الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الأمن نعمة.. وإهدارها من الكبائر

العلماء: الأمن نعمة.. وإهدارها من الكبائر
11 مارس 2016 00:53
أكد علماء في الأزهر أن استقرار المجتمع المسلم مرهون بوجود الأمن، حيث يعد الأمن من أهم أسباب قوة المجتمع وعزته وتقدمه، مشيرين إلى أن الإسلام جعل الأمن الركيزة الأولى والأساسية في بناء المجتمع، حيث حرم الدين الحنيف كل فعل أو سلوك يؤدي إلى إرهاب وترويع الناس، ووضع عقوبات زاجرة وحاسمة لكل من يعتدي على أمن المجتمع وأفراده. وأوضح علماء الدين أن الأمن أحد ثمار الإيمان، ومن أجلّ نعم الله تعالى على عباده، فضلاً عن أنه أحد واجبات المسلم على أخيه، فلا يجوز له تخويفه أو ترويعه أو تهديده حتى وإن كان مداعباً، كما جعله أيضاً حقاً لغير المسلم - غير المحارب للمسلمين - ممن لهم عند المسلمين عهد وذمة. عناية فائقة يرى د. إسماعيل عبد الرحمن، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الأمن من أهم عوامل استقرار المجتمع، ومن أهم أسباب قوته، لأن الفرد فيه يكون آمناً على نفسه وأهله وماله، الأمر الذي يدفعه إلى العمل والإنتاج بل وزيادته والابتكار والإبداع، مشيراً إلى أن الإسلام أدرك أهمية الأمن في تحقيق استقرار المجتمع منذ أكثر من 1430 عاماً، حيث أولى الدين الحنيف مسألة الأمن عناية فائقة، ويظهر ذلك من خلال نصوص عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية. وقال د. إسماعيل: للتدليل على أهمية الأمن ومنزلته الرفيعة في الإسلام يكفي الإشارة إلى أن القرآن الكريم اعتبر الأمن أحد ثمار الإيمان، وذلك في قول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 82»، وفي آية أخرى وصف القرآن الكريم الأمن بأنه من أجلّ نعم الله تعالى على عباده، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، «سورة العنكبوت: الآية 67». وأضاف د. إسماعيل: وجاءت أحاديث النبي لتشدد على أهمية الأمن في حياة الفرد والمجتمع، فقال صلى الله عليه وسلم: «من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده طعام يومه، فكأنما حيزت له الدنيا». كما اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم الأمن أحد واجبات المسلم على أخيه، فلا يجوز له تخويفه أو ترويعه أو تهديده حتى وإن كان مداعباً لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أشار إلى أخيه بحديده، فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: «من حمل علينا السلاح فليس منا»،: «لا تروعوا المسلم، فإن روعة المسلم ظلم عظيم». وقال: وإذا كان الإسلام الحنيف جعل الأمن حقاً لكل مسلم، فقد جعله أيضا حق لغير المسلم - غير المحارب للمسلمين - كتابياً كان أم غيره، ممن لهم عند المسلمين عهد وذمة، وقال الله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ)، «سورة التوبة: الآية 6»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما رجل أمّن رجلاً على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء، وإن كان المقتول كافراً». القواعد الشرعية وأكد د. أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الأمن نعمة جليلة وعظيمة، أنعم الله تعالى بها على الإنسان، ومن ثم يجب على كل إنسان أن يحافظ عليها، لأنه من دون الأمن لن يكون هناك عمل أو إنتاج أو إبداع، وبالتالي لن يكون هناك استقرار أو تقدم للمجتمع، وفي حالة انعدام الأمن تنتشر الفوضى والجريمة ويعم الفساد، ويكون كل فرد غير مطمئن على نفسه وأهله وماله، ويتحول المجتمع إلى غابة يفترس فيها القوي الضعيف من دون رادع له، ولذلك جاء الإسلام الحنيف داعياً إلى الأمن من خلال جملة من القواعد الشرعية. وقال: نظراً لأهمية الأمن في حياة الفرد والمجتمع، جاء الإسلام الحنيف بعوامل عدة، تهدف في مجملها إلى تحقيقه، ويأتي الإيمان بالله تعالى في مقدمة هذه العوامل، حيث إن الإيمان مصدر أمن، وأصله من الأمن ضد الخوف، وهو كما عرفه العلماء، اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان. ولذا فالعلاقة بين الأمن النفسى والإيمان وطيدة وراسخة، ومن هنا كان الإيمان بالله تعالى من أهم العوامل التي تكسب النفس راحة ورضا ويقينا وأمناً ليس في الآخرة فحسب، بل في الحياة الدنيا، وفي ذلك يقول ابن كثير: الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له لا يشركون به شيئاً هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة. وأضاف: والإيمان بالله تعالى هو العامل الأهم في أمن النفس وطمأنينتها، وكذا المجتمع وعنه ومنه تتفرع بقية عوامل تحقيق الأمن للمجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©