الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نار التعصب والتطرف

5 نوفمبر 2014 23:56
بناء الدولة الوطنية يتطلّب وعياً بالشروط الاجتماعية والسياسية الحاكمة، التي تحكم الجغرافيا السياسية لدولة ما، وهذا لا يمكن القبض عليه إلاّ بالنظر في عمق ما يدور في المجتمع، لالتقاط ما يدور داخله. وأهم الأعمدة والارتكازات التي يقوم عليها المجتمع هي الجماعة والأيديولوجيات المسيطرة عبر حراكها وتطورها وآليات الفعل فيها، ففي مجتمعات ما قبل الصناعة ظلّت العصبية مكوناً أساسياً لهذه المجتمعات، واستطاعت المحافظة على بنيانها وتماسكها، على الرغم من انعكاس التطور والعوامل الداخلية على رابطها العاطفي، فكثير من الدول حققت نمواً اقتصادياً، ولكن ظلّ بنيانها الاجتماعي، كما هو، قائماً على العرق والهوية الدينية، وبعضها ظلّت هذه المكونات تسيطر سيطرة كاملة على الواقع الاجتماعي فيها، بارتباط مع مصالح سياسية وتجارية وثقافية مختلفة. وهُناك مجتمعات ما زال للتعصب دور ملموس في بنائها الاجتماعي، وفي مجتمعات أخرى الطائفة، أو العرق، وجميعها تعبير عن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.وبالتمعن في واقع بعض المجتمعات العربية، نجد أن العصبية هي التي تربط هذه المكونات، «والعصبية لغة من عصب وتعني الدفاع بشدة عمن يتعصب لهم، وحماس شديد في الميول لهم، كما أن من معانيها سرعة الانفعال».وهذا العصبيات معوق لبناء الدولة الوطنية، وفي داخلها تنمو جذور التطرف والتنطع، كما أنه يسهل مخاطبتها عاطفياً، لأن الرابطة العاطفية مكون أساسي فيها، واستغلالها سهل لجذبها لحركات التطرف، خاصة في ظل غياب الدولة الوطنية أو تفككها، كما يحدث الآن في بعض الدول التي لم يحدث داخلها انسجام وطني؛ لذا تسيدت الطائفية والتعصب والتطرف المشهد. الفاتح محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©