الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«السلاح الأبيض» يثير الرعب بين الإسرائيليين

«السلاح الأبيض» يثير الرعب بين الإسرائيليين
16 أكتوبر 2015 04:56
حسن أنور، وكالات (الأراضي المحتلة) يستخدم الفلسطينيون كل أنواع السكاكين المتوافرة لديهم من سكين المطبخ إلى الخنجر في هجماتهم المتصاعدة على جنود الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعل هذا «السلاح الأبيض» ذا تأثير نفسي قوي جداً. وتنتشر صور الأدوات التي استخدمها فلسطينيون في الهجمات من سكين مطبخ ومفك ومقشرة خضار عبر وسائل التواصل الاجتماعي لدى الفلسطينيين والإسرائيليين. ويسارع رجال الشرطة والشهود الموجودون في موقع الهجمات إلى التقاط صور بهواتفهم النقالة ثم ينشرون صورة «الأداة» المستعملة في الهجوم. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. لكن ما يميز الموجة الحالية من الاضطرابات عن سابقاتها هو أن هجمات الطعن بالسكاكين والهجمات على رجال الشرطة يشنها في الغالب شبان وشابات تحت العشرين دون أي روابط سياسية أو تنسيق من قوى عليا. وأدت أعمال إلقاء الحجارة والطعن وإطلاق النار، التي أسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين و27 فلسطينيا من بينهم تسعة قيل إنهم مهاجمون وثمانية أطفال، إلى مقارنات مع الانتفاضتين الفلسطينيتين السابقتين في الثمانينات وفي مطلع الألفية الثالثة رغم أن العنف لم يصل بعد إلى مستوى يعادل ما حدث فيهما. وهؤلاء المهاجمون أشعلت غضبهم رسائل على موقع فيسبوك تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي مما يجعل من المستحيل تقريبا التنبؤ بمن سيوجه الضربة التالية. وكتب مهند حلبي طالب الحقوق صاحب التسعة عشر عاما من رام الله على صفحته على فيسبوك يقول قبل ساعات من إقدامه على قتل إسرائيليين اثنين طعنا في القدس المحتلة «عذراً أيها الرئيس (محمود عباس) لكن عذراً نحن لا نعرف قدس شرقية وغربية فقط نعرف أن لنا قدس واحدة غير مقسمة وكل بقعة فيها مقدسة. وعذرا يا رئيس فما يحدث لنساء الأقصى والأقصى لن توقفه الطرق السلمية. فما تربينا على الذل. والدفاع عن حرمة الأقصى ونسائه هو شرفنا وعرضنا والدفاع عنه بأي شكل ووسيلة يعتبر قانونياً. أشكر جهدك حضرة الرئيس.» وبعض المهاجمين في سن صغيرة لم يكونوا قد ولدوا حتى عندما تفجرت الانتفاضة السابقة في سبتمبر عام 2000. فهم جيل تربى على إخفاق المساعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط ويملؤه الغضب من قياداته، كما أنه بدأ يفقد إيمانه بإمكانية قيام دولة فلسطينية. وفي غياب أي مفاوضات ترمي لتحقيق حل الدولتين لتسوية الصراع بعد انهيار أحدث جولة من المباحثات مع إسرائيل في ابريل عام 2014 أصبح المسجد الأقصى رمزا وطنيا يتجاوز مغزاه الديني عند كل المسلمين. واكتست الجدران في غزة برسومات للمسجد وقبة الصخرة الذهبية. وعن المخاوف من السكين أو السلاح الأبيض يقول البروفسور الإسرائيلي شاؤول كيمحي إن السكين «أداة تستعمل كل يوم ومتوفرة لدى الجميع ولا تتطلب تدريباً ويمكن إخفاؤها بسهولة»، موضحاً أن «الهجوم بالسكين لا يهدف مبدئيا إلى القتل بل للتخويف وتم تحقيق الهدف. الإسرائيليون يشعرون بالخطر حتى ولو لم يكن متناسبا مع مستوى التهديد». وبينما يطور الإسرائيليون وسائل لصد الهجمات مثل منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ كانت عمليات الطعن مفاجئة لهم. وعلى الرغم من أن هذه الهجمات ليست بجديدة إلا أن وتيرتها متسارعة. ونفذ فلسطينيون أكثر من عشرين عملية طعن ضد إسرائيليين منذ الثالث من أكتوبر. وقالت ميري ايسين، وهي كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «إننا نتعامل مع أفراد يستخدمون أبسط أسلحة الإرهاب ولا يمكننا مطاردة حاملي السكاكين، ولذلك ليس هناك رد إمني على هذه الأزمة». وعبر شبكات التواصل الاجتماعي يتحدث الفلسطينيون عن «انتفاضة السكاكين» بينما رحب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «بأبطال السكين» في خطبة الجمعة الأسبوع الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©