الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العربية في ملعب الكوريين

17 أكتوبر 2015 04:05
هذه واحدة من عشرات المرات التي تذكر فيها اللغة العربية في الأسبوع الواحد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمرارة. تقول «التسريبات» إن اللغة العربية في ملاعب وأحضان الكوريين، أي أنها ربما تمردت على أهلها وألقت بنفسها في أحضان هذا الشعب الصديق الذي تلقاها بحفاوة. كوريا التي يتكلم شعبها اللغة الكورية وهي لغة عريقة أضافت إلى لغاتها الرسمية العربية. أبناء هذا الشعب فرحوا بالعربية وأرادوا أن يكرموها ويمعنوا في قراءتها وتحليلها فيستضيفونها في جامعاتهم من أجل دراستها وتدريسها. وكذلك فرح أبناء لغة الضاد بهذا الإنجاز الذي تحقق على أرض غير أرضهم. والواقع أن ما حدث يثلج الصدر وتستحق من أجله هذه الأمة العظيمة أي الكورية الاحترام والتقدير، لكن ربما أخزيت الشيطان وأنت تتساءل لماذا يفعلون بالعربية هكذا.. صحيح ما يقال من أنها لغة جميلة وأن الإنسان ما أن ينطق بها حتى يظهر غنجه في الصوت فتزيده جمالا.. اللهم اخزيك ياشيطان! اليوم ست جامعات كورية جنوبية تدرس اللغة العربية وقواعدها للشباب، والمسألة ليست كذلك بل إنها واحدة من لغات القبول بالجامعات.. أي الجامعات الكورية! وهي اللغة الرسمية الثانية في كوريا الجنوبية منذ سنوات ومن أهم اللغات التي يحتاجها حجم التبادل الثنائي بين العالم العربي و«شبه القارة» بما فيه الاحتكاك بالعرب والإسلام لينتعش أكثر. وبالطبع سينوبهم في العربية ثواب دراستها علميا ومواكبتها فكريا وربما فتحت الأبواب لمنهج يناسب المرحلة، ألم يفعل فقهاء في اللغة والدين لم يكونوا عربا من أمثال سيبويه والبخاري والترمذي ما أعلى شأن العربية من قبل. والله إنك تخجل أثناء سماعك كلمة بلغة عربية «مكسرة» من مسؤول عربي رسمي في محفل من المحافل وهو «يهز نفسه»، وتخجل من دعاة الحفاظ على اللغة العربية بوسائل عفى عليها الدهر، ويأبى مسؤول آخر أن يغير أسلوبه العقيم في تعليمها للطلاب ويتمسك آخر بأسلوب الحفظ الذي تجاوزه حتى بعض مطاوعة الكتاتيب رحمهم الله. كوريا ربما صدرت لنا مع صادراتها الصناعية من السيارات والمعدات والمواد الغذائية منهجا مطورا لتعليم أولادنا اللغة العربية في المدارس، وإذا كنا جادين فسنأخذه بروح رياضية إلى أن تنتهي خلافاتنا بشأن ماذا يجب أن ندرس لأبنائنا في منهج اللغة العربية؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©