الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كشط طلاء السيارات ممارسة سلبية تعكس خللاً نفسياً

كشط طلاء السيارات ممارسة سلبية تعكس خللاً نفسياً
23 أكتوبر 2013 00:50
هناء الحمادي (أبوظبي) - كشط دهان السيارات ظاهرة سلبية يمارسها مراهقون بأدوات حادة، أو مفاتيح بقصد تشويه منظرها خاصة إن كانت فارهة وجديدة. ويعمد بعض من الشباب المستهتر للإساءة إلى شخص لمجرد نشوب خلاف ما بينهما، في حين يسارع الطرف الثاني إلى الرد بالطريقة نفسها انتقاماً واعتقاداً بأن من فعل ذلك هو الشخص نفسه الذي حدث الخلاف فيه، وكأن السيارات أصبحت ساحات للنزال وحلاً للخلافات. حول تجربته، يقول الطالب الجامعي خليفة الحوسني إنه في إحدى المرات بينما سيارته تقف في موقف سيارات الجامعة، ووجد بها «كشطاً» على أبواب السيارة، وتعد هذه المرة الثانية التي تتعرض لها السيارة لذلك. ويضيف: «حين أرى السيارة بها كشط أتضايق ممن قام بذلك، لأنني لا أحمل عداوة أو كرهاً لأحد، ومن يقوم بهذا التصرف شخص خالٍ من المسؤولية وعديم الإحساس بمشاعر الآخرين، ومن العيب القيام بهذه التصرفات الصبيانية». ويشير الحوسني إلى أن مصير سيارته غالباً ما تكون في الجراج ليقوم عامل الصيانة بإجراء اللازم ومسح الكشط على جوانب أبواب السيارة. ويضيف: «من يقوم بذلك أشعر أنه شخص يعاني من أمراض نفسية، أو أن لديه مشاكل أسرية، وهذا التصرف غير مقبول، الذي ينم عن عدم مراعاة لممتلكات الغير»، مضيفاً: «أتمنى أن يكون هناك مراقب في مواقف السيارات بالإضافة إلى دور كاميرات المراقبة، التي تعمل طوال 24 ساعة، تصور وتكشف من يقوم بهذه التصرفات الطائشة، وبعد ذلك يعاقب أما بغرامة مالية أو بالسجن». وترى الطالبة عبير رمضان أن كل من يقوم بهذه الممارسة لديه عقدة نفسية أو يعاني من مشاكل أسرية. وتضيف: «إن من يمارس هذا الأسلوب أشخاص يريدون توصيل أو تمرير رسالة بداخلهم لصاحب السيارة أو تعزيز شيء بداخله». وتقول: «كل من يلجأ لهذا التصرف هدفه التنفيس والتعبير خاصة عندما لا يملك سيارة مثل هذه السيارة التي قام بكشطها، ويتمنى الحصول أو من باب الانتقام من الشخص، مضيفة: «لابد من أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة لمن يعبث بحقوق الآخرين، خاصة أصحاب السيارات الفارهة الذين تتعرض سياراتهم لكشط من جميع الجوانب والتي تحتاج لمبالغ باهظة من أجل صيانتها وتصليحها في الجراج». ويلفت سعيد المرزوقي (30 سنة) إلى أن صيانة السيارات التي تتعرض للكشط من هؤلاء المستهترين تحتاج إلى مبالغ ضخمة لتلميعها أو صبغها، بحسب فداحة الأضرار اللاحقة بالسيارة، فقد يكون كشطاً بسيطاً، ويحتاج فقط إلى تلميع، أو كشطاً مبالغاً فيه وعميقاً قد أزال طلاء السيارة، وهنا الوضع مختلف، فهذا يتطلب صبغ السيارة بالكامل، وأن يكون اللون مطابقاً للون السيارة»، منبهاً إلى أن ذلك يحتاج إلى آلاف الدراهم، بحسب نوع السيارة ومدى توافر الطلاء في الوكالة أو في محال تصليح السيارات». ويذكر المرزوقي أن سيارته تعرضت للكشط، ويقول: «قبل فترة من الزمن بينما سيارتي تقف في موقف محطة الغسيل تركتها، ولما رجعت رأيت كشطاً عميقاً من ناحية الباب، وكان واضحاً، وفي هذه اللحظة شعرت بالغم والقهر ممن ارتكب هذا التصرف، لكن هذا الشعور تلاشى حين وجدت من قام بذلك قد وضع ورقة على زجاج السيارة الأمامي، يعتذر عن تصرفه، ومبدياً استعداده لتصليح السيارة». ولأصحاب الاختصاص رأي في هذا الموضوع، إذ تقول الاستشارية الأسرية الدكتورة غادة الشيخ إن «كشط طلاء السيارات سلوك عبثي وتعبير عن مشاكل نفسية في شخصية الفرد، فهو سلوك تدميري تحطيمي وتشويه للممتلكات الخاصة، إذ يقوم هؤلاء الأشخاص الذين يمرون بتجارب شخصية أو اجتماعية محبطة وعدم تمكنهم من توجيه هذا الإحباط إلى الأشخاص بطريقة مباشرة بتخريب أو تشويه الأشياء الجميلة». وتضيف: «الذين يواجهون مشاكل في أسرهم يتجهون إلى ممارسة سلوكيات سلبية ومنها كشط السيارة. وربما يكون هذا السلوك دليلاً على عدم الثقة بالنفس، أو ناتجاً عن عدم الانسجام مع البيئة، أو أن الفرد اعتاد ممارسة هذه السلوكيات بحكم العادة التي تمكنت منه فأصبح أسيراً لها». وتوضح الشيخ: «هذه كلها وسائل لتفريغ مكبوتاته وللتعبير عن مواقفه تجاه ذاته أو تجاه الآخرين، وقد يخرج من خلالها المبادئ المحددة للسلوك في المجتمع، مضيفة: «يتميز النمو الانفعالي للشاب المراهق في هذه المرحلة العمرية بجملة من الخصائص مثل الإحباط والتوتر والحساسية المفرطة والتردد في اتخاذ القرار والميل إلى الجنس الآخر، ولذلك فكشط طلاء السيارات يعبر عن حرمان الشاب من إشباع حاجاته الأساسية من أمن، ومحبة، وتقدير، وحرية، ونجاح».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©