الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السلطة الخامسة»: هل أصاب جوليان أسانج؟

21 أكتوبر 2013 23:50
بالنسبة للمنتقدين، يعتبر فيلم «السلطة الخامسة» (ذي فيفث استايت)، وهو قصة «قائمة على أحداث واقعية» لنشأة منظمة «ويكيليكس» ومؤسسه جوليان أسانج، مجموعة من المواقف المشوشة المختلطة. والفيلم، الذي يفتتح اليوم في الولايات المتحدة، يعرض تفاصيل مولد تلك المنظمة المثيرة للجدل، وعلاقة أسانج مع مبرمج الكمبيوتر الألماني دانيال بيرج الذي بني الفيلم على كتابه. وقد مدح النقاد في بريطانيا، حيث افتتح الفيلم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مهارة الممثل «بينيديكت كامبرباتش» في لعب دور أسانج، على رغم أن البعض وجد أن الفيلم الذي استغرق عرضه ساعتين طويل جداً ويفتقر إلى السرد الواضح. غير أن منظمة «ويكيليكس» وأسانج نفسه كانا أكبر منتقدي الفيلم، حيث وصفه أسانج بأنه «هجوم دعائي جارف»! ويقول البعض في عالم الصحافة إن الفيلم فشل في التقاط الاختلافات القائمة في الجدل حول موقع «ويكيليكس». وتقول أثينا كاراتزو جياني، المحاضرة بمركز الإعلام الجديد والاتصال السياسي بجامعة «هل»: «إنه فيلم، نعم، لكنه بسيط للغاية ويركز أكثر من اللازم على الشخصيات، بدلاً من الخدمة الجيدة التي قامت بها لإبراز الضغوط التي تمارس على الصحافة وثقافة المراقبة». وعلى موقعها الإلكتروني، وصفت «ويكيليكس» العمل الذي أنتجته شركة «دريم ووركس» بأنه «عمل من وحي الخيال يتنكر في صورة واقع» في شجب طويل شمل حتى نفياً لأن يكون أسانج قد صبغ شعره باللون الأبيض. وبينما لم يكن أسانج موجوداً للتعليق -حيث لا يزال مختبئاً في سفارة الإكوادور في لندن حيث هرب في يونيو 2012 لتجنب تسليمه إلى السويد بسبب مزاعم تتهمه بالاعتداء الجنسي هناك- ذكر كريستين هرافنسون المتحدث باسم «ويكيليكس» أن معظم الفيلم كان «مخطئا فيما يتعلق بسرده للحقائق». وأضاف المتحدث «لقد خلق دعاية ضد ويكيليكس. ويقول إن المنظمة غير مسؤولة ولا على استعداد لنشر معلومات بغض النظر عن العواقب، وهذا أمر غير صحيح في الواقع». واستطرد: «هناك أشخاص يعملون في ويكيليكس ولا يزالون قيد التحقيق الخطير في واحد من أكبر التحقيقات الجنائية في تاريخ الولايات المتحدة. إنها معركة صعبة لأشخاص مثل تشيلسي (برادلي سابقاً) مانينج». كما ذكر هرافنسون أنه لم يرَ الفيلم، على رغم الطلبات العديدة للحصول على نسخ للمعاينة. وأضاف «أعتقد أنها جريمة، فقد أخذوا قصة في غاية الأهمية وقصة مثيرة من الناحية التاريخية وحولوها إلى قصة مملة»! وتوافق كاراتزو جياني التي شاهدت الفيلم على هذا الرأي، وتقول إن الفيلم لم يفسر تعقيدات «ويكيليكس» وصعوبات قيادة هذه المنظمة. و«المشكلة هي أن ويكيليكس حركة وشبكة ذات قيادة أفقية. ولكن في بعض الأوقات كان يتعين على أسانج اتخاذ بعض القرارات الصعبة، ما أغضب بعض الناس، وكان عليه أن يتخذ هذه القرارات في الشدائد الكبيرة، وهذا قد يشعر الناس بأنهم مستبعدون». «لقد شجع آخرين على المخاطرة، مثل إدوارد سنودن، من خلال الكشف عن سلوك يعتبره غير شرعي من قبل وكالات أميركية وبريطانية في أماكن مثل مقر الاتصالات الحكومية (وكالة استخبارات بريطانية). أعتبره رائداً في كيفية ربط قواعد البيانات، ومبتكرا في مجال التعامل مع المواد الحساسة وكيفية تأسيس الصحافة التعاونية في جميع أنحاء العالم». كما يقول آلان ستيوارت، أستاذ الصحافة في جامعة بورنموث، إن موقع ويكيليكس «لم يخترق بعد، ما يثبت أن أنظمته قوية وأن مصادره لا تشعر بالقلق لإعطائه المعلومات». وبالطبع فإن أسانج ومنظمة «ويكيليكس» لا ينقصهما المنتقدون، سواء في بريطانيا أو خارجها. ففي العشرة أيام الماضية انتقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات البريطانية «إم أي 5» أندرو باركر تسريب آلاف من ملفات التجسس لمقر الاتصالات الحكومية من قبل موظف وكالة الأمن القومي السابق سنودن بمساعدة «ويكيليكس». وقال كاميرون يوم الأربعاء أمام البرلمان إنه «أضر بالأمن القومي» وانتقد صحيفة «الغارديان» لقيامها بنشر البيانات. واعتبر باركر أن الحادثة تسببت في «خسائر فادحة» وأضاف «هذه المعلومات تفيد الإرهابيين. إنها الهدية التي يحتاجون إليها للتهرب منا وضرب إرادتنا. ولهذا السبب يتعين علينا الحفاظ على سرية المعلومات، وإذا لم نفعل ذلك سيلحق بنا بالضرر». ولكن آلان يقول إن أسانج يمكن مقارنته بمخبر البنتاجون في السبعينات دانيال ألسبيرج «وقد واجه ألسبيرج انتقادات شديدة بسبب ما فعله في ذلك الوقت، ولكن بمرور الزمن وجه إليه الشكر، حيث أخبر الناس بما كان يحدث باسمهم». واختتم آلان قائلاً «لدي شعور بأن نفس الشيء سيحدث مع أسانج في السنوات المقبلة». إيان إيفانز محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©