الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«شكسبير العربي» و«شوق الدراويش» في طيران الإمارات للآداب

«شكسبير العربي» و«شوق الدراويش» في طيران الإمارات للآداب
11 مارس 2016 02:09
نوف الموسى (دبي) هل يعمل سؤال التناقض في الحياة الفكرية كبوصلة استثنائية في التفسير الفلسفي للتجربة الإنسانية؟ ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب نظمت مساء أمس الأول أمسيتان ثقافيتان؛ الأولى بعنوان «شكسبير بالعربية»، والثانية «حوار تأملي للكاتب والروائي حمور زيادة»، وفيما اعتمدت الأديبة صالحة عبيد، في إدراتها لجلسة الحوار التأملي، على تجلي الأسئلة، وصولاً بمدى الحُب إلى منتهاه، في رواية ذات أبعاد صوفية. اكتفت جلسة «شكسبير بالعربية» بالكشف عن وسائل الترجمة لنصوص شكسبير إلى العربية. وبين الأمسيتين اللتين أقيمتا في قاعات فندق إنتركونتيننتال بمدينة دبي، ظل صوت عازف العود الإماراتي حسن علي الذي شارك راقص رقصة الدراويش ياسر العراقي، باقياً يجول بين زوار المهرجان، فالأخير وبالتعاون مع ندوة الثقافة والعلوم بدبي، ممثلة بلجنة (نون) الشبابية، أتاح فضاءً للتواصل الصوفي الداعي لفيض الحب، باعتباره الطريق الأسمى.. وهو الحب ذاته، الذي وصفه الروائي حمور زيادة بالطاقة التي يحتاجها العالم، متغنياً بالتناقض الذي «يجعل من الشخصية ثرية»، مضيفاً أن الأحادية في الشخصية تفقدها رونقها، معتقداً أن هناك حباً لا ينتهي، رغم أنه اكتفى بالإجابة عن إمكانية الاستمرارية في الحب حين سأله الجمهور: (لا أدري، هذا ما نريده، جميعاً، ولكني لا أعرف مدى الاستمرارية). ولما تطرقت الأديبة صالحة عبيد إلى حديثه عن (أمزجة المدن) في روايته، اعترف أنه استثمر إنتاجات الروائي أمير تاج السر، وبالأخص كتابه (مرايا ساحلية)، التي يجد فيها القارئ المدينة كشخوص تتحرك ولها أمزجتها وأوصافها. أما عن (الإرباك) في البناء السردي لرواية شوق الدرويش والمتمثل في غياب الترتيب الزمني للفصول والانتقالات من زمن لآخر، إضافة إلى حالة الأبطال أنفسهم، فهو بالنسبة إلى الكاتب، سبب ساهم في إنجاح الرواية، والدليل على ذلك هي المتعة التي عاشها القراء، وبالنسبة له فإن تحقيق المتعة بحد ذاتها مقياس للقيمة الجمالية الخاصة بالرواية. وفيما يخص أمسية «شكسبير بالعربية» فقد حلت الترجمة ضيفاً نقاشياً مهماً، وشارك فيها كل من سليمان البسام، وعبدالله الدباغ، وجون جوليوس نوريتش، وكل منهم ألهمه شكسبير بطريقة معينة، فالمخرج والكاتب سليمان البسام، قدم عروضاً عربية لمسرحيات لشكسبير، حيث أعاد صياغة «ريتشارد الثالث» و«هاملت» وقدمهما بحبكة عربية، مؤكداً أن طبيعة الزمن الذي قُدمت فيه مسرحيات شكسبير تؤثر وبشكل جذري على مستوى اللغة، في حال ترجمتها للعربية، ما دفعه الى البحث عن مصادر لغوية مختلفة تعبر عن المعنى من النص الشكسبيري، معتبراً أنها إحدى مشكلات الترجمة، وأن النص الأدبي لمسرحيات شكسبير يحتاج إلى فهم عميق للغة. وتحدث عبدالله الدباغ، مؤلف كتاب «شكسبير، المشرق، والنقاد»، عن الأطروحات حول ما إذا كان شكسبير عربياً، والتي أدت بدورها إلى طرح مسألة تأثر النص الغربي بالشرق، متخذاً من مسرحية «أنطونيو وكليوباترا» دليلاً على الأبعاد الثقافية والأدبية في نصوص شكسبير. وسرد وجون جوليوس نوريتش، رحلته الأولى مع والدته لمشاهدة مسرحيات شكسبير، واصفاً أثر الاستمرارية والكثافة والحماسة في تلك العروض، ما ساهم في تأليفه كتاب «ملوك شكسبير». الأفعال والسلوكيات أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً، أن الأمن هو الركيزة الأولى التي دعا إليها الإسلام لبناء المجتمع المسلم، فالإسلام يمدح كل فعل أو سلوك يؤدي إلى تحقيق الأمن، وفي المقابل يذم كل فعل أو سلوك يؤدي إلى إرهاب وترويع الناس، ولا يكتفي الإسلام بذم الأفعال والسلوكيات التي ترهب الناس وتروعهم، بل إنه يضع عقوبات زاجرة وحاسمة لكل من تسول له نفسه أن يرهب الناس، ويعتدي على أمن المجتمع واستقراره، ويظهر ذلك في دعوة الإسلام إلى التطبيق الفوري لحد الحرابة عند انتشار الفساد في المجتمع، والحرابة تسمى قطع الطريق عند أكثر الفقهاء، وهي البروز لأخذ مال أو لقتل أو لإرهاب على سبيل المجاهرة والمكابرة اعتماداً على القوة، والحرابة تعد من الكبائر، ووصف القرآن الكريم مرتكبيها بصفة تدل على عظم جرمها ألا وهي محاربة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأنهم يسعون في الأرض فساداً وغلظ عقوبتها أشد التغليظ فقال عز وجل: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «سورة المائدة: الآية 33». وقال: كذلك جاءت دعوة الإسلام إلى طاعة ولي الأمر في غير معصية كإحدى وسائل وأساليب تحقيق الأمن في المجتمع المسلم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، «سورة النساء: الآية 59»، والحقيقة أن طاعة ولي الأمر لها دور كبير في أمن المجتمع واستقراره بشرط أن تكون في طاعة وليس في معصية، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة». القواعد العلمية يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق: إن الإسلام لا يقبل بعلم إلا إذا كانت له قواعد حقيقية، وكلنا نذكر قصة كيف وقف النبيّ صلى الله عليه وسلم ليقول للمسلمين عقب كسوف الشمس: «أيّها الناس إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته»، وهكذا وضع النبيّ حداً لتجاوز العقل وربط بين الإسلام والعلم، فلا علاقة للإسلام بهذا الدجل، فالحقائق القرآنية تؤكد على أن الغيب المطلق لا يعلمه إلا الله - تعالى - وتأتي أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشددة على عدم إتيان الكهنة والسحرة والعرافين الذين يعبثون بعقول الناس ويعيثون في الأرض فساداً بادعاء القدرة على معرفة الغيب، وقد روى عن أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت: سأل أناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان، فقال لهم: (لَيْسُوا بِشَيْءٍ)، قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحياناً بالشيء يكون حقاً، فقال صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنْ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ كَذْبَةٍ». ويضيف الشيخ عاشور: لا بد من مواجهة الفضائيات التي تروج لهذه الخرافات التي يسعى أصحابها لإدخال المجتمعات الإسلامية نفق الأوهام للقضاء على الإسلام في قلوبنا، ولا بد أن يعي أصحاب الفضائيات المختلفة أن دور الإعلام هو النصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم، وأن من النصح نشر الخير ووسائله ومكافحة الشر ووسائله، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً»، ونحن ننصح أصحاب الفضائيات بعدم بثّ تلك البرامج والإعلانات التي تروج للأكاذيب والخرافات لأنهم بذلك يساعدون في زعزعة أفكار النّاس وعلى عامة المسلمين عدم تصديق هذه الأكاذيب، وأيضاً بعدم الذّهاب إلى العرّافين والمنجّمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©