات القرن الماضي، وهي ذاتها الآن وقد أصبحت تمثالا نصفيا من البرونز المطلي بطبقة سوداء وها هو أول ما يراه الداخل إلى منارة السعديات بوصفه أحد الأعمال التركيبية في حالة لافتة بشدة للانتباه إلى حدّ أن الكثير من رواد «فن أبوظبي» يلتقطون صورا مع هذا التمثال بنظرته التي هي كما لو أنه ينظر إلى الناظر إليه من أي اتجاه يقترب هو الذي يبلغ ارتفاعه المترين والنصف. يحمل هذا العمل عنوان: «إت توا، دوشامب؟» أنجزه الفنان سبود غورتا، العام 2012، ومع أن هناك تمثالا آخر في مواجهته لامرأة جالسة على مقعد، وهو عنوان هذا التمثال أيضا الذي أنجزته الفنانة فريال لخضر، لم يكن ليثير سوى فضول القليل من زائرات المعرض السيدات والشابات. غير أن دور هذين التمثالين لا يقتصر على كونهما «تحية» «فن أبوظبي» لرواده، بل هما من ستة عشر عملا تركيبيا ضمن جناح «آفاق» وقد توزعت في منارة السعديات وداخل تفاصيل وأروقة «فن أبوظبي» بوصفها جميعا عرضة للشراء من قبل المقتنين. إنما تعبّر هذه الأعمال جميعا عن التعدد المذهل في مجال الأعمال التركيبية التي يجري إنجازها في العالم في هذه اللحظة الراهنة إلى حدّ يصعب معه تحديدها جميعا في «مدرسة» أو «تيّار فني» بالمعنى الذي بات كلاسيكيا الآن. مثلما أنها جميعا تعبّر خلخلة في الوعي الفني السائد. هناك عمل جرى نصبه قريبا من بوابة المسرح يحمل العنوان: «صراصير» أنجزه الفنان بيتا فيّازي من متقنيات محترف إيزابيل فان دن ايند، وهو عبارة عن جدار تتسلقه صراصير تخرج من إناء خشبي ممتلئ بها، ما يشير إليه هذا العمل التجهيزي بمنطقه الكافكاوي، نسبة إلى فرانز كافكا، يجعل من العسير على أي ذائقة الانسجام معه تماما، وليس الذائقة «العربية» وحدها سواء أكانت جمعية أم فردية، مثلما أنه عسير على الاقتناء أيضا، ومن الممكن أن يكون من مقتنيات متحف أو غاليري وليس فردا مهما كانت ذائقته الفنية متقدمة ومنفتحة وقادرة على احتمال أي جنون فني. غير أن «صراصير» هو، في آخر الأمر، عمل فني تركيبي سواء تقبّله الناظر إليه أم لم يتقبله، وحتى السبت المقبل قد يجد مقتنيا سواء كان فردا أم مؤسسة. في أية حال، فإن إشكالية التلقي الفني من قبل الجمهور سوف تبقى أمرا فيه خلاف دائما، ومن غير الممكن الحسم فيه. غير أن هذه الإشكالية، المعرفية، بالدرجة الأولى ليست «مشكلة» تخص «فن أبوظبي» بل هي ميزته إذ ينفتح على جميع التيارات والاتجاهات الفنية التي يجري اختبارها في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©