الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قوات الاحتلال تتوغل داخل منبر «الأقصى»

قوات الاحتلال تتوغل داخل منبر «الأقصى»
6 نوفمبر 2014 15:26
عبدالرحيم حسين، وكالات (عواصم) تصاعدت حالة الغليان بشكل غير مسبوق في القدس الشرقية المحتلة أمس مع إصرار قوات الاحتلال الإسرائيلي على المضي باستفزازاتها في المسجد الأقصى الذي اقتحمته وتوغلت داخل جدرانه بضعة أمتار لتأمين دخول المستوطنين إلى باحاته، الأمر الذي سرعان ما تفجر إلى مواجهات عنيفة مع عشرات المتظاهرين وسقوط عدد من الجرحى. في وقت اقتحم فلسطيني بسيارته مجموعة من حرس الحدود الإسرائيلي في شارع يفصل بين القدس الشرقية والغربية، مما أسفر عن سقوط قتيل و13 جريحا قبل أن تعمد قوات الاحتلال إلى قتله. وكانت الصدامات اندلعت بداية في باحة المسجد الأقصى حيث زعمت شرطة الاحتلال وجود ما وصفته بـ»متظاهرين ملثمين» في محاولة لتأمين دخول عدد من المستوطنين المتطرفين من حركة «أمناء الهيكل» إلى باب المغاربة. وقام عشرات المتظاهرين بإلقاء بالحجارة والمفرقعات على عناصر الشرطة الذين عمدوا إلى مطاردتهم إلى داخل المسجد حيث توغلوا بضعة أمتار بزعم إزالة بعض الحواجز التي تم تثبيتها على الأبواب والأرضية. وقال محافظ القدس عدنان الحسيني «هذه أول مرة يقومون فيها بالتغلغل وصولا إلى المنبر»، وأضاف «الوضع صعب، منعونا من الدخول بينما يتمكن اليهود والسياح من التجول بالراحة..هذا وضع القدس اليوم وهذه هي الديمقراطية الإسرائيلية»، وتابع قائلا «إنه خلال الاشتباكات ضربت قنبلة صوت نقاط الكهرباء داخل المسجد، مما أدى إلى اندلاع حريق صغير تمكن الموجودون في الداخل من إطفائه». وقال عمر الكسواني مدير «الأقصى» «إن نحو 300 جندي اقتحموا باحات الأقصى وحاصروا المعتكفين داخل الجامع القبلي وأطلقوا الأعيرة المطاطية تجاههم فيما رد الشبان بإلقاء الحجارة»، مشيرا إلى أن 20 شخصا أصيبوا في الاشتباكات». وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني أمين أبو غزالة «قمنا بإخراج 3 إصابات بالرصاص المطاطي المغلف بالإسفنج، احدهم أصيب في عينه وآخر في الصدر والثالث أصيب في ساقه، وعالجنا 15 إصابة ميدانيا». وعمدت قوات الاحتلال إلى إطلاق قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع على حشود بينها عشرات الأطفال الذين كانوا ينتظرون للتوجه إلى المدارس عند باب الأسباط في بلدة القدس القديمة المحاذية لباحة الأقصى، وقامت بنشر مئات من أفرادها وسط تحليق مكثف للمروحيات، وإغلاق كل مداخل المسجد. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد «إن الوضع تحت السيطرة الآن». وقال محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدينية «الآن ولأول مرة من عام 67 جنود الاحتلال يقتحمون المسجد بأحذيتهم ويدوسون على فرش المسجد بأحذيتهم حتى وصلوا إلى منبر صلاح الدين وتمركزوا داخل المسجد..أطلقوا الغاز وقنابل الصوت والأعيرة المطاطية على المصلين وعلى المرابطين داخل المسجد..هذا تطور خطير جدا، وينذر بعواقب وخيمة». محذرا من أن التطورات قد تقود إلى تفجير حرب دينية، وهذا يعني أن كل إسرائيلي سيصبح عدوا مباشرا لكل مسلم في أي مكان في العالم. وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن فورا لطرح مسألة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وقال «إن الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة الأقصى، وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي، وهذا يؤكد أننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد، الأمر الذي حذرنا مراراً بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخلياً وإقليمياً، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة». إلى ذلك، صدم الفلسطيني إبراهيم عكاري (38 عاما) من مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية المحتلة بسيارته ثلاثة من حرس الحدود الإسرائيلي أثناء عبورهم شارع رقم واحد الذي يفصل بين القدس الشرقية والغربية بمنطقة الشيخ جراح، ثم اتجه نحو موقف السكك الحديدية وخرج من السيارة وبدأ يضرب المارة بأنبوب معدني مما أسفر عن سقوط قتيل و13 جريحا بينهم اثنان بحالة الخطر، قبل أن يقوم شرطي بسحب السلاح وقتله. وأعلنت حركة «حماس» المسؤولية عما وصفته بـ»أنه عملية بطولية ردا على الجرائم الصهيونية المستمرة ضد الأقصى». واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمسؤولية عن حادث الدهس الذي قال انه نتيجة تحريضه. وقالت مصادر فلسطينية «إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) رفض تسليم جثة عكاري لعائلته وأصر على دفنه في ما يعرف بمقبرة الأرقام». ودان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حادث الدهس ووصفه بانه «عمل أرهابي» يزيد من تأجيج التوتر، من دون أن يتطرق إلى الاعتداءات التي طالت «الأقصى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©