الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزواج من ضحية جريمة اغتصاب.. الخيار المستحيل

الزواج من ضحية جريمة اغتصاب.. الخيار المستحيل
23 أكتوبر 2011 17:02
قد يتحول حلم الزواج والاستقرار إلى كابوس مدمر، إذا عرف الشاب أن الفتاة التي تقدم لخطبتها، قد تعرضت لجريمة اغتصاب مؤلمة. لكن التعاطف وحده هنا لن يكون كافياً فالشاب يواجه العديد من المشكلات التي تجعل تمام الزواج شبه مستحيل بعضها نفسى وآخر يتعلق بنظرة الأهل والمجتمع.. فماذا يقول الشباب إزاء هذه القضية؟. يرفض عصام عبد المنعم، طبيب 33 عاماً، فكرة الزواج من فتاة تعرضت للاغتصاب لأسباب عديدة من وجهة نظره، أهمها نظرة المجتمع لتلك الفتاة ولمن تزوجها، حيث يرى عصام أن نظرة المجتمع العربي للفتاة المغتصبة قاسية جداً، ودائماً يتم التعامل مع هذه الفتاة بمنطق الجاني وليس المجني عليها. كما يطرح عصام بعداً آخر فيما يتعلق بقضايا الاغتصاب، وهو أن من تتعرض لهذه الجريمة البشعة تصاب بالعديد من الأمراض النفسية، ومن ثم يصعب التعايش معها. ويقول عصام إن التعاطف مع الفتاة التي تعرضت للاغتصاب شيء لكن الزواج شيء آخر. ويعترف أحمد كريم، طالب جامعي 21 عاماً، بأن هذا الموقف بالغ الصعوبة وبأنه لا يتمنى أن يوضع فيه، لكن إذا حدث هذا الأمر فعليه أن يتأكد أولاً من أن الفتاة التي يود الزواج منها قد تعرضت للاغتصاب دون إرادتها، ويتأكد من حسن خلقها وعائلتها أيضاً. ويضيف أنه إذا تأكد من هذا الأمر من الممكن أن يتزوجها، لكن بشرط أن يبقى هذا الموضوع سراً بينه وبينها لأنه في هذه الحالة تكون الفتاة ضحية وليس لها حيلة فيما حدث، خاصة أن عائلته إذا عرفت بهذا الحادث لن ترضى لأبنها بالزواج من هذا الفتاة مهما كان يحبها ومهما كانت من أصل كريم. ويتفق محمد علام، موظف 28 عاماً، في أن نظرة الأهل والمجتمع لهذه الفتاة سوف تكون جارحة إلى الحد الذي سيجعل الزوج في موقف حرج دائم، ويكون محل للغمز واللمز، خاصة وأن المجتمعات الشرقية محافظة في أغلبها وتعتبر فقدان الفتاة لبكارتها ولو دون إرادتها وصمة عار. ويتساءل علام: "ما الذي يعرفني أن هذه الفتاة صادقة وأن ما حدث لها دون إرادتها؟". وعلى النقيض، يقول أحمد بركات، مصور تلفزيوني 30 عاماً، "من ستر مسلم ستر الله عليه يوم القيامة". ويضيف أن هناك فتيات يتعرضن للاغتصاب نتيجة غياب أخلاق الكثير من الشباب ورغم ذلك فإن الفتيات فقط هم من يتحملون تبعات هذا الموقف المؤلم سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي، فتبقى مرفوضة من المجتمع وفى حال تقدم لها شاب ورغبت في إخباره بكامل إرادتها عما حدث لها ودون أن تخدعه فلا تجد سوى الرفض والاستنكار، رغم أنها ضحية لهمجية بعض الشباب. وعن نظرة المجتمع، يقول بركات إنه لا داعي لأن يعرف أحد من أفراد أسرة الشاب حتى لا ينظروا للفتاة نظرة سيئة بحكم العادات والتقاليد. وتشير د. نرمين ثروت، أستاذ مساعد علم الاجتماع بالجامعة الأميركية في القاهرة، إلى انتشار حالات الاغتصاب خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل مخيف. وتضيف أن هناك مئات الضحايا للاغتصاب سنوياً في الوطن العربي، خاصة في ظل عدم وجود عقوبات رادعة للمغتصب حيث أن أغلب الفتيات وأسرهم يخشون من الإبلاغ عن هذه الحادثة خوفاً من الفضائح. وترى د. نرمين، أن الزواج من فتاة تعرضت للاغتصاب قد يكون أمراً مستحيلاً في ظل الأعراف والتقاليد، التي دائماً تدين الفتاة سواء كانت جاني أو مجني عليه. وتضيف أن هناك العديد من جرائم القتل التي يطلق عليها جرائم الشرف، وهى قتل الفتيات التي يتعرضن للاغتصاب. وتقول إن ارتضاء أحد الشباب الزواج من مثل هذه الفتيات يعد أمراً بعيداً لأسباب عدة منها عدم تقبله نفسياً لفكرة الزواج من فتاة فقدت عذريتها، أو نظرة المجتمع التي تدين الفتاة مما يجعل تقبل الأهل لزوجة ابنهم بهذا الوضع أمراً غريبا،ً ما يجعل التعاطف مع هذه الفتاة قد يكون موجوداً لكن مسألة الزواج وارتباط اسمها باسم عائلة أخرى نوعاً من العار. وتضيف د. ثروت، أن هناك العديد من الفتيات يلجأن إلى إخفاء الحقيقة عن أزواجهن خوفاً من التخلي عنهم، حيث تدفع الفتاة التي تعرضت للاغتصاب ثمن هذه الجريمة مرات عديدة إلى الحد الذي يمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي، ومن ثم يكون إخفاء السر هو المخرج الوحيد لأنها غالباً ما تواجه بهجوم من الشاب الذي يتقدم لزواجها أو على الأقل الانسحاب في هدوء. وتشير إلى أن تغيير النظرة المجتمعية لجرائم الاغتصاب وللفتاة خصيصاً، قد تكون دافعاً لممارسة الكثير من الفتيات الضحايا لحياتهن بشكل سليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©